ربنا بيحب القصيرين

[walaa farouk]

لما جه صموئيل النبى يختار ملك بدل شاول اللى ربنا خلاص رفضه ربنا وجهه لبيت يسى علشان يختار مر قدامه أَلِيآبَ
اخو داود و كان طويل فارع الجسد هو ده اللى وبخ داود واتهمه بالكبرياء و الشر لانه كان بيسال عن مكافأة الرجل اللى يهزم جليات .. بس ربنا ما اختارهوش رغم انه طويل و بتاع حرب .. اول ما مر كده قدام صموئيل النبى صموئيل قال لربنا " امام الرب مسيحه " يعنى هو ده يارب ؟
رد على طول ربنا و قال له لا لا ..مش ده خالص ..
لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».
سيبك من طوله ..خدنا ايه من الطوال يعنى !!!! ما هو شاول كان اطول واحد ببين رجال كل الاسباط بس تغير قلبه بعد ما مسحه صموئيل النبى ملكا و صار معاندا لله .. امال انت تحب مين يارب ؟
انا احب القصيرين .. اللى مش متشاف
«بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ»
ربنا حط القانون ..ربنا مش بتاع المظهر ربنا بتاع القلب
.. ياما ناس طوال و عمق معنى الطول ..يعنى مقصود بيه ظاهرين ..متشافين ..طوال فى الروحيات و الخدمة و معروفين بالاسم
طوال فى السلطة و الجبروت طوال فى الفلوس و الغنى و القدرة على التحكم فى مصائر الناس .. طوال فى المكانة الاجتماعية ..
الاخ الكبر .. امين الخدمة .. رئيس المؤسسة الفلانية
.. الواعظ المشهور .. المتكلم المبهر .. الكاتب الماهر ..
فيه كتير طوال فى ظاهرهم و اعمالهم لكن الحقيقة انهم عند ربنا مش متشافين ..ما يلفتوش نظره ..
ربنا بتاع القصيرين .. اللى مش متشافين

.. اللى قلبهم حسب قلبه .. اللى مستنين لحظة الخلاص و جاهزين لقبولها زى زكا القصير اللى مش متشاف ع الشجرة
.. زى المرأة ذات الفلسين اللى مش متشافة
.. زى نازفة الدم اللى مش متشافة
..زى الاطفال اللى بيجروا بين الرجلين علشان يشوفوا
و يحضنوا يسوع ..زى الست العدرا اللى مش متشافة جوه الهيكل طفلة تتوه بين الرجلين
ما تزعلش لو كنت مش متشاف او قصير ..
ده داود من كتر انه مش متشاف اتنسى حتى فى الذبيحة اللى قدمها صموئيل او تم تجاهله و لما سال صموئيل النبى هل كملوا الغلمان رد ابوه ما يعبر انه متجاهل اجتماعيا او بالبلدى كده ده ما يتحسبش او يعنى اكيد مش ده المقصود .. زى ما تيجى تحجز سينما و لا فندق و يبقى معاك طفل او طفلة صغيرين ما بتقلهوش اصلا و انت بتحجز يعنى مش حيحسبوا القصير الاذعة ده نفر و ياخدوا عليه تذكرة
لو قصير بخطيتك زى حالاتى و لا مش مفهوم
و لا مش موضع اهتمام او مش متشاف من الناس حتى اقرب الناس ليك ..ما تزعلش لان الله ينظر الى قلبك .. انت متشاف عند ربنا جدا و بعينيه اللى عاملة زى لهيب نار ..
كلنا بنعمل حاجات كتيرة فى بيوتنا مع زوجاتنا و ازواجنا و اولادنا و بناتنا و فى خدمتنا و حياتنا و مع الناس بنعملها بقلب و بحب و نبقى عاوزين نرفعها و نطولها علشان تتشاف علشان تتقدر ..علشان تتحس .. علشان تتفهم ..و لا بتتشاف و لا تتحس و يمكن تتفهم غلط و ضد و يمكن نتلام و نتوجع .. بنحبط اوى , و نقول يااااه قد كده الواحد قصير مش متشاف ؟!!! معلش .. كمل ما تقفش ..
فيه يوم ربنا حيتدخل و يطبطب و يقولك سيبك منهم المهم انا شايف ..انا مقدر فلسينك .. انا فرحان بدافع قلبك و محبتك و تضحيتك حتى لو مش متشافة ..ياما ناس اكتشفت بعد رحيل ناس انها كانت بتعمل اعمال كتير قصيرة مش متشافة بالنسبة لهم و يمكن محتقرة و مش مفهومة بس طلعت منهم بحب و بتضحية و يفضلوا يلوموا نفسهم ازاى ما قدروهاش و لا شكروا و لا رضيوا بس ساعات الندم ما بينفعش .
ساعات يبقى القلب مجروح و الحزن و الضيق ماليه...
ساعات بنستحمل و ساعات بنمثل
و نرسم ضحكة ع الشفايف بس جوايا خايف .. و يزيد الالم لما تحس بتجاهل او فعلا ما حدش حاسس بيك ..
و تسال بمرارة يااااه اد كده وجعى قصير
مش طويل مخفى لدرجة ان
ماحدش حاسسنى ما حدش لامسنى ما حدش عارف ؟!!
بتتقطع بين ظلم و لا تجريح ولا جوع
و بتندهس تحت اقدام الانانية و الذات و الكبرياء و الكذب و الطمع و الكل فى نفسه و بنفسه معمى و ماحدش شايف
.. اتطمن.. وسط ده كله فيه واحد باصص عليك ..
حاسك ..عاوزك .. يوقف الدنيا كلها ما يقعدهاش علشان خاطرك لانك فى عينه غالى
«أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ، لأَنَّنَا لاَ نَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى ههُنَا».
خليك قصير فى عين ربنا .. ربنا بيحب القصيرين و يفتقدهم اينما كانوا