منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2020, 10:58 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,055

المسيح ليس الله (حاشا)


===========
🔹 يقول الذين يهاجمون الكتاب المقدس أن المسيح ليس هو الله كما تقولون ، والدليل على ذلك لما قال على الصليب " إلهي إلهي لماذا تركتني " (متى46:27 ) ، أليس هو الله .

🔹 هذه العبارة Eli, Eli Lama Sabachthani ( إيلي إيلي لما شبقتني ؟ ) لا تعني أن لاهوته قد ترك ناسوته ، ولا أن الآب قد ترك الإبن .. لا تعني الإنفصال ، وإنما تعني أن الآب تركه للعذاب .

🔹 إن لاهوته لم يترك ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ... بهذا نؤمن ، وبهذا نصلي في القداس الإلهي .. ولو كان لاهوته قد إنفصل عنه ، ما إعتُبِرَت كفارته غير محدودة ، تعطي فداءً غير محدود ، يكفي لغفران جميع الخطايا لجميع البشر في جميع الأجيال .. إذن فلم يحدث ترك بين لاهوته وناسوته ، ومن جهة علاقته بالآب ، فلم يتركه الآب " لأنه في الآب والآب فيه " ( يو 11:14 ) .

🟢 إذن ، ما معنى عبارة : " لماذا تركتني " ؟
//////////////////////////////////////////

ليس معناها الإنفصال ، وإنما معناها : تركتني للعذاب . تركتني أتحمل الغضب الإلهي على الخطية . هذا من جهة النفس . أما من جهة الجسد ، فقد تركتني أحِس العذاب وأشعر به . كان ممكناً ألا يشعر بألم ، بقوة اللاهوت .. ولو حدث ذلك لكانت عملية الصلب صورية ولم تتم الآلام فعلاً ، وبالتالي لم يدفع ثمن الخطية ، ولم يتم علمية الفداء ، ولكن الآب ترك الإبن يتألم ، والإبن قَبِلَ هذا التَّرْك وتعذب به . وهو من اجل هذا جاء .. كان تارِكاً بإتفاق .. من أجل محبته للبشر ، ومن أجل وفاء العدل .. تركه يتألم ويبذل ، ويدفع ، دون أن ينفصل عنه .
لم يكن تركاً أقنومياً ، بل تركاً تدبيرياً .. تركه بحب ، " سُرَّ أن يسحقه بالحزن "
( أش 10:53 ) .

🟢 مثال لتقريب المعنى :
*******************

🔸 لنفرض أن طفلاً اصطحبه أبوه لإجراء عملية جراحية له ، كفتح دمل مثلاً أو خرّاج . وأمسكه أبوه بيديه ، وبدأ الطبيب يعمل عمله ، والطفل يصرخ مستغيثاً بأبيه " ليه سيبتني ؟! " ، وهو في الواقع لم يتركه ، بل هو ممسك به بشدة ، ولكنه قد تركه للألم ، وتركه في حب . هذا النوع من الترك ، مع عدم الإنفصال .. نقوله لمجرد تقريب المعنى ، والقياس مع الفارق .

🔸 إن عبارة " تركتني " تعني أن آلام الصلب ، كانت آلاماً حقيقية . وآلام الغضب الإلهي كانت مُبرِحة .. في هذا الترك تركَّزَت كل آلام الصليب . وكل آلام الفداء .. هنا يقف المسيح كذبيحة محرقة ، وكذبيحة إثم تشتعل فيه النار الإلهية حتى تتحول الذبيحة إلى رماد ، وتوفي عدل الله كاملاً .

🔸 كثير من المفسرين يرون أن الرب بقوله " الهي الهي لماذا تركتني " إنما كان يُذَكِّر اليهود بالمزمور الثاني والعشرون الذي يبدأ بهذه العبارة . كانوا " يضلون إذ لا يعرفون الكتب " ( مت 29:22 ) ، بينما كانت هذه الكتب " هي التي تشهد لي " ( يو 39:5 ) ، فأحالهم السيد المسيح إلى هذا المزمور بالذات . وكانوا لا يعرفون المزامير بأرقامها الحالية ، وإنما كانوا يسمون المزمور بأول عبارة فيه ، كما يفعل الرهبان في أيامنا .

🟢 وماذا في هذا المزمور عنه ؟

**********************
➡️ فيه " ثقبوا يدي وقدمي ، وأحصوا كل عظامي .. وهم ينظرون ويتفرَّسون فيَّ . يقسمون ثيابي بينهم ، وعلى قميصي يقترعون " ( ع18،17 ) . وواضح أن داود النبي الذي قال هذا المزمور ، لم يثقب أحد يديه ولا قدميه ، ولم يقسم أحد ثيابه ، ولم يقترعوا على قميصه .. وإنما هذا المزمور ، قد قيل بروح النبوة عن المسيح .. وكأن المسيح على الصليب يقول لهم : إذهبوا وإقرأوا مزمور " إلهى إلهى لماذا ترتكتي ؟! " وإنظروا ما قيل عني .. تروا أنه قيل فيه عني أيضاً : " عارٌ عند البشر ، ومحتقر الشعب . كل الذين يرونني يستهزئون بي ، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين : إتكَل على الرب فليُنَجه ، ليُنْقِذَهُ لأنه سُرَّ به ! " ( ع6-8 ) .

➡️ ويعوزنا الوقت إن فحصنا كل المزمور .. إنه صورة واضحة لآلام المسيح على الصليب ، وجَّههُم إليه ، وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب ( لو 45:24 ) .
كل نص المزمور بدأ يتحقق ، لذلك قال بعد حين " قد أُكْمِل " . ولكن لم يقل " قد أكمل " مباشرة بعد " إلهي إلهي لماذا تركتنى ؟ " ، لأن هناك عبارة أخرى في المزمور لم تكتمل بعد وهي عبارة " يبست مثل شَقْفة قوّتي ، ولصق لساني بحنكي " ( ع15 ) . إن هذه العبارة أيضاً ستتحقق بعد حين عندما يقول : " أنا عطشان " ، لذلك قال بعدها " قد اكمل " .

🟢 ولكن لماذا قال المسيح : " إلهي ، إلهى " ؟
******************************

🔺 لقد قالها بصفته نائباً عن البشرية . قالها لأنه " أخلى ذاته ، وأخذ شكل العبد ، صائراً شبه الناس ، وقد وُجِدَ في الهيئة كإنسان " (في 8،7:2 ) . قالها لأنه " وَضَعَ نفسه " و" أطاع حتى الموت ؛ موت الصليب " ( في9:2 ) . إنه يتكلم الآن كإبن للإنسان ، أخذ طبيعة الإنسان ، وأخذ موضعه ، ووقف نائباً عن الإنسان وبديلاً عنه أمام الله ، كابن بشر ، وضعت عليه كل خطايا البشر ، وهو الآن يدفع ديونهم جميعاً ..

🔺 هنا نرى البشرية كلها تتكلم على فمه .. وإذ وضعت عليه كل خطايا البشر ، والخطية إنفصال عن الله ، وموضع غضب الله ، لذلك تصرخ البشرية على فمه : " إلهى .. آلهي ، لماذا تركتني ؟! " .

🔺 لقد ناب السيد المسيح عن البشرية في أشياء كثيرة ، إن لم يكن في كل الأشياء !!
ناب عنا في الصوم : لم يستطع آدم وحواء أن يصوما عن الثمرة المحرمة ، وقطفا وأكلا ، وبدأ السيد حياته بالصوم حتى عن الطعام المحلل . لم يكن في حاجة إلى الصوم ، ولكنه " صام عنا أربعين ليلة " كما نقول في تسابيح الكنيسة .

🔺 وناب عنا في طاعة الناموس : " الرب من السماء أشرف على بني البشر ، لينظر هل من فاهِم طالب الله . الجميع زاغوا وفسدوا . ليس مَنْ يعمل صلاحاً ، ليس ولا واحد " ( مز 3،2:14 ) . وجاء المسيح ، فناب عن البشر في طاعة الآب ، ونفذ الناموس لكي " يُكَمِّل كل برّ " ( مت 15:3 ) . كما ذكرت وقت العماد .. وهكذا ناب عن البشرية في تقديم حياة طاهرة مقبولة أمام الله الآب .
وناب عنا أيضاً في الموت وفي العذاب وفي دَفْع ثمن الخطية و" الذي بلا خطية صار خطية لأجلنا " ( 2 كو 21:5 ) . وإحتمل كل لعنة الناموس . واحتمل كل غضب الله على الخطاة بكل ما فيه من مرارة . وكنائب عن البشرية قال " إلهي إلهي ، لماذا تركتني ؟ " .


🔺 وهذا الذي أعان الكل ولم يترك واحداً ، تركه الكل حتى الآب .. وبهذا دفع ثمن الخطية ، وتحمَّل الغضب ، وخرج منتصراً بعد أن جاز معصرة الألم وحده ، نفساً وجسداً ، وفي هذا كله أعطانا دروساً ، لكي نحترس نحن .

🔺 إن كانت الخطية تسبب كل هذا الترك ، وكل هذا التخلي ، وكل هذا الألم ، فلنسلك نحن بتدقيق
( أف 5 : 15 ) . ولنخف أن نترك الرب لئلا يتركنا . فإن الإبن نفسه قد تُرِكَ ، وألم التَّرك لا يُطاق . وفي كل ذلك فلنشكر ربنا يسوع المسيح ونُسَبِّحه على كل هذا الحب والبذل .


🔺 إن عبارة " لماذا تركتني " ، تعطينا الكثير من العزاء كلما نقع في الضيقات " إن كان الله الآب لم يشفق على إبنه " ( رو 22:8 ) ، وسلَّمه لهذا العذاب والحزن ، فلماذا نتذمَّر نحن على الآلام التي يسمح بها الله الآب .. ؟! إن كان الآب قد سُرَّ أنن يسحق بالحزن إبنه الوحيد الحبيب الذي قال عنه : " هذا هو إبني الحبيب الذي به سُرِرت " ( مت 17:3 ) . ومع ذلك فنحن لم نتعرض لشيء من كل آلام المسيح على الرغم من إستحقاقنا لكل ألم ، فلماذا إذن نتذمر على الضيقات ؟

🔺 إن الإبن شرب الكأس التي قدَّمها له الآب ، وقال له " لتكن مشيئتك " . وأطاع حتى الموت ؛ موت الصليب ، بكل خضوع .
أما عبارة : " لماذا تركتني " ، فلم تكن نوعاً من الإحتجاج أو الشكوى - كما قلنا - إنما كانت مجرد تسجيل لآلامه ، وإثبات حقيقتها ، وإعلاناً بأن عمل الفداء سائر في طريق التمام
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن السيد المسيح كله ملكا خاصا له
حاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح
حاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
حاشا لي ان أفتخر إلا بصليب يسوع المسيح
حاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح.


الساعة الآن 06:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024