رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نوح وسفينته في التقليد المسيحيّ، يرمز نوح وسفينته إلى المسيح والعذراء التي هي صورة الكنيسة! ولقد دخلت هذه الصورة في الليتورجيَّات المتعدّدة، حيث تنشد الصلوات للعذراء بأنّها السفينة التي حملت في أحشائها المسيح المتجسّد منها، والذي خلّص البشريّة من طوفان الخطيئة والموت. ولذا فنوح هو رمز للمسيح الذي هو البرارة بعينها، وسفينة نوح ترمز، بعد العذراء، إلى الكنيسة التي بناها المسيح ببشارته، والتي جمعت مؤمنين من كلّ المسكونة في داخلها (هذا ما ترمز إليه كلّ أصناف الحيوانات التي أدخلها نوح إلى السفينة)، فسارت فوق أمواج طوفان الخطايا، وخلّصت بمياه المعموديَّة كلّ الذين آمنوا ببشارة رسل المسيح وتلامذته. ويفسّر آباء الكنيسة إرسال الربّ للريح التي أنهت الطوفان، بكونه رمزًا للرُّوح القدس الذي كان حاضرًا في الخلق الأوّل "مرفرفًا" على وجه المياه. ويرى بعض الآباء بأنّ الحمامة نفسها التي أرسلها نوح، ترمز إلى الرُّوح القدس أيضًا، ويربطون الأمر بمشهد عماد يسوع وحلول الرُّوح القدس عليه بشكل حمامة. ويقول بعض الآباء الآخرين أنّ غصن الزيتون الذي كان في فمِّ الحمامة، يرمز هو أيضًا للرُّوح القدس الذي يحلّ على المؤمنين لدى عمادهم، عندما يُمسحون بالزيت، وميرون التثبيت! أمّا الذبيحة المرضيَّة التي قدّمها نوح لله على جبل آرارت، فهي رمز لذبيحة المسيح على جبل الجلجلة، والتي استحقّت لنا عهدًا جديدًا دائمًا وأبديًّا، ووعدًا للبشريَّة كلّها، من خلال الكنيسة، بأنّ الخطيئة والموت قد غُلبا، وأنّ الربّ الذي مات عنّا جميعنا، لن يسمح أبدًا بأن يتغلّب الشرّ في العالم، مهما عتى واستشرس عنفًا؛ لأنّ الكنيسة نفسها التي تضمّ ألوانًا عديدة من كلّ جنس وأمّة، والتي يرمز إليها أيضًا قوس الغمام بألوانه المتعدّدة، ستتشفّع مع المسيح إلى الله الآب لكي يعيد الحياة إلى كلّ إنسان يؤمن بالبشارة ويقبل المعموديّة وينضمّ إلى جماعة المخلّصين. الكنيسة هي السفينة التي تحمل في داخلها كلّ الأبرار في كلّ الأجيال، والذين بفضلهم ومن خلالهم، ستبقى حياة الله حاضرة في كلّ العالم! ولقد قال المسيح هذا وأكّد بأنّ "أبواب الجحيم لن تقوى عليها!" |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة نوح وسفينته |