عذاباته واستشهاده:
حدث ذات يوم أنه أغار جماعة من الأشرار بقيادة الوالي الروماني على مدينة الأقصر، وبعد أن عَذَّبوا كثيرين من المؤمنين سمعوا أن القديس الأنبا ونس يُثَبِّت المسيحيين ويحثهم على الذهاب إلى الكنيسة ويشجعهم على الاستشهاد حبًا في مخلصهم يسوع المسيح، فأرادوا أن يقبضوا عليه ويقتلوه، فبحثوا عنه إلى أن عثروا عليه وأمسكوا به. فلم يخاف، بل كان شجاعًا واعترف بإيمانه المسيحي، وقال لهم: "لن أترك إيماني وإيمان آبائي". فبدأ الأشرار يعذبونه بعذبات كثيرة وهو صابر وشاكر كالصخرة يستنجد بالمسيح الذي أحبه وَضَمَّد جراحاته، وأخيرا فصلوا رأسه عن جسده وكان ذلك يوم السبت 16 هاتور في بداية القرن الرابع الميلادي.
حَمَلَ المؤمنين جسد القديس الذي عرفوه من ملابسه التي اعتادوا أن يروه بها، وبأمر أسقف المدينة بحثوا عن رأس القديس التي وجدوها بحري المدينة عند جزع نخلة. فَكَفَّنوه بأكفان غالية ووضعوه في أنبوبة من الفخار وصلوا على جسده الصلاة التي تليق بالقديسين، وحسب وصيته دُفِنَ في مدافن "أم قريعات".