30 - 10 - 2019, 03:35 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الامتلاء المتزايد إلى كل ملء الله
للقديس غريغوريوس النيسي
لأجل هذا أُخرجت الطبيعة العاقلة إلى الوجود, لكي لا يبقى غنى الخيرات الإلهية بدون منفذ. ولكن حكمة الله المدبرة لكل شيء قد هيأت مثل هذه الآنية ذات الإرادة الحرة، أي النفوس البشرية، لكي توجد كائنات تستقبل الخيرات الإلهية، وتنمو على الدوام بازدياد الفيض المنسكب فيها. وهذا هو العجب في مشاركة الخيرات الإلهية, إنها تجعل الذي تحل فيه يزداد اتساعاً وقدرًة على الاستيعاب، ثم من قدرته واتساعه تتخذ فرصة لتزيد العطاء اُلمُعطى له، حتى أنه ينمو باستمرار ولا يكفّ أبدًا من النمو. وبينما يفيض ينبوع الخيرات بلا توقُّف، فإن طبيعة الشخص الذي ينالها تحول كل هذا الفيض إلى ازدياد سعتها الخاصة، فتصير أكثر قدرة على اجتذاب الخيرات الإلهية، وأكثر اتساعاً لاستقبالها. وكل من الأمرين ينمو بنمو الآخر, فالقدرة على الاستيعاب تجد في وفرة الخيرات ما يدفعها إلى النمو أكثر؛ وكذلك النعمة المعطاة تجد في نمو الذين ينالونها فرصة لتزيد انسكابها.
|