رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنس الماء
لأن القصة الآتية إنعكاس للواقع لذا يمكن إفتراض إنها حقيقية . تم إختيار سبعة أشخاص من نزلاء الدار ليقوموا بمهمة محدده " كنس الماء " . .. كانت أرض المهمة حجرة كبير بها بالوعة واحدة في نهايتها و الأدوات المتاحة هي مكانس و المطلوب هو كنس الماء الذي يملأ أرضية الغرفة بإتجاه البالوعة حتى جفاف الغرفة تماما. بدء العمل بنشاط و همة ، الماء يتحرك بسرعة بإتجاه النهاية و العمل قارب الإنجاز ..هكذا ظنوا .. لكن الماء لم ينته من الغرفة بل في زيادة مستمرة .. المهمة لم تتم بعد! ، الماء في الغرفة يزداد . لابد من حل . إجتمعوا على عجالة و قرروا أن يضاعفوا المجهود ، و قد كان . . لكن الماء مازال موجود ، إجتمعوا مرة أخرى ليجربوا حلولا جديدة بديلة ، أحدهم أعاد تنظيم صف كنس الماء ، آخر طلب تغيير المكانس ، أغلبهم أصر على طلب المزيد من الأيدي العاملة ، شكلوا لجنة منهم لإيجاد الحل ، لتخرج بتوصية بسيطة زيادة عدد البالوعات! . .. شكلوا لجنة أخرى ليعرفوا من المقصر في حل المشكلة ،و أخرى لإيجاد حل سريع و لو مؤقت لحل مشكلة الماء ... حاولوا بجهد فكروا بإخلاص لم تكن لهم أهداف شخصية ... فعلوا كل شئ إلا أن يعلنوا للمسؤلين و للملأ فشلهم في إيجاد حل و في إدارة أزمة كنس الماء، فهم مازالوا يعتقدون إنهم لم يفشلوا بعد ! أحدهم إنسحب في صمت و بدون علم الآخرين ليخبر الإدارة عن فشلهم في كنس الماء و سألهم عن حل ، فأخبروه : ببساطة عليك إغلاق الصنبور الذي في ركن الغرفة قبل البدء في الكنس! ، لكن لا عليك بهذا فأنت لن تعود للغرفة مرة أخرى و لن تكون نزيلا في دار رعاية المجانين فيما بعد لأنك قد أجتزت إختبار إكتشاف العقلاء بنجاح . في حياتنا توجد غرف كثيرة تحتاج إلى كنس الماء بها ، لكننا غالبا ما نسلك الطريق الخطا لحل المشكلة ، فنحن نشكل لجان، نغير مسؤلين، نعيد ترتيب الصفوف ، نعقد إجتماعات ، ندير مناقشات ، نضاعف العمل او العاملين ، نفعل كل شئ إلا الإعتراف بالفشل و إغلاق الصنبور . الحل يبدأ من الإعتراف بالفشل مع الوضع الحالي .. حينها سنرى الصنبور أساس المشكلة ، كثيرين يديرون حياتهم في مستنقع من الفشل و مازال لديهم الإصرار على كنس الماء بمفردهم في صمت ، لايريدون أن يعترفوا بالفشل لا يريدون أن ينظروا من أين سقطوا و يتوبوا . أنه الآن الوقت المناسب للإعتراف بالفشل أمام الله في إيجاد حل بمفردنا . .. إنه وقت البحث عن الصنبور لإغلاقه. ( أى أذكر من أين سقطت و تب ) |
|