نوح وصبر الله يأتي إلى نهايته
الدرس الثاني للطوفان هو أن صبر الله يأتي إلى نهايته وهو يدين الخطاة غير التائبين. فوفقاً لتكوين ٦: ٧ “فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإنسان الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإنسان مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».” ثم يسترسل في الآية ١٣ “فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ.” وفي الآية ١٧ يقول الله أن غضبه سيكون بمثابة الطوفان: “فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.” ثم بعد هذه التصريحات الثلاثة التي هي بمثابة ضربة المطرقة عن قصد الله، يأتي الإعلان الواضح،”الهولوكوست البحري”، في تكوين ٧: ٢١ “فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ.”
وبهذا المعنى فان قصة الطوفان هي قصة للأطفال، وذلك لأن الدروس المستفادة منها سهلة وكافية للطفل أن يفهمها: الله يكره الخطية، ويعاقب الخطاة غير التائبين. عندما جاء المسيح إلى العالم، علّم نفس الشيء عن الخطية، إلا أنه جعل العقوبة أبدية. متى ١٨: ٨ “فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ.” فطوفان الله وابن الله يُلقّنا نفس الدرس: الله يكره الخطية، ويعاقب الخطاة الغير تائبين بدينونة لا تُوصف..