ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما بين الإنسانية الساقطة والإنسانية الجديدة في المسيح
نطبقها في حياتنا الشخصية ونحيا بها عملياً، نجد أننا عاجزين تمام العجز عن أن نحيا بها في كمال الطاعة، ولذلك بلسان حالنا هذا نقول دائماً (على المستوى الشخصي بعد خبرة محاولات مستميتة): [لا أستطيع أن أعيش لله؛ أنا فاشل؛ أنا غير نافع في شيء؛ أنا ميت؛ الحياة مع الله شديدة الصعوبة؛ الشركة مع الله مستحيلة؛ الوصية ثقيلة ومن الصعب إننا نحيا بها، نحن لسنا ملائكة ونحيا في العالم، أو بنحاول بقدر الإمكان.. الخٍ]؛ وهكذا يستمر الكلام ببراهين وحجج كثيرة لا تنتهي أبداً، التي هي نتاج طبيعي لعزلة الإنسان عن الله الحياة. وهذا كله دليل قاطع على قوة تسلط الموتالذي لا نستطيع أن نفلت منه بقوانا الشخصية على وجه الإطلاق، لأننا كلنا صرنا أمواتاً بالخطايا والذنوب، لذلك يصرخ كل واحد من أعماقه (حينما يكون صادقاً مع نفسه) حتى ولو لم ينطقها بفمه علانية: "من ينقذني من جسد هذا الموت"، أي من جسم الخطايا (كولوسي 2: 11)، وليس القصد طبعاً أعضاء الجسد اللحمي هذا، بل إنسانيتي الساقطة تحت سلطان الخطية والموت التي تسمى بحسب المصطلح الكتابي "الإنسان العتيق" (رومية 6: 6). فكم من إنسان صنع المستحيل لكي يتخلص من إنسانيته الساقطة ويُرضي اللهوحاول أن يلصق بها بعض الأعمال من جهة الشكل الخارجي، هذه الأعمال التي تتناسب مع الحياة الأبدية، لكنه – مثلما قال الرب في الإنجيل – عمل عملية لصق وترقيع، فوضع قطعة من ثوب جديد على الثوب العتيق فصار أردأ وأسوأ [وقال لهم أيضاً مثلاً: ليس أحد يضع رُقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد... فيصير الخرق أردأ] (لوقا 5: 36، مرقس 2: 21) ومن هنا تأتي المشاكل النفسية والتمزق الداخلي في الإنسان،فأيها الأحباء انتبهوا، لأن يوجد كثيرون يرشدون الناس (وهم في إنسانيتهم العتيقة الميتة) بأن يجتهدوا ويعيشوا حياة التغصب مع أنهم لم ينالوا قوة النعمة ولم يدخلوا بعد في حياة التجديد بالروح القدس، لذلك فحينما يحاول أي إنسان أن يضع رقعة جديدة على حياته العتيقة ليكون غير ذاته، بمعنى أنه من الخارج يلصق بنفسه أعمال البرّ والتقوى والحياة مع الله، ومن الداخل مملوء ومشحون من كل شهوة وطمع وكل أهواء الخطايا التي تعمل في أبناء المعصية، لأن ابن الظلمة لا يستطيع أن يحيا في النور، كما أن الظلمة والنور لا يجتمعان معاً، لذلك فأن كل محاولة تُبذل لجمعهما معاً تتسبب في مشاكل نفسية خطيرة لا حصر لها تصل لحد المرض، وذلك بسبب الصراع الغير متوافق بين أعمال البرّ الخارجية وأعمال الظلمة الداخلية التي لا تتفق معها على الإطلاق، لأنه من المستحيل جمع طريقين متضادين معاً: القلب الساعي في طريقين لا ينجح، والفاسد القلب يعثر فيهما (سيراخ 3: 28) لذلك تأتي دعوة الله لنا (بالتوبة والإيمان) لا على أساس الأعمال الخارجية التي تخص الإنسان الطبيعيوتتميم قليل أو كثير من وصايا وأعمال التقوى الظاهرة لرضا الله عن الإنسان، بل الدعوة تأتي على أساس التجديد الداخلي ليصير الإنسان – في باطنه أولاً – جديداً بالتمام في كل شيء، من الداخل كأساس ومن الخارج كانعكاس للداخل، لأن الرب بنفسه قال: فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل؛ ويعتق (يفك ويحرر) أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية؛ لذلك يقول الرسول: إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً. (يوحنا 10: 10؛ عبرانيين 2: 15؛ 2كورنثوس 5: 17) وبكون الإنسان لا يستطيع أن يُجدد أو يُغير نفسه بذاته،بمعنى الخلق الجديد لأنه مكتوب: هل يُغير الكوشي (أسود البشرة) جلده أو النمر رقطه (نقش الجلد)، فأنتم أيضاً تقدرون أن تصنعوا خيراً أيها المتعلمون الشرّ. (إرميا 13: 23) فقد صار الإنسان مثل الميت الغير قادر أن يقوم من ذاته (كلعازر)،لذلك هو في أشد الحاجة لقوة أخرى تُقيمه من الموت الذي تملك عليه وتسلط ودفنه في قبر شهوات الجسد التي أفسدت كيانه وثبتت فيه الموت أبدياً، لذلك يحتاج لنداء مملوء حياة يستطيع أن يُقيمه من الموت ويهبه حياة أُخرى جديدة كلياً، وهذا ما حدث حينما نادى الرب على لِعازر وقال لهُ [هلم خارجاً] فقام الميت في الحال.
وليس حسب قدراتنا نحن، لأنه لم يعد في الإنسان أي قُدرة أو إمكانية ليستطيع ولو يستند على أي شيء حتى يقوم من قبر الشهوة، ولا حتى على الناموس المقدس نفسه، أي وصايا الله وشرائعه المجيدة، لأنه لن يقدر إطلاقاً مهما ما حاول أو صنع أن يُرضي الله ويحيا معه، كما هو مكتوب: فالذين هم في الجسد (الإنسان العتيق – إنسانيتهم الساقطة) لا يستطيعون أن يرضوا الله. (رومية 8: 8) لذلك فأن كل أعمال الإنسان مهما تعاظمت وتسامت لن تُرضي الله إطلاقاً،لأنه ما زال تحت سلطان الموت ولم تدخل فيه الحياة الإلهية التي تقدر أن تُقيمه خليقة جديدة، لذلك والإنسان ساقط تحت هذا السلطان لا يستطيع أن يرى أو يشعر بقوة الله في داخله مثل الميت الذي لا يتفاعل مع الأحياء، وبالتالي ستصبح الوصية صعبة جداً، يستثقلها ولا يقدر على أن ينفذها في كمالها المتسع، وحتى الصلاة نفسها ستُصبح حمل ثقيل ووهق شديد لا يقدر على حمله مهما ما غصب نفسه، بل ولا يستطيع الاستمرار فيها بدون أن يُحارب ويُصارع مع نفسه كثيراً جداً ليستمر مُصلياً، وحتى لو نجح واستمر فأنه لا يقدر على سماع صوت الله ولا معرفة مشيئته في حياته الشخصية ولا يبصر نور وجهه أبداً مهما ما فعل حتى لو سلم جسده للموت، وربما يحاول أن يُرضي نفسه بالخدمة والكلام الكثير عن الله، ولكن في الواقع العملي المُعاش بحسب الخبرة، فأنه يهرب من مواجهة ذاته بالحقيقة ليدخل في سرّ الحياة الجديدة – واقعياً – الذي يظن أنه قادر أن يصنعها بنفسه وذاته، مما يزيد الأمر تعقيداً حتى تنشأ فجوة بينه وبين الله لا يستطيع أن يعبرها، وبالطبع لا يقدر على أن يُقيم شركة حقيقية مع القديسين في النور، بل يشعر أن هناك فرق شاسع بينه وبينهم، بل هِوة عظيمة لا يستطيع أن يعبُرها، ولا عجب لأنه ما زال في طبيعته القديمة المُظلمة الميتة، والقديسين في الطبيعة الجديدة النورانية المُمجدة بإشراقة بهاء نور المجد الإلهي.
وهو مثل الفرق بين الميت والحي، والنور والظلمة، والهاوية والمجد، من المستحيل (في المطلق) جمعهما معاً أو المصالحة أو حتى عمل إصلاح أو حتى مجرد تقريب بسيط بينهما؛ لذلك فأن دعوة الله تتطلب اهتداء من نوع خاص، أي الوصول لطريق حياة التجديد وتبعية الرب فيها بإخلاص، لأن الرب نفسه قال للتلاميذ: أنتم الذين تبعتموني في التجديد. (متى 19: 28) والتجديد هنا بالمعمودية أي الولادة الجديدة من الله،هذه التي تُسمى الاستنارة، بمعنى أن يستنير الإنسان ويدخل في النور، ثم يتبع الله في التجديد، لأنه لا يكفي قط أن يعتمد الإنسان فقط، بل ينبغي أن يستمر يتبع المسيح الرب في التجديد بواسطة الإيمان، وذلك باستمرار ودوام طول أيام حياته على الأرض لأنه مكتوب: ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير (فعل مضارع مستمر: نتغير ونتجدد باستمرار وبلا توقف) إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح. (2كورنثوس 3: 18) فالمعمودية هي الولادة الجديدة من فوق،أي بداية الخلقة الجديدة والدخول في سرّ الحياة الأبدية وبداية المسيرة والطفولة الروحية وتذوق حرية مجد أولاد الله، ثم على امتداد الحياة بالنمو الروحي، تُدَّعم وتتقوى وتتجدد بالتوبة (الممزوجة بالإيمان والمحبة) المستمرة كقوة نعمة في حياة الإنسان المستنير، ومن هنا فقط تكون التوبة قوية ذات سلطان، ولها القدرة أن تنقل الإنسان من حالة الموت وتدخله للحياة (بالروح القدس)، تنقله باستمرار ودوام من الضعف للقوة، وازدياد إشراق نور النعمة المُخلِّصة، والثبات في الله الحي ليثمر لحساب مجده، وحتى لو الإنسان شعر في يومٍ ما بالكسل وغصب نفسه، فأنه يجد النعمة حاضرة لأنه في الأساس دخل في حياة التجديد المستمر بقوة النعمة المُخلِّصة. |
|