رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس إنسان غير قابل لأن يتغيّر. القلب سرّ. والسّرّ غير خاضع للإدراك. مَن تظنّه شرِّيراً اليوم لا تدري ماذا يصير غداً. الشّرّ والخير نيَّة قلب. في لحظة يتحوَّل الإنسان كلّه إلى الشّرّ، وفي لحظة إلى الخير. غيَّر "كوكبُ الصّبح" قلبه فصار شيطاناً. يهوذا الإسخريوطيّ كان تلميذاً ليسوع فصار مُسلماً له، ومتّى كان عشّاراً فصار إنجيليّاً. كيف ، لماذا، متى؟ أسئلة يطرحها العقل تلقاءً، والجواب عليها: لا نعلم! لذلك لا ندين لأنّنا لا نعرف قلب الإنسان. لا مقوِّمات للإدانة موفورة لدينا . معرفتنا بقلب الإنسان غير كافية. حتّى لو عرفنا ما فيه فلا نعرف ديناميّته، إلى ما يصير إليه بعد لحظة. لذلك كان لا بدّ لأن يميِّز الإنسان بين الشّرّ والشّرّير . أنت تدين الشّرَّ ولا حقّ لك في أن تدين الشّرّير. بكلام آخر تدين الشّرّ وتحبّ الشّرّير! مَن لا تحبّه تدينه ضمناً! ولماذا تحبّ الشّرّير؟ لأنّ مسيحك أحبّه ولأنّه أوصاك بأن تحبّه. "أحبّوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. صلّوا لأجل الّذين يسيئون إليكم ويطردونكم". وهذا ليس فرضاً غاشماً بل رحمةٌ وعلاج. تحبّه لأنّك متى أحببته ساعدته، بطريقة خفيّة، على أن يتغيَّر، على أن يتوب، على أن يصير في الخير. النّاس للنّاس. عامل النّاس بالخير تدفعهم إلى الخير. عاملهم بالشّرّ تدفعهم إلى الشّرّ. لا تغيِّرهم بالضّرورة. لا يتغيَّر الإنسان إذا لم يشأ أن يتغيَّر. قد يعاند إلى المنتهى، ولا ما يجبره على الخير! ولكنْ كثيرون يصنعون الشّرّ لأنّهم مضلَّلون. تربيتهم قد تكون سببَ ضلال. تنشئتُهم. مجتمعُهم. ولكنْ لا يترك الرّبّ الإله إنساناً واحداً، أينما كان، إذا ما كان مضلَّلاً، إلاّ ويعطيه فرصة أن يرتدّ عن ضلاله ويعرف الحقّ! قد لا يعود؟ ربّما! لكنّه إذا لم يَعُد فلأنّه يكون قد اتّخذ الباطل، بعمق وعناد، إثباتًا لذاته، وجعل منه فلسفة لحياته! التّمسّك بالمشيئة الذّاتيّة إلى المنتهى يوهم الإنسان أنّه بالعناد يصير حرّاً. وحرّيّة العناد في الباطل تعطي الإنسان متعة مَرَضيّة وتلقيه في الانحراف، فيمسي الانحراف لديه كأنّه طبيعة أخرى غير الطّبيعة الّتي خلقه الرّبّ الإله عليها. وأخطر ما في الخطيئة تجربة اليأس من إمكان الخروج منها. أنت لا تخرج من الخطيئة، بالضّرورة، بالكفّ عن اقترافها. هذا صعب وصعب جدّاً! والسّبب أنّ الخطيئة تُعطِّل أو تقتل إرادة التّحرّر منها. أنت تخرج من الخطيئة إذا ما اشتهيت الخروجَ منها بوجع قلب. يقرأ الرّبّ الإله رغبة قلبك وإلحاحك فيخرجك في ساعة وبطرقٍ هو يعلمها. "وبطرق أنت تعرفها خلّصني أنا عبدك غير المستحقّ"، قال المرنّم في المزمور. قد تشفَى سريعاً وقد تُشفَى على مهل. الله أدرى بما هو أوفق لك. "فرجعت روحها (ابنة رئيس المجمع) وقامت للحال". "وفيما هم (البرص) منطلقون طَهُروا". ليس الشّفاء العاجل دائماً مفيداً ولا الشّفاء على المدى البعيد. وحده الطّبيب الحكيم يُحسن الحكم. والإنسان الحكيم يُسلم نفسه للعليّ ويرضى مطمئناً. لا حاجة لك أن تفهم. أنت بحاجة لأن تقبل! يتغيَّر الإنسان؟ لا شكّ أنّه قابل لأن يتغيَّر. نظريّاً لا ضرورة لأن يبقى أحدٌ خارجاً! ولكنْ بضيقات كثيرة وجهادات مرّة، بإزاء الخطيئة، ينبغي أن ندخل ملكوت السّموات..!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن السيّد المسيح هو هو لا يتغيّر |
حين تُمطر يتغيّر كل شيء |
يتغيّر مزاجه بگلمة أو حرگة ! |
الله لا يتغيّر فهو لن يتركك |
إذا كان إيماننا يتغيّر كل يوم حسب ما يقابلنا |