رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَذلِكَ الـمَسِيحُ قَرَّبَ نَفْسَهُ مَرَّةً واحِدَة فَالْمَسِيحُ لَمْ يَدْخُلْ إِلى قُدْسِ أَقْدَاسٍ مَصْنُوعٍ بِالأَيْدِي، هُوَ رَمزٌ إِلى القُدْسِ الـحَقِيقِيّ، بَلْ دَخَلَ إِلى السَّماءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ مِنْ أَجْلِنَا. ولَمْ يَدخُلْ لِيُقَرِّبَ نَفْسَهُ مِرَارًا، كَمَا يَدْخُلُ عَظِيمُ الأَحْبَارِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَة، بِدَمٍ غَيْرِ دَمِهِ، وإِلاَّ لَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم. لـكِنَّه ظَهَرَ الآنَ مَرَّةً واحِدَة، في مُنْتَهَى الدُّهُور، لِيُبْطِلَ الـخَطِيئَةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. وكَمَا هُوَ مَحْتُومٌ على النَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً واحِدَة، وبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ الدَّيْنُونَة، كَذلِكَ الـمَسِيحُ قَرَّبَ نَفْسَهُ مَرَّةً واحِدَة، لِيَحْمِلَ خَطايَا الكَثِيرِين؛ وَسَيَظْهَرُ ثَانِيَةً، بِمَعْزِلٍ عَنِ الـخَطِيئَة، لِيُخَلِّصَ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ. قراءات النّهار: عبرانيّين 9: 24-28 / يوحنّا 10 : 17-21 التأمّل: من يتأمّل في هذا النصّ لا بدّ له من أن يتذكّر ما نتوجّه به إلى الربّ يسوع في أثناء الإفخارستيا، في الطقس المارونيّ، حين نقول: “يا قـُربانـًا شَهـِيَّا قـُرِّبَ عَنـَّا؛ يا ذَبيحًا غافِرًا قـَرَّبَ ذَاتـَهُ لأبيهِ؛ يا حَمَلاً صارَ لِنـَفسِهِ حَبْرًا مُقـَرِّبًا”! فالربّ يسوع هو نفسه المقرِّبُ والمقرَّب وهو الذبيح الّذي كان الكاهن الّذي قرّب ذاته على الصليب لحيا فيه ومعه بالقيامة! لقد تجسّد الربّ يسوع من أجلنا وتألّم ومات وقام كي ننتقل من الموت إلى الحياة الأبديّة التي نبدأُها في الأرض لنتابعها في الحياة الثانية! فلنقبل تقدمة الربّ من أجلنا ولنقدّرها بوفائنا وشهادتنا لخلاصه وفدائه! |
|