رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صُنّاع السينما يصلبون "عيسى" من جديد
ا السقوط في فخ الإغواء طبيعة بشرية وربما نسقط أكثر من مرة، ثم نعود، لا أحد من حقه أن يحاسبنا إلا الله على هذا الضعف الذي عادة ما يتكرر، وإذا وقع نبي تحت الإغواء فهو أمر مرفوض لا تستطيع كإنسان عادي أن تقبله، لأن هؤلاء هم حاملو شعلة الإيمان، والتي تحتاج أن تستقر في وجداننا، وإن كان الراعي مهتز في نظرنا، فكيف لنا أن نتبع رسالته، وما سبق ذكره أمر طبيعي، إن حدث. ولكن إن كان وقوع هذا النبي في هذا الإغواء مجرد وهم ونزوة عقل يرى الأمر من صورة معينة، واعتبرها فنا، فهو الأمر الذي يحتاج إلى الوقوف أمامه وتأمله، وأيضا دفع مليوني شخص لإعلان رفضهم له. هذا ما حدث بعدما أطلقت شبكة "نتفليكس" بمناسبة احتفالات عيد الميلاد، فيلم The First temptation of Christ (الإغواء الأول للمسيح)، فلم تكتف الشبكة بأنه "صلب" -حسب المعتقد المسيحي-، وتتناول ما دار حول تلك الواقعة، ولكنها صورته "مثلي الجنس"، كما أظهر مريم العذراء تتعاطى مواد مخدرة، في محاولة عبثية من صناع عمل، تجعلنا نجد أنفسنا في حالة حيرة وتعجب من تدفق إنتاج هوليوود وغيرها من مراكز صناعة السينما في العالم نحو تلك المنطقة الشائكة فى تناول قصص الأنبياء، وهي منطقة التعرض للإغواء. ولم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها المسيح بصور مختلفة حسب رؤية صناع الأعمال الفنية، وهنا نروي لكم الحكاية: • المسيح بين إغوائين: - الإغواء هدفه دائمًا تشويه عالم الله وتحدي مهمته المقدسة في العالم، فهل يتحدى صناع السينما الله بإنتاج مثل تلك الأفلام التي يعترض عليها الملايين، كما حدث عند عرض أكثر الأفلام إثارة للجدل التى تناولت حياة المسيح وهو فيلم The Last Temptation of Christ "الإغواء الأخير للمسيح" الذى أنتج عام ١٩٨٨؛ لأنه تحدث عن علاقة عيسى ومريم المجدلية، وهل هذا ما حدث مع شبكة نتفليكس الشهيرة أو قناة يوتيوب "بورتا دوس فوندوس" البرازيلية حين أنتجت فيلم The First Temptation of Christ "الإغواء الأول للمسيح" العام الجاري وعرض قبل أيام على نيتفيلكس ليثير الكثير من الجدل والذي قوبل بانتقادات واسعة، وطالب نحو 2 مليون شخص بوقف بث الفيلم لتعمده الإساءة للمسيح ومريم العذراء. المسيح يقع بين إغوائين ما بين 1988 إلى 2019، تلك الفترة الزمنية الطويلة بتغيراتها الاجتماعية والسياسية المعقدة. "الإغواء الأخير" الذي أخرجه مارتن سكورسيزي والذي كان مقتبسا عن رواية نيكوس كازانتزاكيس التي صدرت عام 1953 والتي تحمل الاسم نفسه، وتم تصويره بالكامل في المغرب، صور العلاقة بين المسيح وماريا المجدلية، وهو الأمر الذي أثار استياء الكثيرين من المسيحيين ومنع عرضه في عدة بلاد أوروبية. أما الإغواء الأول كما تصوره ملاك قناة يوتيوب "بورتا دوس فوندوس" البرازيلية، صور المسيح مثلي الجنس ومريم العذراء تتعاطى الحشيش أو الماريجوانا. بين آخر إغواء والأول مساحة شاسعة، كان الإغواء الذي تصوره صناع السينما في هوليوود في الثمانينيات من القرن الماضي هو امرأة، وهو الإغواء المنطقي في تلك الحقبة، أما الإغواء الأول الذي تصوره صناع الفيلم البرازيليون كانت الميول الشاذة، وهي قضية مثارة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. • تعمد إثارة الجدل قبل أيام من أعياد الميلاد - القصة أصبحت أكثر جدلا، لأن نتفليكس تعمدت عرض فيلم The First temptation of Christ قبل أيام من أعياد الميلاد التي تنطلق في جميع أنحاء العالم، والفيلم به مغالطات على كل الأصعدة التاريخية والدينية والإنسانية، فهو يصور المسيح مثلي الجنس ومريم تدخن الماريجوانا، ويقوم على محاكاة ساخرة في عيد الميلاد البرازيلي والذي انتقد من قبل القساوسة والسياسيين، بما في ذلك نجل الرئيس البرازيلي. منذ إصداره على شبكة البث نتفليكس في وقت سابق من هذا الشهر، أطلق النشطاء حملات متعددة عبر الإنترنت تدعو السلطات البرازيلية إلى حظر الفيلم واتهام منشئيه جنائيًا بـ"تشويه الإيمان"، وتم التوقيع على العريضة من قبل ما يقرب من 2 مليون شخص. لقطات الفيلم الصريحة والمثيرة للجدل، تسببت في فوضى في البرازيل ذلك البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، والذي يضم أكثر من 120 مليون كاثوليكي، وهو عدد يفوق أكثر من أي مكان آخر في العالم. ومن بين النقاد البارزين في الفيلم الكوميدي، إدواردو بولسونارو، الابن الأصغر للرئيس البرازيلي جائير بولسونارو، وهو شخصية يمينية متطرفة، وكتب إدواردو بولسونارو مؤخرًا على تويتر: "نحن نؤيد حرية التعبير، لكن هل يستحق الفيلم مهاجمة إيمان 86٪ من السكان؟"، ووصف الفيلم بأنه "قمامة" مضيفًا أنه "يرفض الوعظ بكلمة الله". قام ماركو فيليشيانو، القس الإنجيلي المحافظ الذي يرأس لجنة التشريع البرازيلي المعنية بالأقليات وحقوق الإنسان، لدعوة البلاد إلى "الاتحاد" ضد قناة الكوميديا الخاصة على يوتيوب وهي تحمل اسم "بورتا دوس فوندوس" والذي يعني بالعربية الباب الخلفي وهي التي أنتجت الفيلم الذي عرضته نتفليكس. القناة البرازيلية مثيرة للجدل دائما، ففازت بجائزة إيمي الدولية عن آخر فيلم أنتجته تحت عنوان "The Last Hangover"، أو السُكر الأخير، وقال القس فيليشيانو "لقد طلب مني المسيحيون وغير المسيحيين اتخاذ إجراءات ضد الأعضاء غير المسئولين في بورتا دوس فوندوس"، مضيفا على حسابه بموقع تويتر، "لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء جماعي - كنائس وكل أهل الخير - لوضع حد لهذا". وكتب القس جويل ثيودورو بالكنيسة في ريو دي جانيرو: "أن تظل مستمرا كشركة في إنتاج الأفلام التي تسخر من الرب وتشوهه هي نفسها كأنك تصفعه، تبصق عليه، تضرب رأسه ودفن تاجه في الشوك". • المسيح منذ القرن 20 إلى 21 في السينما - لم يكن الفيلم البرازيلي هو الفيلم الوحيد الذي أثار جدلا قويا في تناوله لحياة المسيح، فقد ألهمت شخصية السيد المسيح الكثير من المبدعين الذين قاموا بإنتاج الكثير من الأفلام التى تناولت حياته، وكان منها الرائع والبعض الآخر كان مروعا، وذلك حسب تناول المؤلف للجانب الذى وضعه فى الفيلم، مثل فيلم "حياة وآلام يسوع المسيح" عام ١٩٠٥، وهو فيلم صامت ويعتبر قطعة بصرية فريدة من الفن، وفيلم "من المهد إلى الصليب" عام ١٩١٢ وفيلم "ملك الملوك" عام ١٩٢٧ الذى أعيد إنتاجه عام ١٩٦١، وفيلم "الرداء" عام ١٩٥٣، وفيلم "يسوع الناصري" عام ١٩٧٧، وفيلم "يسوع مونتريال" عام ١٩٨٩، وفيلم "صانع المعجزات" عام ٢٠٠٠، وفيلم "آلام المسيح" عام ٢٠٠٤، وفيلم "قصة المهد" عام ٢٠٠٦. ولكن أكثر الأفلام إثارة للجدل على الإطلاق التى تناولت حياة المسيح فيلم "الإغواء الأخير للمسيح" الذى أنتج عام ١٩٨٨، وذلك لأنه تحدث عن علاقة عيسى ومريم المجدلية، وفيلم "المسيح سوبر ستار" الموسيقى الغنائي، وقد تم حظر عرضه فى روسيا بعد حملة من قبل الأساقفة الأرثوذكس، لأنه إهانة للمسيحيين المؤمنين، وكان هذا الفيلم من أكثر الأفلام التى قوبلت باحتجاجات كبيرة فى العالم المسيحي، والفيلم من إنتاج برودواى عام ١٩٧١، وباع سبعة ملايين نسخة، ووزع فى ٤١ دولة والفيلم رشح للأوسكار. وفيلم "شفرة دافنشي" عام 2006 من بطولة توم هانكس ومأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب العالمي دان براون وفيلم "زومبي مسيح" عام 2007 للمخرج ستيف ميللر وقام بدور المسيح تريستان بيل الذي لم يقم بأى أدوار غير هذا الدور فى حياته كلها، وكان الفيلم يتناول المسيح عندما يعود إلى الحياة مرة أخرى يكون كالموتى الأحياء الذين يطلق عليهم اسم "زومبى" ويبدأ فى إيذاء الناس. هذا الخبر منقول من : الدستور |
|