قصة استشهاد القديس بساده القس
لقديس بساده، وكان أبوه من القدس وأمه من اهريت، ابنة أحد كهنة الأوثان.
وقد آمنت بالسيد المسيح، ولما طلب ابن كاهن وثني إن يتزوج بها هربت إلى القيس، وهناك تزوجت بمزارع، ورزقهما الله بسادي هذا، فربياه في خوف الله وحفظ الوصايا ولما بلغ عمره عشرين سنة توفي والده وترك أموالا كثيرة، فازداد في عمل البر والصدقة، إلى ان صدر أمر دقلديانوس بعبادة الأوثان. فانزوي هذا القديس في بيته ملازما العبادة.
فناداه صوت من العلاء قائلا: لماذا هذا التواني ؟ فقام مسرعا وتقدم إلى الوالي واعترف قائلا: انا نصراني، فأمر بتعذيبه بضرب السياط، وضرب رأسه بالدبابيس وخلع أظافره وغمس أصابعه في الخل والجير.
وقضي عدة ايام يتحمل العذابات بصبر، وكان السيد المسيح يشفيه من جراحاته، وقد صنع عدة معجزات. ولما ضجر منه الوالي أرسله إلى الفيوم مكبلا، وهناك أقام طفلا من الموت، كان قد سقط عليه جدار كبير أثناء وقوفه بجوار حائط.
وسمع به أسقف المدينة فاستحضره ورسمه قسا. وعاد فظهر أمام والي الفيوم فعذبه كثيرا، ثم أرسله إلى الإسكندرية وهناك استشهد ونال إكليل الشهادة فاخذ جسده القديس يوليوس الاقفهصي وكانت أمه حاضرة هناك فسلمه إليها، وعادت به إلى بلدها اهريت، وتلقاه أهلها بالفرح ودفنوه بكرامة وبنوا له كنيسة، واظهر الرب من جسده عجائب كثيرة.