رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الفرح
إحساسا عام بالسعادة والسلام والطمأنينة. وعكس الفرح هو الشعور العام بالحزن “الاكتئاب” والبعض يعرفه بأنه اضطراب ذهني يتميز على وجه الخصوص بالشعور بالفاجعة والخمول والصعوبة في التفكير والتركيز وارتفاع أو انخفاض كبير في الشهية ووقت النوم. ومشاعر الغم وفقدان الأمل والميول الانتحارية أحيانا. أسباب الحزن الأساسية هو شعور الإنسان بأنه غير محبوب، مرفوض من الآخرين، خاصة الرفض الأبوي في الصغر. “الإحساس بالرفض الأبوي يرتبط كثيرا بالاكتئاب والتقدير المتدني للذات، وبالتالي بالشعور العام بالحزن وعدم الفرح في الحياة. عندما يشعر الإنسان أنه محبوب، يرتفع تقديره لذاته، ويشعر بالتالي بالسعادة. ما هو الفرح المسيحي؟ الإنجيل هو البشرى السارة، فمنذ ميلاد المسيح عّم الفرح الأرض، وفي أول ظهور علني للمسيح وأول معجزة له كان في فرح، عرس قانا الجليل، وبعد قيامته وعندما رآه التلاميذ فرحوا وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. فالمسيحية هي دين الفرح والتفاؤل. فالكتاب يدعونا إلى الفرح حتى في الضيقات والألم: “طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ” مت ٥: ١١-١٢. هل احتمال الضيقات بصبر يجعل الإنسان يشعر بالفرح. لا ليس احتمال الإنسان للتجارب والصعوبات بصبر يمكن أن يمنحه السعادة الحقة، لأن ثقة الإنسان هنا تكمن في ذاته وفي قدرته على الاحتمال. ولكن التجربة أو المحنة تكشف جوهر الإنسان ومستوى علاقته بالله ومدي إدراكه لمحبة الله التي تحوطه. فإذا صادف إنسان تملئ قلبه محبة الله تجارب قاسية، يمكن لتلك المحن والصعوبات أن تؤلمه أشد الإيلام، ولكن بالرغم منها يشعر في قرارة نفسه بسلام يملئ قلبه، وبسكون داخلي يجعله يتحمل كل تلك المحن راضيا. على هذا ليس احتمال التجارب هو الذي يمنح الإنسان الفرح الحقيقي، لكن الفرح الذي يملئ قلب الإنسان هو الذي يساعده على احتمال التجارب والمحن: “نحتمل كل شيء لأجل محبة الرب يسوع المسيح”(Am ١٥). وهي ذات الفكرة التي يطرحها بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية (٥: ١-٥) “فإذا تبررنا بالإيمان لنا سلامٌ مع الله بربنا يسوع المسيح … بل نفتخر أيضا في الضيقات، عالمين أن الضيق يُنشئ صبرا، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزى، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا”. هكذا أيضا بالنسبة للمسيحي فأن الحفاظ على الصبر لا يأتي إلا من قلب يملئه روح الله ومحبته. القلب الذي أنسكبت فيه محبة الله بفعل الروح القدس يّمكن الإنسان من أن يري كل شيء جديدا، لا يحتمل فقط أشد الضيقات والتجارب، بل لا يخشى حتى الموت لهذا يدعوه فرنسيس “الأخ الموت”. فإذا كان الحب البشري وقبول الآخرين يجعل الإنسان يشعر بالفرح، فأن الأمر يجد تمامه في شعور الإنسان بمحبة الله له، فيملئ قلبه السعادة والسرور مثلما كان الحال في بدء الخليقة. فالإيمان العميق بالله هو نبع السعادة الحقيقية التي تجعل الإنسان يحتمل الكثير من الصعوبات والآلام. الفرح في الرسالة إلى أهل فيلبي كتب بولس هذه الرسالة عندما كان سجينا في روما حوالي عام ٦٢. وقد أرسلها إلى أصدقائه مؤمني كنيسة فيلبي، وهي الكنيسة التي كان قد أسسها خلال رحلته التبشيرية الثانية (أع ١٦). وبالرغم من أن ظروف سجن بولس لم تكن دافعا يدعوه للفرح إلا كلمة “فرح” أو مشتقاتها ورد تسع عشر مرة في هذه الرسالة القصيرة. فما هو سر ذلك الفرح؟ مدخل للرسالة إلى فيلبي السر موجود في كلمة أخري تكررت في الرسالة وهي: كلمة “فكر” حيث استخدمها بولس عشر مرات كلمة “افتكروا” حيث استخدمها خمس مرات بالإضافة إلى كلمة “أذكر” التي جاءت مرة واحدة أشار بولس الرسول إذن ستة عشر مرة إلى الفكر أو العقل يمكن أن نقول أن سر الفرح المسيحي يكمن في: طريقة تفكير المؤمن اللصوص الذين يسرقون فرحك ١. الظروف (الاصحاح الأول) القليل من الظروف تحت سيطرة الإنسان.. لذلك فالإنسان الذي تتوقف سعادته على الظروف المثالية سوف يبقي بائساً معظم الأيام. والسبب الذي يجعل الكثيرين يضطربون بسبب الظروف هو أنهم لا يتبنون “فكرا واحداً”. ففكر بولس هو: “لي الحياة هي المسيح والموت ربح”. ظروف السجن لم تسلبه فرحه، لم يكن ينظر للظروف في حد ذاتها بل في علاقتها بالمسيح يسوع. هو ليس أسيرا رومانيا، بل “أسير المسيح يسوع”. والسلاسل أصبحت: “وثاقي في المسيح”. ٢. الناس (الاصحاح الثاني) كثيرا ما نفقد فرحنا بسبب الناس: بسبب طباعهم، أو أقاويلهم، أو أفعالهم. وعندما جاء أبفرودتس لزيارة بولس نقل له تهديد مزدوج لوحدة الكنيسة في فيلبي: الأول يتمثل في قدوم معلمين كذبة إليهم من الخارج (٣: ١-٣)، ثم في التنافس بين بعض الأعضاء من الداخل (٤: ١-٣). السبب الرئيسي للمشكلة الأنانية، وسبب الأنانية الكبرياء. أن سر الفرح يكمن في الاتضاع: “لا شيئا بتحزب أو بعُجب (الافتخار الزائف) بل تواضع حاسبين بعضكم بعضا أفضل من أنفسهم”. يقدم بولس أمثلة لأصحاب الفكر المتواضع: الرب يسوع (الذي لم يفكر في نفسه بل في الآخرين)، ثم بولس نفسه، كذلك تيموثاوس. ٣. الأشياء (الاصحاح الثالث): كثيرون يظنون أن السعادة تتحقق بواسطة امتلاك الأشياء.. بينما الواقع أن الأشياء هي التي تسلبنا السعادة الوحيدة التي لها الدوام الحقيقي. لو ١٢ مثل الغني الغبي. يشير بولس أن معظم الناس “يفتكرون في الأرضيات” أما المؤمن صاحب الفكر الروحي فيتطلع إلى أمور هذا العالم من وجهة نظر سماوية: “فإن سيرتنا (موطننا) نحن في السموات التي منها أيضا ننتظر مخلصنا”. إن السعي المحموم من أجل “الأشياء”، ليس المادية فقط، بل الغير منظورة أيضا مثل الشهرة والإنجاز وتقدير الآخرين يسلب الفرح منا. بل التدين المتزمت الذي لا يقبل الآخر “ما كان لي ربحاً… أعددته نفاية”. ٤. القلق (الإصحاح الرابع): القلق هو التمزق بين اتجاهين متضادين. الآمال تجذبنا في اتجاه معين، والخوف يجذبنا في اتجاه مضاد. فالكثير منا يفقد سلامه نتيجة القلق. القلق هو تفكير خاطئ وشعور خاطئ نحو الظروف والناس والأشياء. ومن يملك الفكر الواحد لا يشعر بهذا التمزق: “سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع”. يصف بولس كل المصادر الروحية التي تعالج القلق مثل: عناية الله وقوة الله. فإن كانت لنا هذه المصادر فلماذا نقلق وسلام الله يحفظنا، واله السلام يقودنا، ويستحيب لنا عندما نصلي بطريقة صحيحة. |
|