رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت شاول رأينا داود يهرب من أمام الملك شاول، وعندما وقع شاول في يده سامحه وغفر له مرتين ولم يقتله. ولكن شاول ظل يضطهد داود الصالح. ولم يتوقف عن أن يتابعه ويطارده ليقتله، إلى أن عرف أن الأعداء من حوله قد اجتمعوا ليحاربوه، فقد اجتمع عليه ملوك خمس مدن. وعندما رأى الجيش الجبار الذي جاء ضده، خاف خوفاً عظيماً، وأراد أن يسأل الله. وتقول التوراة إن الله لم يجاوبه لا في حلم ولا بالأوريم الذي كان الكاهن يحفظه في صُدرته، ومنه يعرف إرادة الله، ولم يجاوبه بواسطة الأنبياء. وكان النبي صموئيل قد مات. ففكر شاول أن يذهب إ لى امرأة صاحبة جان. وكان شاول قد سبق ونفى من البلاد كل أصحاب الجان الذين يقولون كلاماً على لسان الجان، لأن شريعة موسى كانت تنهى عن ذلك. ولكن شاول في ضيقة نفسه قرر أن يذهب إلى واحدة منهم ليطلب منها أن تُصعد له صموئيل النبي، وأعطاها الأمان. وبدأت المرأة تقول له إنها ترى آلهة يصعدون من الأرض. وعندما سألها أن تصف له ما تراه، قالت: «شيخ صاعد مغطى بجُبّة». لم يكن شاول يرى شيئاً وكان ممكن أن يكون هذا الصاعد مجرد خيال في عقل المرأة وحدها، ولكن شاول المريض بعقله، الذي فارقه روح الله وملأه روح الشرير، صدَّق أن المرأة أصعدت له صموئيل النبي. ومع أن كل الرجال الكبار في العمر كانوا يلبسون الجبة، إلا أن شاول صدق أن الصاعد بالجبة هذه المرة هو صموئيل. وماذا قال الشيخ الصاعد وهو مغطى بجبة؟ لم يقل شيئاً واحداً جديداً فقد كرر الكلام القديم أن الرب فارق شاول، وأنه أعطى المملكة لداود. وقالت المرأة صاحبة الجان للملك إن الشيخ الصاعد بجبته يقول: غداً أنت وبنوك تكونون معي. إن كان هذا الكلام صحيحاً فهل يذهب شاول الذي فارقه الرب إلى نفس المكان الذي ذهب إليه صموئيل نبي الرب؟ بالطبع لا! لقد كان الشيطان يتكلم في صاحبة الجان، والشياطين يفعلون كل ما يقدرون عليه ليُضلوا ولو أمكن المختارين أيضاً. وكل الذين يلجأون إلى الجان وقارئي البخت يجرون وراء الباطل ويضرّون أنفسهم ولا ينتفعون شيئاً. هذه شيطانية وأعمال شياطين. إن الذين يحبون الله يسمعون إرشاده ونصائحه بغير حاجة إلى وسطاء، فإن سرّ الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم (مزمور ٢٥: ١٤). كان الملك شاول خائفاً من الرب، وكان كلام العرافة سبباً في رعبه أكثر وأكثر، فذهب إلى الحرب وهو مرتعب. كانت الحرب شديدة عليه، ورأى جيشه يسقط أمام أعدائه، وأولاده الثلاثة يموتون أمامه ومنهم يوناثان. وأخيراً أصابه سهم جرحه جرحاً شديداً. ولم يشأ شاول أن يقع في يد الأعداء لئلا يهزأوا به، فطلب من حامل سلاحه وحارسه الخاص أن يقتله بسيفه. ولكن حامل السلاح خاف، ولم يشأ أن يفعل ذلك بسيده، فسقط الملك شاول على سيفه هو، وانتحر ومات. وفي اليوم التالي جاء الأعداء يكشفون جثث القتلى فوجدوا الملك شاول، فقطعوا رأسه وسمروا جسده على سور المدينة، ووضعوا سلاحه في بيت صنمهم، وكأنهم يقولون إن إلههم أقوى من إله شاول، وإن قوتهم أعظم من قوته. ما أرهب آخرة شاول! بدأ بالعصيان وانتهى بالهلاك، والبركة عادةً على رأس المطيع وحده. |
|