رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التهُّود
يهدف أصحاب هذا الاتجاه إلى ربط أنفسهم بالناموس اليهودي القديم، وإدماج المسيحية باليهودية، بحيث يصبح الإنجيل هو الناموس القديم محسنا ومكملا. أنهم يعتبرون المسيح مجرد نبي، وموسي الثاني. وهم ينكرون ويغفلون طبيعته الإلهية ووظائفه ككاهن وملك. كان هؤلاء المسيحيون المتهودون في حقيقتهم يهود، وفي ظاهرهم مسيحيين بالاسم.. وقد مارسوا وأتموا ناموس موسي الأدبي والطقسي، واعتبروه ملزما لهم، وأنه لازم للخلاص. ولم يفهموا المسيحية على أنها ديانة عامة مسكونية جديدة، متحررة من الناموس القديم.. أما عقيدتهم في المسيح، فهي أنه خيال، منكرين ناسوته (وفكرة إنكار الناسوت (الجسد) عند الغنوسيين، مصدرها الاعتقاد القديم أن الجسد هو العنصر المادي الذي فسد بالشر. فكيف للمسيح القدوس الذي غلب الشر أن يأتي في جسد؟) والي هذه النقطة بالذات -إنكار ناسوته- أشار يوحنا الرسول في رسالته الأولى. والثانية "كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله" (1يو 4: 2، 3). كما وجدت محاولات معاصرة لنشأة الكنيسة المسيحية، لإدماج الديانة اليهودية في الفلسفة الوثنية، وبخاصة فلسفتيّ فيثاغورس وأفلاطون. وقد قام بهذه المحاولات الفيلسوف اليهودي الإسكندري فيلو في القرن الأول الميلادي وبعض جماعات المتعبدين من الثبرابوت والاسينين وغيرهم، وأخذ هذا الخليط العجيب يظهر في المسيحية بالاسم المسيحي، مكونًا أمة يهودية مختلطة بالوثنية ووثنية متهودة. ومهما يكن الاختلاف بين الأنواع الثلاثة من الهرطقات، فإنها تكاد تصل في النهاية إلى إنكار واضح للحق الجوهري في الإنجيل، وهو تجسد ابن الله من أجل خلاص العالم. إنها تجعل من المسيح إما مجرد إنسان، وشخصية خيالية فائقة للطبيعة. وهي لا تعترف على أية الحالات بأي اتحاد حقيقي دائم بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح، وهذه هي العلامة التي وضعها يوحنا الرسول لضد المسيح أنها تحاول أن تنقض أساس المسيحية بلا منازع. لأنه إذا لم يكن المسيح هو الله المتأنس والوسيط بين الله والناس، فإن المسيحية تختفي غارقة في الوثنية واليهودية. |