16 - 12 - 2020, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
في الأصحاح الحادي عشر أعلن بولس الرسول أن خطيئة بني إسرائيل ليست شاملة، لأنه يوجد منهم قلة مؤمنة، وأنه سيأتي الوقت الذي فيه يكون كل اليهود والأمم مجتمعين تحت راية الإيمان المسيحي، “فإن القساوة قد حصات جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم وهكذا سيخلص جميع إسرائيل.” (رو25:12-26). ثم ينهي الأصحاح بتسبحة شكر وحمد لله على عمق غناه ومحبته وحكمته وعلمه (رو33:11-36).
في الأصحاح الثاني عشر تكلم الرسول بولس عن سلوك المبررين بالإيمان في هذا الأصحاح وأكمله في الثلاثة أصحاحات التالية، ويدعو إلي تقديس الجسم والعقل معا بتجديد الأذهان، وألا نشاكل أهل هذا العالم، بل نتغير طبقا لمشيئة الله المقدسة. ولخص مشيئة الله المقدسة الخاصة بعلاقاتنا، والتي تتغير بشكل جذري بواسطة الإنجيل ونعمة يسوع المسيح ربنا، في النقاط التالية |
||||
16 - 12 - 2020, 01:58 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
أولاً علاقة المبرر بالله (رو1:12-2).
ثانيا علاقة المبرر مع نفسه من جهة المواهب الروحية (رو3:12-8). ثالثا علاقة المبررين ببعض برباط المحبة المسيحية (رو9:12-16). رابعا علاقة المبررين بمن حولهم من فاعلي الشر، مع عدم الإنتقام لأنفسهم (رو17:12-21). خامسا علاقة المبررين بالدولة وأنه يجب الخضوع للرؤساء والسلاطين (رو1:13-7). سادسا الاستعداد لملكوت السموات (رو 8:13-14). سابعا علاقة المبررين بالضعفاء في الإيمان من اليهود والأمم وعدم ادانة أي إنسان، بل قبولهم في الكنيسة (رو1:14- رو13:15). ثامنا خدمة القديس بولس للأمم (رو14:15-22). بذكاء وبراعة امتدح القديس بولس نضج أهل رومية الروحي وبأنهم “مشحونون صلاحاً”(رو14:12) مذكراً إياهم بالحقائق التي تعلموها من قبل، واصفاً تفويضه الإلهي ليكون “خادما ليسوع المسيح لأجل الأمم مبشراً بإنجيل الله، ككاهن ليكون قرباناً للأمم مقبولاً مقدساً بالروح القدس”(رو16:12)، أي ذبيحة مقدسة. مشيرا إلى عمله الممتد من أورشليم وما حولها إلى الليريكون وهي مقاطعة رومانية تدعي “يوغسلافيا” قبل تفككها، كذلك مقاطعة مقدونية الرومانية علي الشاطئ الشرقي لبحر الادرياتيك. وقد أظهر القديس بولس أنه رائد في الكرازة ولم يكن بانياً على أساس آخر(رو20:12). تاسعا خدمة القديس بولس لليهود (رو23:15- 33). في الأصحاح السادس عشر يشتمل هذا الأصحاح الأخير من الرسالة إلى أهل رومية تحيات القديس بولس الخاصة إلى عدد من الشخصيات التي ذكر أسماءها في ختام الرسالة تضمنت أخباراً عن خططه لرحلاته التبشيرية، كما حذرهم من المعلمين الكذبة، وتسبحة تشير إلى إنجيل المسيح وإرسالية الله، والكرازة للأمم مع دعوة لإطاعة الإيمان(رو1:16-27) |
||||
16 - 12 - 2020, 01:58 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
الـرســـالتان الأولـى والثانية إلى أهـــل كورنثوس
ذهب القديس بولس إلي كورنثوس قادما من أثينا (أع1:16) سنة 55 م فكرز فيها 18 شهراً أثناء رحلته التبشيرية الثالثة بناء علي رؤيا بالليل له من الرب يسوع (أع9:18 ، 11). كانت كورنثوس ميناءً بحرياً ومركزاً للتجارة وحركة المواصلات وكانت جسراً برياً، ولذلك كان لموقع المدينة الاستراتيجي أهمية بالنسبة لنشر الإنجيل ولولادة الكنيسة، فسهولة الدخول والخروج للقادمين من جميع أنحاء العالم باختلاف اجناسهم وطبقاتهم ساهم في نشر الكرازة، كما أنها كانت في مأمن من الإضطهاد لأن معظم أعضاء الكنيسة كانوا من الأمم وكان بينهم عددٌ ليس بكثيرمن اليهود (أع4:18-8). كان السبب في انتشار الفجور والرزيلة في كورنثوس هوعدم معرفة أهلها بوصايا الله وتعاليمه في أسفار العهد القديم. وقد اتخذ الحاكم الروماني مدينة كورنثوس مقرا له وعاصمة إدارية لاقليم أخائية الذي يشمل كل بلاد اليونان جنوب مقدونية. الرسالة الأولى إلي أهل كورنثوس عدد أصحاحاتها 16 تتناول مجموعة متنوعة من الموضوعات المختلفة، فقد واجه القديس بولس بكل حزم مشاكل الاضطرابات والانقسامات في الكنيسة (1كو1:1- 1كو20:6). كما قام بالرد علي أسئلة شعب الكنيسة، فيها تناول كل موضوع بعناية وقد تضمنت هذه الرسالة تعاليم بشأن الزواج المسيحي (1كو1:7-40)، وتعاليم بشأن الحرية المسيحية (1كو1:8-1كو1:11)، وتعاليم بشأن العبادة الجماعية والتصرف اللائق يها (1كو2:11-1كو40:14)، وتعاليم بخصوص القيامة (1كو1:15-58)، مبرزاً القيم الكتابية العقائدية والأخلاقية والاجتماعية التي يجب أن تقود تصرفاتنا كمسيحيين (1كو1:16-24). والرسالة الثانية إلي أهل كورنثوس عدد أصحاحاتها 13 تتناول مجموعة من اختبارات بولس الأخيرة ( 2كو1:1- 2كو17:2)، خدمة بولس (2كو1:3-2كو16:7)، تقدمة المحبة للمسيحيين المتضررين من الاضطهاد في أورشليم (2كو1:8-2كو15:9)، السلطان الرسولي لبولس (2كو1:10-2كو14:13). في هاتين الرسالتين سلط الرسول الهامة الأضواء على أهمية الخلاص إذ يقول: “وأعرفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقيمون فيه وبه أيضا تخلصون …” (1كو1:15)، كذلك”هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص”(2كو2:6). |
||||
16 - 12 - 2020, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
الرســـالة الأولـــي إلي أهــل كـورنثـــوس
في الأصحاح الأول كعادة القديس بولس يبدأ رسالته بذكر اسمه ككاتب للرسالة “بولس المدعو رسولاً بمشيئة الله” وبعدها يذكر اسم مستلم الرساله “سوستانيس” ثم التحية للكنيسة المرسل لها الرسالة ” كنيسة الله التي في كورنثوس”. ونجد أن كل كلمة من كلمات الافتتاحية تعطينا معني روحياً مسيحياً، مثل “المدعو” اي المعين من الله لحمل الكرازة للأمم (أع15:9، رو15:15) موضحا سلطانه الإلهي ليرد علي بعض الكورنثيين المشككين في رسوليته، مدافعاً عنها بقوله ” ألست أنا رسولاً. ألست أنا حراً .أما رأيتُ يسوع المسيح ربنا. الستم أنتم عملي في الرب”(1كو1:9). ثم يطلق عليهم لقب ” القديسين ” أي المعينين للقداسة والطهارة بفعل وعمل الروح القدس، ثم يصفهم ب “المقدسين” أي المفرزين من الله، “المدعوين قديسين ” أي الذين دعيوا وقبلوا أن يكونوا مسيحيين بطاعة الإيمان الذي بشروا به ليكونوا شعباً مقدساً لله . ويهديهم النعمة والسلام من الله، فالنعمة هي أساس الحياة المسيحية، والسلام هو السلام نتيجة فداء المسيح للمؤمنين. نجد القديس بولس يستخدم بعض المصطلحات ومتضاداتها مثل القوة من خلال الضعف، “قوتي في الضعف تكل” والحكمة من خلال الجهالة كقوله “لأن جهالة الله أحكم من الناس. وضعف الله أقوي من الناس” (1كو25:1) . في الأصحاح الثاني أوضح القديس بولس أنه ” اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود ليبطل الموجود” (1كو27:1-28)، موضحا أن الحكمة الحقيقية هي التي أعلنها الله بوحي من الروح القدس (1كو6:2-16). |
||||
16 - 12 - 2020, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
في الأصحاح الثالث قدم لنا القديس بولس مفهوماً ثلاثياً عن الكنيسة باعتبارها حقل الله، والله هو الذي يفلحه، وانها كمبنى لله حجر الأساس فيه هو المسيح، وأنها هيكل الله والروح القدس يسكن فيه.
في الأصحاح الرابع يقدم لنا فيه صورة الرعاة التي هي صورة للرسول بولس نفسه، فهم خدام للمسيح، ووكلاء سرائر الله، وكأقذار العالم، وآباء عائلة الكنيسة، وأن هذه النماذج ما هي إلا مثال للاتضاع والتواضع (1كو10:4-16). في الأصحاح الخامس يقدم الرسول بولس تعليماً رسولياً عن التأديب الكنسي للمخطئين أخطاءاً جسيمة مثل “سفاح ذي القربى” (1كو1:5-13) في الأصحاح السادس يقدم النصح والإرشاد بعدم تقاضي المؤمنين المسيحيين بعضهم لبعض أمام المحاكم المدنية (1كو1:6-11)، كما أدان الزني ” ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح.”(1كو15:6) ، “أم لستم تعلمون أن جسدكم هوهيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم. لأنكم قد أشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله.” (1كو19:6-20). في الأصحاح السابع يجيب علي الأسئلة الموجهة اليه وقد أثارتها رسالة مقدمة من أهل كورنثوس عن مشاكل الزواج (1كو1:7-40)، اجاب فيها علي ستة أسئلة. |
||||
16 - 12 - 2020, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
في الأصحاح الثامن يتناول موضوع “هل بوسع المسيحي أن يشتري ويأكل لحوم سبق أن ذبحت وقدمت للأوثان قبل بيعها في محلات الجزارة ؟ وهل هذه اللحوم من الناحية الطقسية تعتبر نجسة؟”
أجاب الرسول بولس بأنه لا يوجد سبب يمنع من أكلها وأنها ليست لحوم نجسة، وأعلن بقوة أنه لا يوجد سوى إله واحد وأن الأوثان ليست آلهة، ولكن علينا أن نتصرف بحكمة نحو المسيحيين حديثي الإيمان حتي لا نكون سبب عثرة لهم كقوله “إن كان الطعام يشكك أخي فلن آكل لحما إلى الأبد لكي لا أعثر أخي”(1كو13:8)، وبذلك وضع مبدأً وهو أن المعرفة تأتي بالحرية ولكن المحبة تضع حدودا لها، فالمحبة أعظم من المعرفة (1كو1:8). في الأصحاح التاسع دافع الرسول بولس عن رسوليته لأنه رأى المسيح المقام وهو شرط من شروط الرسولية ، وله الحق في أن يتزوج ويلقي الدعم والمساعدة، وان ناموس العهد القديم يقول “لا تكم ثوراً دارساً”(تث4:25)، “الفاعل مستحق أجرته” (لو7:10). في الأصحاح التاسع ذاته ذكر الرسول بولس أنه كما علم الرب يسوع بأن “الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون” (1كو14:9)، موضحاً أنه لم يستعمل هذا السلطان وتنازل عنه، فقد كان يكرز ويعمل في صناعة الخيام لسد حاجته وحاجة الذين يعملون معه. كما قال “ويل لي إن كنت لا أبشر” (1كو16:9). في الأصحاح العاشر قدم الرسول بولس تحذيراً عن وجوب العبادة الكنسية الحقيقية وليست العبادة الكنسية الشكلية ضارباً المثل ببني اسرائيل بقوله ” آباؤنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا في البحر وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر وجميعهم أكلوا طعاماً واحداً روحياً وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح. لكن بأكثرهم لم يسر الله لأنهم طرحوا في القفر” (1كو1:10-5). فلا يجب أن نشترك في جسد الرب ودمه وأيضا نشترك في الولائم والذبائح الوثنية “لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشيطان” (1كو21:10). |
||||
16 - 12 - 2020, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
في الأصحاح الحادي عشر تطرق إلي بعض التعاليم اللاهوتية علي أن العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون كالعلاقة بين الله والمسيح في المساواة، ولكن الرئاسة تكون ” راس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح فهو الله”(1كو3:11) . ثم تكلم عن قدسية سر الإفخارستيا محذراً من التناول من هذا السر العظيم بدون استحقاق “لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميزجسد الرب “(1كو27:11).
في الأصحاح الثاني عشر يوضح بضرورة قبول الروح القدس:”ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس”(1كو3:12)، ثم تحدث عن مواهب الروح القدس التسعة (1كو5:12-30) ثم قدم النصح والإرشاد بقوله: “ولكن جدوا للمواهب الحسنى. وأيضا أريكم طريقا أفضل.”(1كو31:12). في الأصحاح الثالث عشر أوضح الرسول بولس ان هذا الطريق الأفضل هو المحبة وأن المحبة أعظم من التكلم بألسنةٍ وأعظم من النبوة وأعظم من المعرفة والإيمان وأعظم من عمل الإحسان.(1كو1:13 -3)، وأن” المحبة لا تسقط أبدا”(1كو8:13)، مؤكداً “أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة”(1كو13:13). في الأصحاح الرابع عشر بدأ يركز على إتّباع المحبة… ونصح بأن يجّدوا(يعملوا بجدٍ) بالمواهب الروحية وبالأولى “التنبؤ لأنها أكثر فائدة من التكلم بألسنة”(1كو1:14-3)، وهذا يتفق تماما مع مبدأ”اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزداد”(1كو12:14). في الأصحاح الخامس عشر قدم الرسول بولس شرحاً رائعاً للإنجيل الذي يعمل على توحيد الكنيسة أكثر من أي شئ آخ، ويُذّكِّرْ أهل كورنثوس أن هذا الإنجيل الذي بشرهم به وقبلوه ويقيمون فيه وبه أيضاً يخلُصون هو الرسالة المعترف بها وطالبهم أن يثبتوا فيه. هذا الإنجيل هو التعليم الذي قَبِلَهُ هو شخصياً، وأنه طبقا للتقليد الرسولي” فإني سلمت إليكم في الأول ما قبلته وتسلمته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وأنه ظهر لصفا ثم للإثني عشر وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باقٍ إلى الآن ولكن بعضهم رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل كأنه للسَقطْ ظهر لي أنا. لأني أصغر الرسل أنا الذي لست أهلاً لأن أُدعى رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله” (1كو3:15-9). لقد ذكر الرسول أربعة أحداث هامة يتكرر ذكرها في العهد الجديد وهي موت المسيح ودفنه في القبر وقيامته من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب وظهوراته. كان دفن السيد المسيح في القبر إثباتاً ودليلاً على حقيقة موته، وكانت قيامته في اليوم الثالث تحقيقاً لنبؤات العهد القديم (هو2:6)، (مز9:16)، وكانت ظهوراته وعددها 11 ظهوراً تأكيداً لقيامته. |
||||
16 - 12 - 2020, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
وقد تناول الرسول بولس خمسة ظهورات رئيسة فقط (ليس فيها ذكر لظهوراته للنساء) واضعاً ظهور السيد المسيح له وهو في الطريق إلى دمشق في نهاية القائمة لأن هذا الظهور كان استثنائياً وحدث بعد صعود السيد المسيح إلي السماء، ولكن ذكره الرسول بولس كمؤهل ودليل علي صدق رسوليته. ثم تكلم عن من ينكرون قيامة الأموات، لأن غالبية اليونانين لم يكونوا يؤمنون أن أجساد الناس ستُقام بعد الموت، وكان الفلاسفة اليونانيون يرون أن الإنسان عندما يموت فإن جسده يُدفن ويتحللْ ولكن تبقى النفس خالدة وهي التي تدخل الحياة الأبدية. اما الكتاب المقدس فيعلمنا أن النفس والجسد سيتحدان معا في القيامة العامة يوم الدينونة في المجئ الثاني لرب المجد يسوع، وهذا ما دعى الرسول بولس أن يذكر ثانية المسائل الجوهرية بالإنجيل، مبينا حقيقة قيامة السيد المسيح المؤكدة تاريخياً (مز10:16) وأنه “صار باكورة الراقدين”.(1كو16:15-24). وأن الموت بالنسبة للمؤمنين هو رقاد (1كو20:15-23). ففي آدم نائبا عن البشرية يموت الجميع، وفي المسيح الإنسان المقام، يُقام جميع المؤمنين المسيحين(رو17:5-19)، ثم تطرق إلى الكلام عن طبيعة جسد القيامة وتساءل كيف يقام الأموات وبأي جسد يأتون؟ ويجيب على هذا التساؤل في(1كو36:15-50)، ويوضح لنا أن الذين علي قيد الحياة عند المجئ الثاني للمسيح سوف يتغيرون في لحظة، في طرفة عين، وأننا نحن الأموات في المسيح سنقوم عند البوق الأخير وسنلبس أجساداً ممجدة لا تجوع ولا تعطش ولن تمرض أو تموت وليس فيها تشوهات أو معوقات لتلائم الحياة الأبدية الجديدة، “لأنه في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء”(مت30:22) وبذلك يبتلع الموت إلى غلبة(1كو51:15-57). وفي نهاية الأصحاح يقدم النصح والارشاد للكورنثيين الأحياء بأن يكونوا راسخين وغير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين لأن تعبهم ليس باطل في الرب.
|
||||
16 - 12 - 2020, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
في الأصحاح السادس عشر يذكر القديس بولس بعض النواحي العملية التي لها قيمتها بالنسبة لكل مسيحي، فقد كان المسيحيون في أورشليم يعانون من الفقر والمجاعة بسبب الإضطهاد الواقع عليهم. فقام الرسول بولس بتشجيع الكورنثيين المسيحيين بأن يضع كل واحد منهم في الكنيسة قدراً معيناً من المال كل اسبوع كتبرع لللإخوة المؤمنين المتضررين في أورشليم حتي يحضر الرسول بولس إلى كورنثوس ليأخذها ويسلمها للكنيسة التي في أورشليم (1كو1:16-4). كما قدم لهم القديس تيموثاوس ومع أنه كان شاباً إلا أنه حث الكنيسة في كورنثوس علي الترحيب به عند حضوره لأنه كان ” يعمل عمل الرب كما أنا أيضاً” (1كو10:16) لأن عمل الرب غير مرتبط بالعمر. وبينما كان الكورنثيون ينتظرون زيارة الرسول بولس لهم ، وجه أنظارهم إلي ضرورة الحذر من المخاطر الروحية، وأن يكونوا ثابتين في الرب، ورجالاً ناضجين في سلوكهم وأقوياء وكل ما يفعلوه يكون في رفق ومحبة (1كو13:16-4 1 ). وإنني أعتقد أننا اليوم يجب علينا أن نتبع هذه التوصيات ونحن ننتظر مجئ الرب يسوع المسيح الذي أصبح قريبا جداً.
كان أكيلا وزوجته بريسكلا يعملون في صناعة الخيام التقى بهم الرسول بولس في كونثوس (أع1:18-3) وقد تبعا الرسول بولس إلى أفسس، وكانا يعاونانه في الكرازة بالرب يسوع (رو3:16-5) وقد تطوعا علي استخدام منزلهما للعبادة الكنسية (رو5:16) وكانا شجاعين وعلى معرفة قوية بالتعليم المسيحي (أع26:18)، (1كو19:16). دعى الرسول بولس الحاضرين في الكنيسة أن يسلموا بعضهم علي بعض بسلام القبلة المقدسة في نهاية الصلاة لأنها تزيد الترابط والوحدة بينهم. كان الرسول بولس يملي رسائله علي من يكتبها له، وفي نهايتها يكتب بيده بخطٍ كبير”أنا بولس بخط يدي” ليبين صحة الرسالة (2تس16:2)، ثم يختتم رسالته بإرسال محبته للجميع، ثم يذكرهم ب “ماران أثا” أي “ربنا تعال” بالأرامية لغة الكنيسة الأولي في فلسطين، وهذا يعبر عن الشوق لمجئ الرب يسوع. |
||||
16 - 12 - 2020, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بولس الطرسوسي أو شاؤول الجزء الثاني
الـرســـالة الثـانيـــة إلي أهـــل كـورنثـــوس
كتب القديس بولس الرسول هذه الرسالة الثانية بعد عام تقريباً من كتابته الرسالة الأولى. هذه الرسالة هي أكثر رسائله التي توضح سماته الشخصية، ففيها قام بالدفاع عن نفسه وعن زملائه ضد الانتقادات الكثيرة التي وجهها له الذين يعتقدون أنهم رسل ومعلمون متفوقون (2كو5:11)، مع أنهم ” ليسوا رسلا بينما هم معلمون كذبة ” (2كو13:11)، ذاكراً بدقة بالغة الشروط الواجب توافرها في الخدام المسيحيين الحقيقيين. في الإصحاح الأول ذكر بولس سلطانه كرسول للمسيح بقوله:” أنه رسول يسوع المسيح { فهو معين كرسول له بمشيئة الله }، وأن تيموثاوس أخ وزميل مؤمن معه، موضحاً أن هذه الرسالة موجهة إلي كنيسة الله التي في كورنثوس مع جميع القديسين الذين في جميع أخائية ثم يهديهم النعمة والسلام مقتبساً قول الرب لموسى كيف يبارك هرون وبنيه بني إسرائيل (عد 24:6)، ثم يذكر بعض ضيقاته وآلامه ومتاعبه، مسبحاً ومباركاً الله أبو ربنا ووإلهنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقاتنا موضحاً أنه ” كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضا” (2كو5:1). وتعبير{كما … كذلك } تشير إلى الآلام التي يحتملها المسيحيون نتيجة إيمانهم وإتحادهم بالرب يسوع المسيح (أع15:9-16)، ثم قام بالرد على الانتقادات ودافع عن تغيير خططه فقال: ” لأن فخرنا هو شهادة ضميرنا أننا في بساطة وإخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم.” (2كو12:1). مؤكداً لهم ” أن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا “(2كو21:1-22). |
||||
|