الاثنين ١ يونيو ٢٠٢٠م..... ٢٤ بشنس ١٧٣٦ش
مبارك شعبي مصر (٧)
عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد دخول السيد المسيح أرض مصر
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته ورحمته من الأن وإلى الأبد آمين.
نحتفل في هذا اليوم المبارك الموافق الأول من شهر يونيو
والموافق الرابع والعشرين من بشنس في التقويم القبطي
عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر،
وهذا أحد الأعياد السيدية التي نفرح بها وهو عيد سيدي يخص السيد المسيح، ونتميز به في التاريخ في كنيسة مصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهذا الاحتفال يتم في أحد المواضع الأثرية التي عبرت بها العائلة المقدسة هنا في من منطقة المعادي وبجوار نهر النيل الخالد وهذا الرحلة وأن لم تكن رحلة بالمعنى المعروف ولكنها كانت هروب ولكن الله جعل هذه الرحلة لها سمات خاصة ولها بركات عديدة.
أولًا: أن الله يحمل محبة خاصة لمصر،
رغم أن بلاد اليهودية التي ولد فيها السيد المسيح محاطة بدول كثيرة ولم تكن في ذلك الزمان موجودة الحدود السياسية والجغرافية كما هو موجود في خرائط اليوم، ولكن الله أختار مصر وكانت حدودها معروفة منذ الأزل ومعروف في التاريخ أن مصر لم تندمج ولم تنقسم عبر التاريخ كله، الله يحمل محبة خاصة لمصر لذلك أختارها أن تكون هي البلد الأمن الذي يستقبله وأختارها برغم أنها بلد كبيرة وهذا حمل بركة خاصة لمصر ولكل المصريين منذ العصور الفرعونية فالمسيحية فالإسلامية ولكل المصرين على أرض مصر ، العالم به بلاد كثيرة أكثر من 200 دولة ولكن الله أختار هذا البلد وأعطها هذه النعمة وصارت محبة خاصة، ويكفي أن نعرف أن كلمة مصر والمصريين مذكورة في الكتاب المقدس ما يقرب من 700 مرة وهذا يعطي نوع من الطمأنينة الخاصة ليس اليوم فقط ولكن في كل زمن، الله يحمل محبة خاصة لبلادنا الحبيبة مصر.
ثانيًا: الله أختار أن يفتقد وأن يرعى
، فكأنه أعطانا في هذا الرحلة درس في الافتقاد، زاروا ما يقرب من 25 محطة أو منطقة (منطقة سيناء والعريش والفرما، منطقة بلبيس، شرق الدلتا ووسطها سخا جاء اسمها من كلمة (كعب يسوع)، ثم منطقة وادي النطرون التي صار فيها الأديرة وصار فيها أبراج الحمام حسب رؤية أمنا العذراء مريم، ثم في منطقة القاهرة القديمة بكل مواضعها الأثرية الموجودة حتى يومنا هذا امتدادًا لمنطقة المعادي التي عدت من خلالها العائلة المقدسة واتجهت من خلال نهر النيل إلى الجنوب امتدادًا إلى بني سويف وجبل الطير في المنيا حتى أسيوط وجبل قسقام ودير المحرق الذي وجد في المنطقة التي عبروا من خلالها وجبل درنكة ومواضع كثيرة في القوصية ومير إلى أخره)، الدرس الثاني أن الله علمنا الافتقاد وهذا البعد الرعوي لرحلة العائلة المقدسة افتقاد كل مدينة وافتقاد كل منطقة وهذه البركة شملت من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وهذا بركة ودرس هام لنا.
ثالثًا: هذا الرحلة قامت بتنقية مصر من العبادات الوثنية
، كانت العبادات الوثنية منتشرة في العالم كلة وكانت العائلة المقدسة في كل موضع تدخل فيها العائلة المقدسة تنهار الأوثان وتسقط الأصنام وتنتهي العبادة الوثنية وكأن السيد المسيح بهذه الزيارة وبطول الرحلة الذي امتدت إلى ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام أراد أن ينقي أرض مصر من العبادات الوثنية، ولذلك الشعب المصري في تاريخه معروف أنه شعب متعبد، سقطت أوثان مصر وذاب قلب مصر في داخلها وتحققت النبوات التي نقرأ عنها في العهد القديم "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا." عندما جاء القديس مارمرقس الرسول، وصارت كنيستنا تتمتع بهذه النعم الكثيرة وصارت هذه النعم حية في نفوسنا، ونحن نحتفل بعيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر لأن كل الأقباط قديمًا كانوا موجودين في مصر وهذا هو العيد الذي نحتفل به وله تاريخ ثابت وغالبًا يأتي في وقت الخماسين، ولكن عندما بدء الأقباط يهاجروا إلى بلاد كثيرة وصار عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر يعرف باسم أخر وهو "اليوم القبطي العالمي" ولأنه يخصر كل أبنائنا الأقباط الذي نحيهم اليوم الموجودين في كل قارات العالم ونحتفل جميعًا بهذا العيد التذكاري الذي يحمل لنا كل البركات، يباركنا الله بكل بركة روحية ويعطينا أن نفرح على الدوام ونشعر بالاطمئنان حتى أن هاج البحر في صور متعددة وكما في هذا الزمان في انتشار هذا الوباء ولكن نحن نثق في يد الله التي تنظر وتترأف وترحم بلادنا الحبيبة مصر، ونصلي من أجل أن يرفع الله هذا الوباء وأن يرفع هذه الأمراض ويعطينا سلامة ويعطي الجميع الصحة والعافية ويعطينا أن نمجده على الدوام لا نصلي من أجل مصر فقط ولكن ونحن على أرض البركة أرض مصر نصلي من أجل العالم كله أن يرفع هذه الأزمة التي اصابت شعوب ودول كثيرة، نحن نثق أن يد الله قوية ويد الله تعمل وهذا العيد في غاية الأهمية ليس لنا كمسيحيين فقط ولكن لكل شعبنا المصري وأيضًا لكل العالم أن مصر لها مكانة خاصة في التاريخ والجغرافية والحضارة وأيضًا في هذه البركة التي اختص بها الله أرض مصر، يباركنا الله دائمًا ويعطينا نعمة.
نشكر نيافة الأنبا دانيال أسقف إيبارشية المعادي وتوابعها وباسم كل الآباء الأساقفة الموجودين معنا والأحباء الشمامسة والأراخنة نحن نفرح أننا نصلي اليوم في أحد المواضع الأثرية التي أخذت بركة العائلة المقدسة، يباركنا الله. له كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.
Cpd