رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة كسينيا المتبالهة 11 أيلول غربي (24 أيلول شرقي) من بطرسبرغ في روسيا القيصرية. اسمها الكامل كسينيا غريغوريفنا بيتروفا. تزوجت شاباً لامعاً كان ضابطاً في الجيش الإمبراطوري ومغنياً في القصر، وعاشت وإياه حياة راغدة يسيرة في حضن الارستقراطية. فجأة مات زوجها، وكانت هي في السادسة والعشرين. نزلت بها المصيبة نزول الصاعقة فأحرقت كل آمالها وأحلامها. كل شيء بدا في عينيها هباء وقبض ريح. فقررت أن تترك كل شيء وتسلك طريق ملكوت السموات. وهكذا كان. سلكت في التباله لأجل المسيح. وتغير سلوكها تغيراً كاملاً. قامت توزع كل ما عندها على الفقراء والمحتاجين، فظنها أقرباؤها قد فقدت رشدها. ثم تزيت بالزي العسكري الذي كان يخص زوجها، ولم تعد تجيب إلا من يناديها باسمه. تركت بيتها وهامت على وجهها دون مأوى، عارية القدمين، تجوب الأحياء الفقيرة تحتمل سخرية الناس وتهكمهم. لا تقبل حسنة من أحد إلا لتعطيها للفقراء في الحال. لا تأكل إلا قليلاً. ثم في الليل، تخرج خارج المدينة لتصلي راكعة على ركبتيها حتى شروق الشمس. ولاحظ بعض الأتقياء، شيئاً فشيئاً، أن تصرفاتها الغريبة تخفي حياة قداسة، وأن أقوالها الملغزة المبعثرة لم تكن خالية من الحكمة، بل كانت تنطوي على تنبؤ بأحداث مستقبلية. ويبدو أن بركة الله كانت ترافقها حيثما حلت. فإذا ما احتضنت، بين المزح والجد، طفلاً مريضاً، استعاد عافيته. وإذا ما تصدق عليها سائق إحدى العربات ونقلها إلى حيث تريد أن تذهب، زاد عدد ركاب العربة بشكل ملحوظ. وإذا ما دخلت إلى أحد المحال تضاعف إيراده. وهكذا أضحت غريبة (كسينيا) المتبالهة أقرب ما يكون إلى الملاك الحارس للمدينة. حملت كسينيا صليب التباله من أجل المسيح خمسة وأربعين عاماً، ثم رقدت، في الرب، بين العامين 1794 و1806. وللحال، بعد وفاتها تحول قبرها إلى محجة، وإلى مكان صلاة. وقد أجرى الله باسمها عجائب كثيرة. كثيرون شفوا من أمراضهم وكثيرون ظهرت لهم القديسة وباركتهم وزودتهم بنبوءات تحققت لهم في حياتهم. كل ذلك، ولم تكن كسينيا قد أعلنت بعد قديسة. وحدها التقوى الشعبية أعلت شأنها خلال سنوات طويلة. أخيراً، في العام 1978، أعلنت الكنيسة الروسية، خارج روسيا، قداستها، ثم، بعد ذلك، بطريركية موسكو في العام 1987. |
|