06 - 02 - 2021, 04:41 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
صفنيا والخلاص
لم يكن الله قد أرسل نبيه صفنيا للمناداة بالدينونة فقط بل كانت غاية الله دعوة الناس إلى التوبة فالخلاص. وقد راينا ذلك في فاتحة الفصل الثاني من نبوة صفنيا.
ليس التاريخ اذن عبارة عن سيارة جامحة سائرة بدون سائق لها. التاريخ له معنى وله غاية لأن الله الخالق هو الله المعتني بكل شيء. التاريخ هو تحت اشراف الله وسيطرته! جميع الالهة الكاذبة الدعية يجب أن تنبذ – الالهة القديمة في أيام ما قبل الميلاد لم تخلص ولم تنقذ أولئك الذين تعلقوا بها. ويمكننا ترديد نفس الشيء بالنسبة للالهة المعاصرة. فالصنميات المعاصرة المؤلهة للمادة والتاريخ والحرية المطلقة لم تجلب على عالمنا الا الشقاء والدمار. كيف باستطاعتها أن تننقذ وان تخلص وهي من استنباط عقل الإنسان المظلم!؟ لايقدر الإنسان أن يخلص نفسه بنفسه – كلما جاهد في سبيل ذلك كلما ازداد غرقا في بحر الترهات والاباطيل.
الخلاص هو من الله – نحن لا نردد هذه العبارة وكأنها تعويذة سحرية أو كليشة فارغة! نشهد ونقول الخلاص من الله لأن الله قام بالفعل بافتقاد الإنسان في وسط التاريخ وفي قلب الأرض المقدسة عندما أرسل المسيح كفادي ومنقذ ومحرر. وفد المسيح عالمنا وولد من مريم العذراء وتألم واضطهد ومات كبديل عنا وقام من الأموات من أجل تحريرنا من سائر ألوان وانواع الصنميات والعبوديات. ما كان ينتظره صفنيا بعين النبوة والإيمان هو الآن جزء من التاريخ: الله هو المخلص وقد تمم الخلاص بواسطة المسيح وكل من يؤمن بالفادي يختبر الخلاص في صميم حياته.
كانت رسالة صفنيا اذن رسالة دينونة وخلاص. رسالة صفنيا كانت لأيامه ولأيامنا نحن. ولذلك فانه قال في نهاية نبوته وبوحي من الله"17الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ]. 18[أَجْمَعُ الْمَحْزُونِينَ عَلَى الْمَوْسِمِ. كَانُوا مِنْكِ. حَامِلِينَ عَلَيْهَا الْعَارَ. 19هَئنذَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُعَامِلُ كُلَّ مُذَلِّلِيكِ, وَأُخَلِّصُ الظَّالِعَةَ, وَأَجْمَعُ الْمَنْفِيَّةَ, وَأَجْعَلُهُمْ تَسْبِيحَةً وَاسما فِي كُلِّ أرض خِزْيِهِمْ, 20فِي الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ آتِي بِكُمْ وَفِي وَقْتِ جَمْعِي إِيَّاكُمْ. لأَنِّي أُصَيِّرُكُمُ اسما وَتَسْبِيحَةً فِي شُعُوبِ الأرض كُلِّهَا, حِينَ أَرُدُّ مَسْبِيِّيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِكُمْ]. قَالَ الرَّبُّ"
فلنقبل اذن إلى الله ولنقبل تحليله لمشاكلنا المعاصرة ولنسأله لينقذنا تماماً ونهائيا من جميع الآلهة الكاذبة المنتشرة في عالمنا هذا، الخلاص هو من الله، له المجد إلى الأبد آمين.
|