رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحـريـة يقول لنا المثل أن أباً كان له إبنان .. طلب الابن الأصغر من أبيه نصيبه من الميراث، رغم أن أبوه ما زال حياً ولم يمت !! "فقال أصغرهما لأبيه أعطنى القسم الذى يصيبنى من المال"(2). الله يحترم إرادتى وحريتى لم يرفض الأب أو حتى يناقش رغبة ابنه بل بكل رضى قسم لإبنيه معيشتهما أى أنه أعطى الابن الأصغر نصيبه من المال أو الميراث. أراد السيد المسيح أن ندرك من خلال هذا التصرف الذى قام به الأب ابنه حرية الإرادة التى وهبها الله للإنسان .. فقد أنعم الله بنعمة العقل التى يستطيع الإنسان عن طريقها أن يميز بين الصواب والخطأ. والأدلة كثيرة على أن الله منحنا حرية الإرادة حتى عندما كان الإنسان فى الجنة حيث حذره الله قائلاً "من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت"(3). لم يكن ذلك حداً من إرادة آدم بل كان تحذيراً من النتائج التى سوف تحدث إذا أكل من الشجرة، والدليل على ذلك أن الله كان يستطيع أن يمنع يد حواء عندما إمتدت لتأكل من الشـجرة، ولكنه لم يفعل احتراماً لإرادتها، فنجد الكتاب (1)-(لو15: 11- 32). (2)-(لو15: 12). (3)-(تك2: 16، 17). يقول "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل"(1). الكتاب يوضح لنا شدة إحترام الله لإرادتنا فنراه مع مريض بيت حسدا يقول له محترماً إرادته "أتـريد أن تبرأ"(2). استخدام خاطئ لحريتى المثل يوضح لنا كيف نستخدم الحرية التى وهبها لنا الله بطريقة خاطئة ".. جمع الابن الأصغر كل شئ وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف"(3). "وكان يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب الذى كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحد"(لو15: 16) (1)-(تك3: 6). (2)-(يو5: 6). (3)-(لو15: 13). من خلال المثل نستطيع يا أحبائى أن نرصد نتائج استخدام الحرية بشكل خاطئ : 1- بـدأ يحـتاج .. هكذا قال الكتاب عن هذا الابن الذى بدد كل أمواله حتى أنه بدأ يحتاج .. 2- استبدل حرية أبيه بعبودية الآخرين يقول الكتاب "فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة" .. ترك مكانته فى بيت أبيه كمالك لكل شئ ورضى أن يصبح عبداً عند آخر يتحكم فى أقداره وتصرفاته ! 3- استبدل شبعه من خيرات أبيه بشهوة أكل خرنوب الخنازير ! يقول الكتاب أنه كان "يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب التى كانت الخنازير تأكله"(1). 4- استبدل الكرامة والعزة فى بيت أبيه بالبؤس والشقاء فى الكورة البعيدة .. شتان هو الفرق بين وضع ومكانة ذلك الابن فى بيت أبيه، وبين مكانته الآن فى تلك الكورة البعيدة، حتى أن كرامته أهينت .. حيث يقول الكتاب إن أكل الخنازير الذى اشتهى أن يأكله "ولم يعطه أحد" أى أنهم لم يوافقوا على أن يأكل من أكل الخنازير .. أى مهانة هذه وصل إليها هذا الابن ؟! أجاب السيد المسيح على هذا السؤال عندما قال "الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية .."(2). "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً"(3). الحرية التى يقصدها السيد المسيح هى الحرية الداخلية أى أن يتحرر القلب من عبودية الخطية. الحرية الداخلية أقوى بكثير من الحرية الخارجية والدليل على ذلك أن حافظ السجن فى فيلبى ارتعد أمام بولس وسيلا رغم أن أرجلهما كانتا مقيدة فى المقطرة .. أما السجان فكان حراً بالطبع (حرية خارجية)(4). كما أن فيلكس الوالى ارتعب من كلام بولس الذى كان مقيداً بالسلاسل(5). (1)-(لو15: 14). (2)-(لو15: 16). (3)-(يو8: 34). (4)-(يو8: 36). (5)-(أع16). |
|