أَللهُ أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ البَشَر
السبت الثاني من زمن العنصرة
وجَاءَ عَظِيمُ الأَحْبَارِ والَّذِينَ مَعَهُ، ودَعَوا الـمَجْلِسَ وشُيُوخَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَرْسَلُوا إِلى السِّجْنِ لِيُحْضِرُوهُم. وذَهَبَ الـحَرَسُ فَلَمْ يَجِدُوهُم في السِّجْن، فَعَادُوا وأَخْبَرُوا قَائِلين: “وَجَدْنا السِّجْنَ مُغْلَقًا بِكُلِّ إِحْكَام، والـحُرَّاسَ واقِفِينَ عَلى الأَبْوَاب، ولـكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا، لَمْ نَجِدْ في الدَّاخِلِ أَحَدًا”. فَلَمَّا سَمِعَ قائِدُ حَرَسِ الـهَيْكَلِ والأَحْبَارُ هـذَا الكَلام، تَحَيَّرُوا في أَمْرِ الرُّسُل، وتَساءَلُوا: “مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هـذَا؟”. وجَاءَ رَجُلٌ فأَخْبَرَهُم: “هَا إِنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُم في السِّجْنِ وَاقِفُونَ في الـهَيْكَلِ يُعَلِّمُونَ الشَّعْب!”. حِينَئِذٍ مَضَى القَائِدُ مَعَ حَرَسِهِ، وأَحْضَرُوهُم بِغَيرِ عُنْفٍ لأَنَّهُم كَانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب، لِئَلاَّ يُرْجَمُوا. وَلَمَّا أَحْضَرُوهُم، أَقَامُوهُم في الـمَجْلِس، وسَأَلَهُم عَظِيمُ الأَحْبَارِ قَائِلاً: “لَقَدْ أَمَرْناكُم أَمْرًا أَلاَّ تُعَلِّمُوا بِهـذَا الاسْم. وهَا إِنَّكُم مَلأَتُمْ أُورَشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُم، وتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلُبُوا علَيْنَا دَمَ هـذَا الرَّجُل!”. فَأَجَابَ بُطْرُسُ والرُّسُلُ وقَالُوا: “أَللهُ أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ البَشَر! إِنَّ إِلـهَ آبَائِنَا قَدْ أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ أَنْتُم، إِذْ علَّقتُمُوهُ عَلى خَشَبَة. هـذَا رَفَعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا لِيَمْنَحَ إِسْرائِيلَ التَّوْبَةَ وغُفْرَانَ الـخَطَايَا. ونَحْنُ شُهُودٌ عَلى هـذِهِ الأُمُور، نَحْنُ والرُّوحُ القُدُسُ الَّذِي وَهَبَهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ”. فَلَمَّا سَمِعَ أَعْضَاءُ الـمَجْلِسِ هـذَا الكَلام، حَنِقُوا، وعَزَمُوا عَلى قَتْلِ الرُّسُل.
قراءات النّهار: أعمال الرسل 5: 21ب-33 / يوحنا 16: 1-4
التأمّل:
“أَللهُ أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ البَشَر!”
هذه القاعدة الأساسيّة في الإيمان لا تتناقض مع التزام الإنسان بقوانين المجتمع خاصةً إن كان الهمّ الأوّل والأساسي هو خدمة حقوق الإنسان وحريّته وراحته.
وحين يحصل تناقض، لا بدّ من الحوار كي نجد القواسم المشتركة ونزيل العقبات ونبني قيماً مشتركة فيضحي الإختلاف مصدر استنباطٍ لأحكام جديدة تدعّم الإنسجام بدل الخلاف!
لا بدّ على الدوام من توضيح النقاط العالقة خاصةً أنّ عالمنا بحاجة لتضافر القوى لا لتشتتّها وعليه فطاعتنا لله توجّهنا إلى خدمة الإنسان في كلّ الظروف والحالات!