رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادات شهود مذبحة كنيسة إثيوبيا
نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم، شهادات بالفيديو، لشهود على المذبحة التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى جنود من إريتريا، وفسرت وفقها لماذا بذل رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، جهوداً من أجل صنع السلام مع إريتريا، فهل كان هذا السلام من أجل تحالف على عدو مشترك للعرق الذي ينتمي إليه آبي أحمد وإريتريا؟ هذا ما تجيب عليه سي إن إن. استهلت الشبكة الأمريكية تقريرها بكلمات صادمة عن المجزرة التي شهدتها إحدى المناطق الجبلية الواقعة شمال تيجراي، إذ كتبت: بدأ أبراهام في دفن الجثث في الصباح ولم ينته منها حتى أسدل الليل ستائرهفالجثث التي اكتسى أصحابها بالأردية البيضاء تمخضت بالدماء، وتناثرت في الحقول القاحلة والمُنبتة ومجاري النهر الجاف. تابعت الشبكة في وصفها لمشاهد العنف: أصيب آخرون بالرصاص على عتبات بيوتهم وأيديهم مكبلة بالأحزمة، كان من بين القتلى قساوسة وشيوخ ونساء وعائلات بأكملها ومجموعة تضم أكثر من 20 تلميذاً من مرتادي مدارس الأحد، بعضهم لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، حسبما أوضح شهود عيان وأباء ومعلمي هؤلاء التلاميذ. تعرف أبراهام على بعض الأطفال على الفور كونهم من أبناء مدينته، الواقعة شمال إقليم تيجراي الإثيوبي، حيث لاذ الكثيرون بالفرار من القتال الدائر هناك إلى قبل اسبوعين من وقوع تلك المجزرة. أما أبراهام وعائلته ومئات الأفراد النازحين الآخرين ففروا إلى دنجيلات، قرية قريبة تقع في واد وعر به منحدرات شديدة تكتسي بلون الصدأ، وفي تلك القرية لجأ أبراهام والنازحون تحديدا إلى مجمع أديرة تاريخي اشتهر بكيسة محفورة في الصخر عمرها قرون. وفي يوم 30 نوفمبر تحديداً، انضم عشرات رجال الدين إلى الاحتفال الأرثوذكسي المعروف بـ تسيون مريم وهو مهرجان مسيحي أرثوذكسي إثيوبي كبير يقام سنويا، ويعتبره الإثيوبيون يوماً مقدساً، ليقوم مجموعة من الجنود الإريتريين بفتح النار على كنيسة مريم الموجودة بالقرية (دنجيلات) بينما كان مئات المصلين يحتفلون في القداس، وهذا وفق ما يسرد شهود العيان. حاول الأهالي الفرار على أقدامهم، وتسلقوا ممرات شديدة الانحدار إلى القرى المجاورة، ولكن الجنود تتبعوهم وأطلقوا عليهم الرصاص عند سفح الجبل. التحقيق الذي نشرته سي إن إن تم فيه تسليط الضوء على ما حدث بعد الواقعة استناداً إلى مقابلات مع 12 شاهد عيان، وأكثر من 20 من أقارب النازحين، وأدلة مصورة. وتقول سي إن إن، إن الجنود بدأوا يطرقون الأبواب باباً باباً، ويسحبون ساكنيها خارجها، وأجبرت الأمهات على ربط أبنائهن، وتم إطلاق الرصاص على امرأة حامل وقتل زوجها، واختبأ بعض الناجين تحت جثث القتلى. استمرت تلك الفوضى لمدة 3 أيام، حيث قام الجنود بذبح السكان المحليين والنازحين، وأخيرا وفي يوم 2 ديسمبر سمح الجنود بدفن الجثث لكنهم منعوا أي شخص من إقامة الحداد، فتطوع أبراهام للقيام بتلك المهمة (دفن القتلى). تقول سي إن إن: تحت أنظارهم المراقبة المترقبة، أخذ أبراهام يفرز أجساد الأطفال والمراهقين، ويجمع بطاقات الهوية من الجيوب ويدون ملاحظات دقيقة حول ملابسهم أو تسريحة شعرهم، يقول أبراهام بعضهم كان لا يمكن التعرف عليهم تمامًا، بعد أن أصيبوا برصاصات في الوجه. وأوضحت شبكة سي إن إن، إن مجزرة الكنيسة الواقعة تيجراي، مجرد مجموعة من آلاف المدنيين الذين يعتقد أنهم قتلوا منذ شن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019 لقيامه بحل نزاع طويل مع إريتريا، عملية عسكرية موسعة ضد خصومه السياسيين الذين حكموا منطقة تيجراي لما يقرب من 3 عقود قبل أن يتولى هو الحكم في 2018، واتهم جبهة تحرير تيجراي الشعبية بمهاجمة قاعدة عسكرية حكومية ومحاولة سرقة أسلحة وهو ما نفته الحركة، ليصبح هذا الصراع الإثني المتصاعد بين الجانبين واحداً من أعنف الاشتباكات العرقية القومية وأكثرها خطورة في ثاني أكبر بلد من حيث التعداد السكاني في إفريقيا. وقالت مبعوثة الأمم المتحدة لمنع الإبادات الجماعية، مطلع فبراير الماضي، أن المنظمة تلقت العديد من التقارير التي تفيد بـ عمليات قتل خارج القانون، عنف جنسي، واعتقالات جماعية، ونهب، ومنع وصول المساعدات الإنسانية ووجهت الإدانة في تلك التجاوزات إلى جنود إرتيريين يشير وجودهم على الأرض إلى أن السلام الذي صنعه آبي أحمد مع إريتريا وتلقى عليه الثناء، كان يمهد لاتفال تحالف بين الجانبين وشن حرب على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، العدو المشترك لعرق الأورومو الذي ينتمي إليه آبي أحمد وإريتريا. ورداً على طلب التعليق على الشهادات التي جمعتها سي إن إن والتحقيق الذي أجرته، قالت إثيوبيا في بيان لم يتطرق إلى الهجوم على دينجيلات، إنها ستواصل تقديم جميع الجناة إلى العدالة بعد إجراء تحقيقات شاملة في الجرائم المزعومة. هذا الخبر منقول من : المصري اليوم |
|