رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
به نُبَارِكُ الرَّبَّ الآب، وبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ صُنِعُوا على مِثَالِ الله
السبت الخامس عشر من زمن العنصرة يا إِخوَتِي، لا يَكُنِ الـمُعلِّمُونَ بَينَكُم كَثِيرِين، فأَنتُم تَعرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ الـمُعَلِّمِينَ سَنَلقَى دَينُونَةً أَعظَم. ومَا أَكْثَرَ مَا نَزِلُّ جَمِيعُنَا. مَنْ لا يَزِلُّ في الكَلامِ فَهُوَ رَجُلٌ كامِل، قادِرٌ أَيْضًا أَنْ يَلْجُمَ الـجَسَدَ كُلَّهُ. إِذَا جَعَلْنَا اللُّجُمَ في أَفْواهِ الـخَيْل، لِكَي تَنْقَادَ لنَا، فإِنَّنَا نَقُودُ أَيْضًا جَسَدَهَا كُلَّهُ. وها إِنَّ السُّفُن، مَهْمَا كانَتْ ضَخْمَة، والرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ تَدْفَعُهَا، فإِنَّ دَفَّةً صَغِيرَةً جِدًّا تَقُودُهَا إِلى حَيْثُ يَشَاءُ الرَّبَّان. وكذـلِكَ اللِّسَان، معَ أَنَّهُ عُضْوٌ صَغِير، فَهُوَ يُفَاخِرُ بأُمُورٍ عَظِيمَة. وها إِنَّ شَرَارَةً صَغِيرَةً تُحْرِقُ غَابَةً كَبِيرَة! واللِّسَانُ أَيْضًا نَار، إِنَّهُ عَالَمُ الإِثْم. أَللِّسَانُ جُعِلَ بَيْنَ أَعْضَائِنَا، وهُوَ الَّذي يُلَوِّثُ الـجَسَدَ كُلَّهُ، ويُلْهِبُ عَجَلَةَ الـحيَاة، وتُلْهِبُهُ جَهَنَّم. فَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الوُحوش، والطُّيُور، والزَّحَافَات، والـحَيَـوانَاتِ البَحرِيَّة، يُمْكِنُ إِخْضَاعُهُ، ولقَدْ أَخْضَعَهُ الْجِنْسُ البَشَرِيّ. أَمَّا اللِّسَان، فلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُخْضِعَهُ. إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِطْ، مُمْتَلِئٌ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ الرَّبَّ الآب، وبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ صُنِعُوا على مِثَالِ الله. منَ الفَمِ الوَاحِد تَخْرُجُ البرَكَةُ واللَّعْنَة. فلا يَنْبَغِي، يَا إِخْوَتي، أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ هـكذَا. هَلْ يَفِيْضُ اليَنْبُوعُ بِالعَذْبِ والـمُرِّ مِنْ مَجْرًى وَاحِد؟ وهَلْ يُمْكِن، يا إِخْوِتِي، أَنْ تُؤْتِيَ التِّينةُ زَيْتُونًا أَوِ الكَرمَةُ تِينًا؟ كذلِك اليَنْبُوعُ الـمَالِحُ لا يُمكِنُهُ أَنْ يُؤتِيَ ماءً عَذْبًا. قراءات النّهار: يعقوب 3: 1-12 / لوقا 18: 1-8 التأمّل: إنّ الثرثرة والكلام غير المجدي يسبّبان أحياناً الكثير من المشاكل وهو السرّ في توصيف مار يعقوب التالي للّسان: “لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُخْضِعَهُ. إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِطْ، مُمْتَلِئٌ سُمًّا مُمِيتًا”. وهو يضيف بوضوح كبير أنّه باللسان: “نُبَارِكُ الرَّبَّ الآب، وبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ صُنِعُوا على مِثَالِ الله”. يعتبر مار يعقوب هنا أنّه لا يمكننا عيش الإزدواجيّة عبر إكرام الله من جهة وإذلال من هم صورته من جهة أخرى! هذا النصّ يعني كلّ واحدٍ منّا بكوننا نمتلك ألسنة ومدعويّن لتوجيهها للخير! |
|