منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 03 - 2021, 04:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

عظمة الشونمية


عظمة الشونمية




«عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ» (ع٨). هذه المرأة كانت عظيمة من سبع وجهات:
أولًا: كانت عظيمة فى الضيافة. «فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا» (ع٨). فهي لم تحسن معاملته في المرة الأولى فقط، لكنها مدت له أطراف دعوة مفتوحة فقبلها.
ثانيًا: كانت عظيمة في إدراكها الروحي. «فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا» (ع٩). لم تستغرق وقتًا طويلًا لتكتشف أن أليشع لم يكن مجرد نبي بالاسم، بل رجل مقدس لله.
ثالثًا: كانت عظيمة في استخدام غناها المادي للرب. فعرضت على زوجها أن يبني عُلِّيَّةً صغيرةً على الحائط (السطح)، تحتوي على سرير ومائدة (خوان) وكرسي ومنارة؛ أربع ضرورات في الأثاث الشرقي، تُمثِل كل ما يلزم لرجل الله (ع١٠). هذه الشونمية التقيَّة جهزت لهذا الغريب عُلِّيَّةً صغيرة، بأثاث بسيط، في بيتها.
رابعًا: كانت عظيمة في التواضع والقناعة والرضا. وإذ أُسر بالإحسان الذي أظهرته له المضيفة، سألها أليشع أن يكافئها بأية طريقة تُريدها. وحيث كان للنبي تأثير على البلاط الملكي في ذلك الوقت، سألها إن كانت ترجو طلبة من الملك. من الواضح أن دوره في الحرب ضد موآب منحه قبول عند الملك والسلطات الحربية. وإذ كان يعلم أن زوجها شيخ، عرض عليها بحظوته أن يمدها بحماية ملكية. لكنها لم تسعَ لأية مكافأة عالمية منه، وكانت راضية تمامًا بمعيشتها قائلة: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي» (ع١٣). لقد رفضت عرض أليشع السخي لأنها كانت قانعة بعناية شعبها بها.
فأخبر جيحزي - خادم أليشع – سَيِّدَه، أن المرأة ليس لها ولد، وهو عار ونائبة لامرأة يهودية (تك٣٠: ٢٢-٢٣؛ مز١٢٨: ٣-٤)، لأن البنين كانوا إشارة إلى البركة الإلهية. كان زوجها شيخًا، فكانت فرصة حملها ضئيلة بعيدًا عن عمل الله معها. لكن أليشع أخبرها بأن لها مكافأة على إحسانها: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا» (ع١٦). ولفرحتها الغامرة صارت أمًا.
عندما كبر الولد إلى الحد الذي فيه اصطحبه أبوه إلى الحقل، شكا مما بدا أنه ضربة شمس، حسب التوقيت (وقت الحصاد)، وأيضًا حسب شكواه؛ «رَأْسِي، رَأْسِي» (ع١٩). فأمر الأب واحدًا من الغلمان أن يحمل الولد المُصاب إلى البيت، فمات بين ذراعي أمه.
خامسًا: كانت عظيمة في الإيمان. لم تخبر المرأة أحدًا - ولا حتى زوجها - أن ابنها قد مات. في إيمان سلَّمت الولد الميت للرب بوضعه «عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللَّهِ» (ع٢١). لم تُعطِ لزوجها أي مُبرر لطلب وسيلة مواصلات وخادم ليصطحبها لزيارة أليشع، بالرغم من أنه اعتبر ذلك أمرًا غريبًا أن تذهب إلى النبي في غير أيام الاحتفالات الدينية أو الأعياد (٤: ٢٣).
ركبت الأم المكلومة الحمار لمسافة ١٥ ميلًا إلى جبل الكرمل، حيث رآها أليشع، فقال لغلامه جيحزي أن يسألها إن كانت بخير هي وزوجها والولد. فكان جوابها مفعمًا بالإيمان. لقد مات ابن الموعد، إلا أنه وسط عميق حزنها قالت: «سَلاَمٌ» (ع٢٦). وكإبراهيم الذي وضع إسحاق، ابن الموعد، على المذبح، استندت الشونمية على القيامة، وآمنت بالقادر على الإقامة من الأموات.
لقد فقدت ابنها لحين، لكنها لم تفقد إيمانها. فنهض إيمانها مع محنتها، وبلا تأخير سكبت بليتها للنبي قائلة: «هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟» (ع٢٨). هي لم تطلب ابنًا، لكن أن تفقده الآن لهو أسوأ بكثير من ألا يكون لها ولد مطلقًا.
سادسًا: كانت عظيمة في المثابرة. لقد أعطى أليشع جيحزي عصاه وقال له أن يضعها على وجه الصبي (ع٣١). فكان فشل جيحزي في إقامة الولد بسبب واحد من أمرين: سواء أنه لم يكن في سلطة أليشع أن ينقل القوة لجيحزي، أو لكون جيحزي ضعيفًا روحيًا وضحلًا فلم يكن عاملًا ملائمًا يمكن لله أن يعمل من خلاله (٥: ٢٠-٢٧). بالإضافة إلى ذلك، فإن العصا الميتة لا يمكن أن تأتي بالحياة. فقط الله الحي من خلال قديس حي، هو مَن يستطيع إقامة ميت. عندما سمعت الأم أليشع وهو يأمر جيحزي أن يذهب، ويضع عصاه على وجه الصبي، اعترضت، وصممت أن يعمل النبي المعجزة بنفسه، فقالت لأليشع: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ» (ع٣٠). لقد تعلق إيمانها بأليشع. لم يستطع جيحزي المساعدة، فكان الاحتياج لرجل الله «فَقَامَ وَتَبِعَهَا» (ع٣٠).
وإذ سمع أليشع عن فشل جيحزي، أسرع إلى البيت مدركًا حجم الكارثة، وأغلق على نفسه الحجرة مع الولد الميت، وصلى أن ترجع له الحياة. ثم تمدَّد النبي مرتان على الولد، ووضع فَمَهُ على فَمِهِ (ليس كنوع من التنفس الصناعي)، وعينيه على عينيه، ويديهُ على يديهِ (قارن هذا بإيليا في صرفه في ١ملوك١٧: ٢١ وببولس في أعمال٢٠: ١٠). من الواضح أن تمدُّده على الولد الميت هو عمل رمزي لانتقال صحته وحيويته للولد بعد أن صلى. لقد تجاوب الله مع إيمانه وصلاته، ومنح للجسد الميت حياة معجزية بعد أن تمشى في الحجرة منتظرًا استجابة الرب لصلاته. وعطس الولد سبع مرات، علامة على التنفس المُستعاد.
لقد كوفئ إيمان المرأة وأقيم ابنها من الأموات. وذكرها الروح القدس فى العهد الجديد: «أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ» (عب١١: ٣٥).
سابعًا: كانت عظيمة في الشكر. لقد دُفع الولد إلى أمه حيًّا، وهي - بشكر متواضع - «أَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ (أليشع) وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ» (٤: ٣٧).
هذه المرأة التقية الأمينة، في وقت الارتداد العام، جعلت يهوه جزءًا حيويًا في حياتها وبيتها. استقبلت نبيًا، لأنه هو مَن أرسله، فنالت أجر نبي في عطية غالية جدًا لأم يهودية؛ ابن لم تكن تجرؤ على طلبه، حتى عندما عُرض عليها.
إن الأرملة في بداية الأصحاح، والمرأة الشونمية، هما مثالان عظيمان للطاعة، وحسن الضيافة، والفهم الروحي، والكرم، والرضا، والإيمان، والمثابرة، والشكر. يا ليت الرب يعطينا أن نتمثل بهما
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما تتسم به الخليقة من عظمة وجمال يكشفان عن عظمة أدراك خالقها
ليظهر أن عظمة الآب ومجده هما ذات عظمة الابن ومجده
ظهرت عظمة المرأة الشونمية في عمل الله فيها
أسباب عظمة هذه المرأة الشونمية
الشونمية و عظمة الخدمة دون انتظار الأجر


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024