ما هى التربية الجنسية ؟
عندما اقترح البعض تدريس الجنس في المدارس تحت عنوان " التربية الجنسية " قامت الدنيا ولم تقعد . ولو سألت احد المعترضين عن الجنس أو التربية الجنسية ما عرف الإجابة الصحيحة ؛ لأن المعترضين يخلططون ما بين الإباحية والتربية الجنسية ، ويعتقدون ان تدريس التربية الجنسية للطلبة في المدارس سيؤدي بهم إلى الإنحراف والانحلال !! ولكن دعونا نفهم المعنى الصحيح للتربية الجنسية .
يقصد بالتربية الجنسية إعطاء الطفل التعليم والمعرفة والخبرة الصالحة التي تؤهله لحسن التكيف في المواقف الجنسية في مستقبل حياته . بمعنى اننا لو تصورنا جسد الإنسان وكأنه غسالة كهربائية فإننا عندما نشتري غسالة اتوماتيكية نهتم أولاً وقبل استخدامها أن نقرأ الكتالوج المرفق بها لنعرف مكوناتها وكيف نستخدمها الاستخدام الامثل وكيف نحافظ عليها من التلف ؟ والغريب ان بعض الزوجات – حتى الامهات منهن – يعرف كل شيء عن غسالتهن الاتوماتيكية ، ولكنهن يجهلن الكثير عن اجسادهن وعن اعضائهن التناسلية مما يسبب عدم توافقهن الجنسي مع ازواجهن الذي يؤدي بدوره إلى العديد والعديد من المشاكل الزوجية !! فالجهل بالامور الجنسية قد يتسبب في هلاك الإنسان كقول الكتاب :
" قد هلك شعبي من عدم المعرفة " ( هو 4 : 6 ) لذلك فالتربية الجنسية تهتم بأن يعرف الإنسان كل شيء عن جسده ولا سيما اعضاؤه الجنسية ، ومما تتكون ؟ وكيف تعمل ؟ وكيف يحافظ عليها من الامراض ؟ وهذا يعتبر الشق الفسيولوجي في التربية الجنسية . أما من الناحية النفسية فالتربية الجنسية تهتم بإبراز الجانب الوجداني في الجنس عند الحيوان.
كما تهتم بالجانب العقلي ي العلاقة الجنسية ؛ فالجنس ليس شيئاً بذاته بل هو قبول عقلي للشريك أولاً ، ثم قبول للشريك على المستوى العاطفي والاجتماعي ، ثم يأتي الشق الأهم في التربية الجنسية وهو الخاص بالجانب الديني الروحي فهل يمكن ان يتحقق التوافق الجنسي بمعناه الإنساني الاشمل – بين الزوجين المختلفين في الدين والعقيدة ؟ وما الحدود التي وضعها الدين للعلاقة الجنسية ؟
وكيف ان العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج محرمة ، وكيف انها في الزواج مقدسة وتعبر عن وحدانية الزوجين جسدياً ؟ هذا ما تعنيه التربية الجنسية في كل جوانبها الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية . فهى تهدف في النهاية إلى ان ترقى بالإنسان من الناحية الجنسية لكي يتكيف مع الشريك مع الزواج لأجل حياة أفضل . وهى تمد الاطفال بالمعرفة اللازمة لهم لكي يقبلوا جنسهم كذكور وإناث بفرح وفخر ، لكي يتعرفوا على اجسادهم واعضائهم فلا يرون فيها ما يخجل بل على العكس يرون اجسادهم انها تشهد على عظمة الخالق وهى تعد المراهقين ليقبلوا التغيرات الجنسية والجسدية التي سيمرون بها بلا خوف أو إنزعاج فيجتازوا تلك المرحلة بسلام وهدوء . كثيرون من الآباء يعتقدون أن الحديث عن الجنس يشجع على ممارسته الامتناع عن تقديم معلومات لطفلك حتى يصبح جاهزاً قد يزيد من فرصة اكتشافه لهذا الامر التي يعتنقها أو يقبل المعلومات غير الصحيحة كحقائق مؤكدة . إن الاباء الذين يقدمون ثقافة جنسية لابنائهم فإن ابنائهم يكونون
- اقل تعرضاً لممارسة الجنس في مرحلة المراهقة .
- اقل تعرضاً لحدوث حمل والتسبب في حدوث حمل لطرف آخر .
- اكثر استعداداً للتحدث مع الوالدين في أمور مهمة تخص حياتهم الشخصية .
تعهد ان تكون اميناً محباً ومنفتحاً مع ابنك عن عطية الله الرائعة للجنس ، أنت بهذا لن تشجع على ممارسة الجنس ، بل ستساعد ابنك على الامتناع عنه . التربية الجنسية متى ؟ وكيف ؟ سؤال يردده بعض الآباء والامهات : متى نبدأ في التربية الجنسية ؟ متى نبدأ في إعطاء المعلومات الخاصة بالجنس لأولادنا ؟ هل قبل المراهقة ؟ هل قبل الزواج ؟
منذ بداية تعليم الجنس لابنك ، يجب ان تؤكد له ان الجنس هبة جميلة خلقها الله ليستخدمها فقط الازواج والزوجات . ويجب ايضاً تعليم الفتيات ان يحافظوا على عذريتهم لأنها ذات قيمة غالية وان يمنحوها بعد ذلك لزوجاتهم .
وفي كثير من الحالات لا يقولون لأبنائهم انهم عندما يفرطون في عذريتهم ، هم بذلك يخدعون ازواجهم في المستقبل ، ويفقدون جزءاً من انفسهم لا يُقدر بثمن . بشكل مؤسف كثير من الآباء لا يخبرون ابنائهم ما هى العذرية ، وكيف يتم فقدها ، ولا يذكرون لهم احتمالات حدوث الحمل أو الاصابة بالامراض الجنسية .
فهناك مَن يرى ان : التعليم الجنسي للأطفال يبدأ عندما نخطط له . ولكن كيف نبدأ بالاطفال في التربية الجنسية هى للأطفال الا نكون مبالغين !!
