رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة ثاؤبستى ، وكانت قد تزوجت ورُزقَت بولد ثم مات زوجها وهي ما تزال شابة، فنذرت أن تقضى بقية حياتها في العبادة والنسك وتربية ابنها في مخافة الله. فسلكت السيرة الروحانية مواظبة على الصوم والصلاة والميطانيات ثم مضت إلى الأنبا مكاريوس أسقف نيقيوس ( نيقيوس: حالياً زاوية رزين بمحافظة المنوفية) ، وسألته أن يلبسها إسكيم الرهبنة فأشار عليها أن تجرب نفسها لمدة سنة. فمضت إلى بيتها وحبست نفسها في حجرة وأخذت تمارس الحياة النسكية باجتهاد عظيم . وانقضت السنة ونسى الأب الأسقف طلبها. فرأى ذات ليلة القديسة في شكل مضيء وسمعها تقول: ( لماذا نسيتني إلى الآن وأنا سأتنيَّح الليلة ). ورأى نفسه في الحلم أنه قام من نومه وصلى عليها صلاة الرهبنة وألبسها ثوبها، ولما لم يجد قلنسوة، خلع قلنسوته وألبسها لها، ثم وشَّحها بالإسكيم المقدس وكان بيدها صليب من فضة ناولته له قائلة: ( اقبل من تلميذتك هذا الصليب ) وللحال استيقظ الأب الأسقف من نومه فوجد الصليب بيده، فتعجب ومجد الله، ثم قام ومضى هو وتلميذه إلى بيت القديسة فوجد ابنها جالساً يبكي. فسأله عن سبب بكائه فقال إن والدتي استدعتني نحو نصف الليل وقالت لي ( سأتنيَّح الليلة وأمضى إلى السيد المسيح ) ثم أوصتني قائلة ( احفظ جميع ما يشير به عليك الأب الأسقف ). ثم تنيَّحت بسلام. فلما سمع الأب الأسقف ذلك، أتى إلى حجرة القديسة وقرع الباب وناداها فلم تجبه فتأكد من نياحتها. فأمر تلميذه بكسر باب الحجرة، ولما دخل وجدها متوشِّحة بالإسكيم والقلنسوة على رأسها ، فتحقق أن ما رآه في المنام حقيقة. فسبّح الله ثم كفَّنها بيديه كعادة الراهبات، وأمر أن يحملوها إلى الكنيسة حيث صلى عليها. وكان يوجد بالمدينة رجل وثنى مقعد من أرواح شريرة، فقربوه من جسدها فشفي لوقته، وخرج منه الشيطان وقام يمشى صحيحاً. فآمن لوقته بالسيد المسيح هو وكل بيته واعتمدوا جميعاً . وكان كثيرون من المرضى وذوي العاهات يأتون إلى البيعة ويلمسون الجسد الطاهر فينالون الشفاء. بركة صلاتها فلتكن معنا آمين. |
|