|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هم الأنبياء الكذبة وكيف نميّز بينهم وبين الذين يتلقّون الوحي والرسائل من السماء؟ احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان يتساءل الكثير من المسيحيين في الآونة الأخيرة حول موضوع النبوءات والأنبياء الكذبة. أسئلة مثل من هم الأنبياء الكذبة بحسب الكتاب المقدس؟ هل هناك طريقة للتمييز بينهم وبين أولئك الذين حقًّا يتلقّون الوحي من السماء، وكيف يجب أن نتعامل مع النبوءات؟ هذه هي المواضيع التي سنتعمق فيها، في هذه الدراسة الموجزة، من أجل الحصول على جواب منطقي وواضح. من هو “النبي” النبي هو شخص اختارته العناية الإلهية ليعلن من خلاله عن إرادته للبشرية. من يتلقى عطية “النبوّة” هذه، يتلقى الرسائل، وأحيانًا الرؤى التي يمكن أن تبشر بأحداث مستقبلية. من خلال الرسالة النبوية تصبح مخطّطات الله للبشرية مفهومة أكثر. نحن نعلم أنّ خطط الله تتطلب تعاون الإنسان. بالرغم من أن الله كلي القدرة، إلا أنه لا يفرض إرادته على الإنسان، ولكن يحترم حرّيته، وبالتالي فالأمر يتطلب مشاركة الإنسان بإرادته الحرة للتعاون في تحقيق إرادة الله. النبوة هي أيضًا اختبار للبشر. إذ يجب على المرء أن يرى الرسالة النبوية على أنها قادمة من الله وليس من الشخص الذي ينقلها، وهنا تكمن الصعوبة الأولى: التمييز بين ما إذا كان مصدرها يأتي حقًا من الله أم من الإنسان نفسه. الأنبياء الكذبة هناك العديد من الآيات الكتابية التي توضح لنا من هم الأنبياء الكذبة وكيف علينا التعامل معهم. هذه بعض منها: «لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا». (مرقس 22:13) «اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!». (متى 15:7) «وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ». (1 تيموثاوس 1:4) والتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يقول: 2115- يستطيع الله أن يكشف المستقبل لأنبيائه أو لغيرهم من القديسين، إلا أنّ الموقف المسيحي الصحيح يقوم على تسليم الذات بثقة بين يديّ العناية الإلهية فيما يتعلّق بالمستقبل، وترك كل فضول فاسد من هذا القبيل، وعدم التبصّر قد يكون عدمًا في المسؤولية. (2115) الأنبياء الحقيقيون وجود أنبياء كذبة لا يعني أن نبالغ ونستبعد تمامًا أي كلمة نبوية، أو نرفض أو نتجاهل الوحي النبوي الذي يمكن أن يكون أصله من الله. من المهم جدًّا أن نعرف أنّ النبوة ليست ضرورية فقط في العهد القديم. الله يخاطب البشر منذ آدم ولن يتوقّف عن مكالمتهم وتحذيرهم وإرشاردهم إلى نهاية الأزمان. لأن الله أب رحوم ومحبّ للبشر ولا يوفّر جهدًا في إظهار محبّته لهم. فهو يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يبلغون. لذلك هو يتكلّم معنا من خلال القدّيسين والأنبياء وغيرهم. نصوص كتابية تشدّد على أهمية النبوّة التي من الله: «لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ». (تسالونيكي الأولى 21:5-20) «وهو الَّذي أَعْطى بَعضَهم أَن يَكونوا رُسُلاً وبَعضَهم أَنبِياء وبَعضَهم مُبَشِّرين وبَعضَهم رُعاةً ومُعلِّمين، لِيَجعَلَ القِدِّيسينَ أَهْلاً لِلقِيامِ بِالخِدمَة لِبِناءِ جَسَدِ المسيح». (أفسس 12:4-11) يُعلن القديس بولس هنا أنّ “عطية النبوة” تأتي من الروح القدس، وأنها واحدة من المواهب الضرورية لبنيان جسد المسيح السري: الكنيسة. «إِن عَدَّ أَحدٌ نَفْسَه نَبِيّاً أَو مُلهَمًا أَلهَمَه الرُّوح، فلْيَعرِفْ أَنَّ ما أَكتُبُ بِه إِلَيكُم هو وَصِيَّةُ الرَّبّ، فإِن أَنكَرَ أَحَدٌ ذلك، فقَد أَنكَرَه الله. فاطمَحوا إِذًا يا إِخوَتي إِلى النُّبوءَة ولا تَمنَعوا أَحَدًا أَن يَتكلَّمَ بِلُغات». (كورنثوس الأولى 39:14-37) يقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس: «لا تَستَطيعُ العَينُ أَن تَقولَ لِليَد: لا حاجَةَ بي إِلَيكِ ولا الرَّأسُ لِلرِّجْلَينِ: لا حاجَةَ بي إِلَيكُما لا بل إِنَّ الأَعضاءَ الَّتي تُحسَبُ أَضعَفَ الأَعضاء في الجَسَد هي ما كانَ أَشدَّها ضَرورة». أي لا يمكن لأي شخص من هذا الجسد الذي هو الكنيسة أن يقول أن الرسل (الأساقفة في وقتنا الحاضر) ليسوا ضروريين وبالتالي لا ينبغي الاستماع إليهم، أو أن الكهنة الواعظين بالإنجيل ليسوا ضروريين لأننا نتعلّم كل شيء من قراءة الكتاب المقدس فقط. وكذلك أيضّا لا يمكن القول، أن الأنبياء ليسوا ضروريين لأن كل الوحي موجود فقط في الكتاب المقدس. قد يكون الاعتراف بهذه الحقيقة صعبًا بعض الشيء، حيث يميل الكثير من المسيحيين إلى تجاهل الوحي النبوي عمدًا، كما لو أن شخصية النبي تعود إلى الماضي، إلىالعهد القديم، ولم يعد هذا الدور موجودًا داخل الكنيسة وكأنّ الروح القدس لم يعد يعطي هذه النبوة بعد الآن. إن دور النبي ورسالته مهمّان للغاية (راجع 1 كورنثوس 14: 1-5.21.22) ولا يمكن إلغاءهما، فسيكون ذلك بمثابة تجاهل أو إهمال دور الرسولية التي يقوم بها الأساقفة في الوقت الحاضر؛ كل واحد له وظيفة مفيدة وضرورية، لا يمكننا استبعاد مجموعة دون التسبب في أضرار هيكلية لمبنى الكنيسة بأكمله. «فمَنِ استَهانَ إِذًا بِذلِك التَّعْليم لا يَستَهينُ بِإِنسان، بل يَستَهينُ بِاللهِ الَّذي يَهَبُ لَكم رُوحَه القُدُّوس». (تسالونيكي الأولى 8:4). هذه الآية بالرغم من أنها لا تتعلق بشكل مباشر بالوحي النبوي، إلا إنها تنطبق تمامًا عليه لسبب منطقي: إذا كانت موهبة النبوة تأتي من الروح القدس، فإن من يرفض النبوة لا يرفض الإنسان الذي يُعلن عنها فقط، وإنما يرفض أيضًا الله الذي يلهمه بروحه القدوس. وإذا كان هناك ثمار جيّدة لا يمكن إنكارها كارتدادات كثيرة وشفاءات ودعوات كهنوتية ورهبانية ناتجة عن النبوءات والرسائل المنسوبة لها فلا يمكن أن يدّعي أحد بأن ذلك عمل الشيطان. فالشيطان لا يقوم بأعمال صالحة. يسوع المسيح أوضح ذلك عندما اتّهمه الكتبة والفريسيون بأنه يعمل عمل الشيطان، وأوضح لهم أنّ حجّتهم غير منطقية، لأنها تعني أن الشيطان يحارب نفسه |
|