رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد الغطاس معمودية التوبة آدم أخطأ، ولم يطلب التوبة، ولا سعى إليها.. وإذا بالسيد المسيح، القدوس الذي هو وحده بلا خطية، يقف أمام المعمدان، كتائب، نائبًا عن آدم وذريته، مقدمًا عنهم جميعًا معمودية توبة في أسمى صوره. حمل خطاياهم، ليس فقط أثناء صلبه، وإنما في حياته أيضًا كإبن للبشر. و لذلك سر الآب به وقال: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".. إن الله لا يسر بتدبير الإنسان لذاته، وبأن يلتمس لنفسه الأعذار كما فعل آدم وحواء، اللذين بدلًا من أن يدينا نفسيهما أمام الله، أخذ كل منهما يلقى بالذنب على غيره. أما السيد المسيح، فلم يلق ذنبًا على غيره، و إنما أخذ ذنب الغير، و حمله نيابة عنه، وقدم عنه معمودية توبة، وأفرح بكل هذا قلب الآب، فقال: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". الذي بلا خطية، صار حامل خطية، من أجلنا.. لم يخجل من أن يتقدم وسط صفوف الخطاة، ليطلب العماد من يد عبده يوحنا. و لما استحى منه هذا النبي العظيم، أجابه في وداعة "اسمح الآن، لأنه يليق بنا أن نكمل كل بر".. وأعطانًا بهذا درسًا عمليًا في حياتنا. و أعطانًا درسًا أن نحمل خطايا الغير.. و أن ندفع الثمن نيابة عنهم، بكل رضى.. وأن لا نقف مبررين لذواتنا، مهما كنا أبرياء .. و إننا بهذا نكمل كل بر.. إن القديس يوحنا ذهبي الفم يقول: إن لم تستطع أن تحمل خطايا غيرك و تنسبها إلى نفسك، فعلى الأقل لا تجلس وتدين غيرك وتحمله خطاياك.. إن لم نستطع أن نحمل خطايا الناس، فعلى الأقل فلنحتمل خطايا الناس من نحونا، ولنغفر لهم.. بهذا نشبه المسيح، بهذا نستحق أن ندعى أولاد الله. و بالحنان الذي نعامل الناس، يعاملنا الله.. لنتأمُل في عمق معني معمودية التوبة لرب المجد كل مجد و كرامة آمين |
|