رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل الكاتب المُتعلم
لذلك وبدافع الحب يحثنا يسوع أن نصبح بوقًا لجميع الناس عن اقتراب الملكوت . من أجل هذا! بعدما شرح يسوع في ثلاثة أمثال سابقة في اصحاح ١٣ من انجيل متى عن كيف سيُباد الأشرار*. قال لهم “من أجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء”. فلابد من أن يكون أبناء الملكوت أناسًا على دراية كافية بكل جوانب الملكوت، و لعل أهمها هو أن الشر والأشرار ستتم إبادتهم للأبد. لذلك وبدافع الحب يحثنا يسوع أن نصبح بوقًا لجميع الناس عن اقتراب الملكوت، أن نكون مُعلمين للكل بوداعة و خوف عن إنقضاء الشر. الكنز! قد قيل عن الرجل المُطوّب في مزمور واحد إنه يجد مسرته في ناموس الرب، واستمر يلهج في هذا الناموس إلى أن أصبح ناموسه الشخصي. كذا هنا؛ فالكاتب المتعلم الذي يشير إليه يسوع لديه كنز. هذا الكنز هو كلمة الله التي تملكت منه فأصبحت بالنسبه له كنزه الشخصي. وكما أن الكنز لا يمكن أن يُستغنى عنه أو يُفرّط فيه، هكذا الكاتب الذي يمتلك كلمة الله، فقيمتها عنده ثمينة جدا “أحببت وصاياك أكثر من الذهب والإبريز”. جُدد وعُتقاء وعندما تسكن فينا كلمة الله بغنى وتصبح هي الكنز الوحيد ، سنجد أنفسنا لا نتغنى سوى بكلمات ذلك الناموس. فكلما حفرت عمقا في أراضي الكتاب المقدس، كلما وجدت كنوزا تثري حياتنا. وكلما أبحرت شمالا أو جنوبا في صفحاته، كلما إنجذبت بحلاوة ما كتب في القديم وبهاء ما تجسد في الجديد. فالكاتب المتعلم يخرج من تلك الصفحات الجديد القديم، فالقديم الذي يُخرجه سيزداد لمعانًا في ضوء الجديد الذي يراه. فالعهد القديم هو رمزٌ لما حدث في العهد الجديد (كو٢:١٧). فكلمة الله حيّة دائما تقدما وجبات طازجة. حتى وإن كانت تقدم أطباق معروفة سابقٍا، لكنها تمتلك نكهة جديدة. رب البيت
* وذلك في أمثال الكنز المخفي والؤلؤة غالية الثمن والشبكة المطروحة في البحر. |
|