رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاة شاب اضطر إلى العمل خارج بلاده
"إنسان خارج من وطنه عصفور شارد من ّ عشه" (أم 27 :8) قرأت ذات یوم في الكتاب المقدّس ھذه العبارة: ”إنسان خارج من وطنھ عصفور شارد من ّعشھ“ (أم 27 :8 ) وقد ُحفرت ھذه الكلمات في ذاكرتي. وھا أنا الیوم، یا ّرب، أقف على عتبة الخروج من الوطن الذي شاءت عنایتك أن أولد فیھ، وأحیا طفولتي وشبابي، وأختبر حضورك في حیاتي. الیوم، بعد ّ تخرجي من الجامعة، ولأسباب اقتصادیّة صعبة، أنا ّ مضطر إلى أن أترك ھذا البلد الذي قیل عنھ إنھ ”قطعة من السماء“، و“ھدایا في العلب“، و“رسالة لیس للشرق وحسب وإنما للغرب ً أیضا“. أنا خائف من ھذه الخطوة الجدیدة، فالأسئلة تنھمر على ذھني. ھل سیوافقني المكان الذي أنا ذاھب إلیھ؟ ھل سأبقى ً محافظا على إیماني خارج الإطار الذي تربّیت فیھ؟ ھل سأعود ً یوما؟ ھل ستكون الغربة ً مجالا للنجاح أم ًحقلا للفشل؟ أعرف ربّي أنك موجود ً أیضا حیث أنا ذاھب... وأعرف أنني سألتقي بأناس من كل الأنواع، ولكن ھذا لا یعني أنني لا أطرح ألف سؤال وسؤال على نفسي. یصعب ّ علي ترك ھذا الوطن، وقد تركھ عدد كبیر من الشباب... ویصعب ّ علي أن ّ أتغرب عن الأھل والأقرباء والأصدقاء... ویصعب ّ علي أن أغیّر العادات والتقالید والثقافة التي أنتمي إلیھا... ولكن، لا بدّ من الرحیل، فلكي ّ أؤسس مستقبلي لا بدّ لي من الرحیل... ولكي أحقّق أحلامي، لا بدّ من الانطلاق. لذلك، أطلب یدك لتھدیني، وروحك لیرشدني، لكي أبقى ً ملازما لك ھناك، وشاھدًا لحضورك حیثما ُوجدت، وأینما حللت. وفیما أنظر إلى رفیقة المسافرین وحامیتھم، ّ أمي العذراء القدیسة، أرسم إشارة الصلیب على وجھي وأطلب معونتھا، وأتّكل على عنایتك وأنطلق. آمین. |
|