رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ايليا والتجـلـى " وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين ، وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور ، واذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه ، فجعل بطرس يقول ليسوع يارب جيد أن نكون ههنا ، فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال ، لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة ، وفيما هو يتكلم اذ سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا : هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ؛ له اسمعوا " ( متى 17 : 1 – 5 ) . التجلى هو الدخول بالنفس إلى تذوق الحياة الآخروية ، لترى عريسها قادما فى ملكوته ، معلنا لها أمجاده الإلهية بالقدر الذى يمكنها أن تحتمله وهى بعد فى الجسد ، هذا العمل الذى تحقق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ؛ ونبيين من العهد القديم هما موسى وإيليا . التجلى هو اعلان " الملكوت السماوى " الممتد فوق كل حدود الزمان ، أرتبط التجلى بأحداث الصليب والقيامة ، فإنه لا يمكن للمؤمن أن يرتفع على جبل التجلى ليرى بهاء السيد ، ما لم يقبل صليبه ، ويدخل معه الآمه ليختبر قوة قيامته . لعل السيد أحضر موسى وإيليا كمثلين للتلاميذ فيغيروا منهما فى الأمور الحسنى ، فتكون لهم وداعة موسى وغيرة إيليا على مجد الله . جاء موسى النبى إلى حضرة الملك المسيا ممثلا الأعضاء الراقدة فى الرب ، النفوس التى رحلت عنا بالجسد لكنها مرتبطة معنا حول المسيح الواحد الذى يملك على الجميع ، وأما إيليا النبى فجاء يمثل الأعضاء المجاهدة إذ لم يمت إيليا ... وكأن الكل يلتقون معا كأحياء فى الرب . أراد السيد أن يخبر تلاميذه أن له سلطان على الموت وعلى الحياة ، إن كان موسى قد تسلم الناموس وإيليا يمثل الأنبياء ، فإن تجلى السيد بينهما إنما يشير إلى أنه هو غاية الناموس ومركز النبوات . موسى وإيليا يمثلان رجال العهد القديم ، وبطرس ويعقوب ويوحنا يمثلون رجال العهد الجديد ، وكأن السيد المسيح هو مركز الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ، أو هو سر خلاص الكل ومشتهى الجميع . موسى النبى جاء شاهدا على أن السيد ليس مجدفا على الناموس كما يدعى اليهود .... وإيليا شاهدا على مجد الله فى شخص أبنه الحبيب يسوع ...... لقد رفض يسوع أن يعطى آية من السماء للكتبة والفريسيين ، وهاهو يعطى علامة من السماء لتلاميذه الأبرار ليزيد إيمانهم ، .... إيليا يمثل البتوليين فى ملكوت السموات .. . . وموسى يمثل المتزوجين ...... " فسأله تلاميذه قائلين : فماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أولا ، فأجاب يسوع وقال لهم : إن إيليا يأتى أولا ويرد كل شىء ، ولكنى أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا " ( متى 17 : 10 – 12 ) . كان للكتبة معرفة نظرية ، فقد فهموا من النبوات أن إيليا يسبق مجىء المسيا ، جاء ولكنهم لم يعرفوه أو قبلوه ، إنما عملوا به ما أرادوا ... من هو إيليا إلا يوحنا المعمدان ، إذ " فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " ( متى 17 : 13 ) – لقد جاء يوحنا بروح إيليا ، لا بمعنى أنه تقمص روحه ، وإنما يحمل فكره النارى وغيرته الملتهبة على مجد الله ، وحياته النسكية فى البرية ، ليمهد الطريق بالتوبة من أجل المسيا المنتظر . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
النبي ايليا وتـل مار الياس (ايليا) |
ايليا النبي |
ايليا |
ايليا النبي 6 ايليا وآحاب |
ايليا النبي 7 ايليا والالهة |