منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 04 - 2021, 05:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

أَجابَها يسوع: لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً.


فأَعطاكِ ماءً حَيّاً


تشير عبارة "لو كُنتِ تَعرِفينَ" الى حاجة المرأة السامرية الى المعرفة الصادقة، معرفة عطية الله لها، ومعرفة المُتحدِّث معها، لأنه هو العطية العظمى! هو كنز الحب الإلهي الفائق، المُروي للنفس العطْشى. قد نفكر في بعض الأحيان، مثل المرأة السامرية، أن حياتنا هي مجموع ما نعرفه فقط من الأمور اليومية، لكن هناك أمور روحية نجهلها وهي لا تزال محجوبة عنا. فعدم معرفة حقيقة المسيح من الأسباب لرفض نعمته. أمَّا عبارة "عَطاءَ الله " فتشير الى "الحياة الابدية (يوحنا 4: 14)، وإلى الروح القدس (يوحنا 7: 38-39)، الى يسوع المسيح ابن الله الحبيب " فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة (يوحنا 3: 16)، ويعلق القديس اوغسطينوس "عطية اللَّه هو الروح القدس. لكن يسوع حتى ذلك الحين كان يتحدث مع المرأة بحرصٍ، ويدخل إلى قلبها تدريجيًا "(CCL 36, 154؛ امَّا عبارة " ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ " فتشير الى ما ظنَّته المرأة السامرية بان يسوع مجرد انسان يهودي محتاج الى شربة ماء وجهلت انه عطاء الله والمُرسل منه تعالى، بل الله نفسه المتجسِّد. أمَّا عبارة "لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً" فتشير الى حاجة المرأة السامرية الى يسوع القادر ان يهب لها عطية أعظم مما طلبه منها. إن المعرفة الصادقة تدفع نحو الطلب. فالله من جانبه مستعد أن يهب ما نحن بحاجة إليه، لكنه ينتظر منَّا أن نعلن رغبتنا في الأخذ، نسأل فنأخذ عطية الماء الحي. أمَّا عبارة " ماءً " فتشير الى ما يحفظ حياة النبات والحيوان والانسان ومن هنا جاءت إلى رمزيّة الماء واستعاراته التي يحتلّها الماء في تاريخ العالم والبشريّة، وفي تاريخ الشعب المختار، وأهمها هو صورة عن السعادة والبركة. في هذا المعنى يكون فم البار ينبوع حياة (أمثال 10 :11). وكذلك العلمُ الذي يعطيه (أمثال 13 :14) والمعرفة التي يمتلكها (امثال16 :22). أمَّا عبارة " الماءً الحي " فتشير الى مياه جارية من نبع لا من الجمع. في فلسطين كانوا يحفرون آبار ماء حيّة في العبرية באר (معناه بئر) بها يصلون إلى المياه السفليّة. فالماء الحي هو تعبير شائع لينابيع المياه او مياه الآبار الجارية، وهكذا يُسمّى الله ينبوع ماء حيّ (إرميا 2 :13). وماء الحي هو رمز الى البركات الروحية والخلاص كما جاء في نبوءة أشعيا "تستَقونَ المِياهَ مِن يَنابيعَ الخَلاصِ مُبتَهِجين" (أشعيا 12: 3). أمَّا في إنجيل يوحنا فالماء هو عطية الروح الذي يهب الحياة الابدية "أَمَّا الَّذي يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعطيهِ أَنا إِيَّاه فلَن يَعطَشَ أَبداً بلِ الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة (يوحنا 4: 14). والماء الذي وعد به يسوع هو الحياة الأبديّة. فمن شرب منه لن يعطش أبدًا. وهو يرمز أيضا إلى الروح القدس، ويُعلق القديس أمبروسيوس انها " مياه نعمة الروح حيّة، التي تُطهر الأجزاء الداخلية للعقل وتغسل كل خطية للنفس، وتُطهر عصيان الأخطاء الخفيَّة". المسيح يعرض ذاته دائمًا لكي نتعرف عليه فنطلبه فنجده ونسأله فيعطينا الماء الحي. الماء هو سر الحياة. والمسيح أتى ليعطينا الحياة. أظهر يسوع حكمته في مخاطبته المرأة السامرية منتقلا بها من الماء الذي يروي الجسد الى الماء الذي يروي الروح ويهب الحياة الأبدية. وقد جذب السيد المسيح هذه المرأة إلى طريق الخلاص، لا بالهجوم على العبادة في السامرة، بكونها منشقَّة، ومشوِّهة الإيمان والعبادة اليهودية، وإنما بجذب فكرها من الانشغال بالعداوة إلى الدخول إلى أعماق نفسها لتعطش إلى الماء الحي، وتُدرك حاجتها إلى المخلص المسيح.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( عد 20: 8 ) فتُخرج لهم ماءً من الصخرة
املأوا الأجرانَ ماءً
جلب لهم في البرية من الصخرة ماءً لا عسلًا
علامة حضور الله حضوراً حسيّاً لتجليه تعالى
( 2صم 23: 15 ) مَن يسقيني ماءً من بئر بيت لحم


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024