رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مين هو ابونا سلوانس المقاري اطلقوا عليه في دير ابومقار ( معزي الأخوة) كان المهندس ميشيل يوسف ( ابوناسلوانس قبل الرهبنة) كان خادماً كبيراً .. امتدت خدمته في مدن كثيرة كالقاهرة والاسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد وطنطا.. وكان مبدعاً في خدمته وافتقاده للنفوس والعائلات لذلك احبه الناس وزكوه بالاجماع ليكون كاهناً في طنطا لكن بعد استشارة اب اعترافه( ابونا ميخائيل ابراهيم) رأي ان يؤجل الرسامة وكان ذلك بتدبير من الله اذ كان يري ان دعوته هي للتكريس للبتولية والحياة الرهبانية. ومع نجاحات المهندس ميشيل في مجالات الخدمة المتعددة إلا انه احس ان كل هذا لم يروي عطشه كاملاً في محبته للرب .. وبعد صلوات كثيرة ومشورة اب اعترافه.. ارشده الرب ان يسلك الطريق الرهباني .. فجمع خدام مدينة طنطا في اليوم المشهود الذي ودع فيه العالم وشرح لهم سمو الحياة الرهبانية وكان من ثمار هذا الاجتماع ان التحق ( خمسة) من هؤلاء الخدام بالحياة الرهبانية فيمابعد.. وكان دير ابو مقار في ذلك الوقت في بداية تعميره وكانت الحياة فيه في منتهي المشقة.. فأبسط الأشياء لم تكن متوفرة لكن مع ابوناسلوانس.. هذا الذي كان مديراً عام سابقاً لكنه ارتضي اي عمل يتم تكليفه به.. ابتداء من تصليح ماكينة المياة القديمة .. كثيرة الأعطال لجمع المحاصيل لنظافة الدير والمساعدة في المطبخ وحلاقة شعر الرهبان.. اما عن حياته الداخلية فكان رجل صلاة بمعني الكلمة فبعد ان يستريح قليلاً بعد الظهر يستيقظ طوال الليل في الصلاة ثم يكمل في الكنيسة بصلاة نصف الليل والتسبحة حتي الصباح ولأن الكهرباء لم تكن قد دخلت بعد الي الدير - لذا كان الإعتماد في الإنارة علي لمبة الجاز وكثيراً ماكان يتعب ابونا من ضيق التنفس بسبب غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج من إشعال اللمبة في قلايته كل ليلة طوال الليل ولكنه كان يحتمل بشكر.. ولكي يقاوم النوم ويستمر ساهراً -كان ينزل من قلايته ويتمشي في ارجاء الدير ويتوقف امام قلالي الرهبان ويصلي من اجلهم ويستمر في ذلك حتي ميعاد الجرس الأول الذي يقوم هو بضربه الساعة الثالثة صباحاً لإيقاظ الرهبان لصلاة نصف الليل كل واحد في قلايته ثم يقوم بضرب الجرس الثاني الساعة الرابعة صباحاً لصلاة التسبحة بالكنيسة ويكون هو اول من يدخل ويجهز لمبات الجاز وينظفها .. ثم يقود خورس التسبحة..وكان ابونا هو الذي يشرف علي عمل القربان ليلة الأحد .. وكان ابونا محباً جداً لإجتماع الصلاة الذي يقام مساء كل سبت بعد العشية وكانت صلواته وروحه النشيطة سبب في تشجيع اخوته وتعزية الجميع.. وبعد عدة سنوات- صار ابوناسلوانس منارة روحية يلتجئ إليه الأخوة المبتدئون والرهبان .. كانوا يستريحون لإرشاده ونصائحه وكان هو يفتقدهم ويشجعهم ويصلي معهم وهم يجدون معه سنداً ومعونة روحية .. وكانت خدمة ابونا سلوانس للضيوف هي اهم عمل.. اذ كان بالحق هو المعزي والمرشد المريح لهم .. وبسبب محبته الصادقة التي كانت تتغلغل الي اعماق القلوب -تأثر به كثير من الضيوف.. وكان يتابع مشاكلهم ويرسل لهم رسائل معزية .. كان بالحق مستمعاً جيداً.. وكان يعمل كشفاً من ثلاثة نسخ بأسماء الذين طلبوا منه ان يذكرهم في صلاته.. نسخة يضعها في قلايته في مخدع الصلاة ونسخة في جيبه ليصلي لهم وهو خارج القلاية ونسخة يضعها علي المذبح.. وقد تميز كلامه اللاهوتي بالبساطة الفائقة ليفهمه الكبير والصغير وكانت له قدرة عجيبة ان يبين الأمور اللاهوتية بأسلوب سهل وبأمثلة من واقع الحياة..ولم يكن يميز في محبته بين غني وفقير .. عالم او جاهل بل يقبل الكل بنفس الحب الواحد والعين البسيطة التي تنظر للجميع بعين المسيح.. وكلما تم ترشيحه ليكون اسقفاً -كان يهرب للجبل ويبقي فيه الي ان ترحل الوفود التي جاءت.. وفي سنة١٩٧٧ ذهب للخدمة في المنيا لمدة سنة واحدة وهناك تفجرت مواهب وفضائل ابوناسلوانس في قيادة وإرشاد النفوس وعمل الإجتماعات الروحية وقد اثمرت جداً هذه الفترة.. وقبل نياحته بشهر -صرح لراهب عزيز عليه انه سوف ينطلق من الجسد قريباً.. وفي يوم نياحته.. تحدث لمدة ثلاثة ساعات عن السماء والحياة الأبدية ثم احس بألم شديد في قلبه ولما رآهم منزعجين-بدأ يطيب قلوبهم ويهون عليهم الأمر وبدأ يتكلم ويبارك الجميع ثم ودعهم جميعاً بالفرح والقبلات قبل ان يركب العربة ذاهباً للمستشفي وبعد ان غادر الدير قليلاً انطلقت روحه للرب الذي أحبه في٢٤-١١-١٩٩٣ ليلة صوم الميلاد.صلواته وشفاعته تشملنا جميعاً🙏❤️ |
|