الأستاذ سامى ٤٥ سنة بيشتغل محاسب فى شركة خاصة ..
الأستاذ سامى خادم فى خدمة المرضى من حوالى ٢٠ سنه ..
وفى يوم ١٣ مايو اللى فات كان يوم إتنين ، وده كان ميعاد محدد لخدمته
الصبح قبل شغله ، كان بيروح يخدم راجل مُسن مريض عايش لوحده ،
واليوم ده الراجل جاتله غيبوبة سكر ونقله المستشفى وبسبب كده إتأخر
حوالى ٣ ساعات على شغله ...
راح الشركة وبسبب تأخيره مديره كلمه بلهجة حادة وقاله ..
هى مش شركة أبوك عشان تيجى براحتك ..
بالرغم إن مديره ده أصغر سناً من الأستاذ سامى لكن ماحطش ده فى
الإعتبار وكلمه بكل وقاحة ..
لكن الأستاذ سامى قابل كلامه بكل هدوء وإتأسف على التأخير وقاله
أوعدك مش هاتتكرر تانى ..
عدت الأيام لغاية ما جه يوم ١٠ يونيو يوم الأتنين اللى هو اليوم بتاع
خدمة الرجل المُسن ، اليوم ده حصلت حاجة غريبة ..
الراجل طلب من الأستاذ سامى إنه نفسه يخرج تعب من العزلة ،
الأستاذ سامى قاله بس أنا كده هاتأخر على شغلى ، بص له الراجل بنظره
زى نظرة الأطفال وقاله .. وغلاوة ربنا عندك نفسى أخرج ..
بص الأستاذ سامى فى ساعته ولقى انه فاضل ربع ساعة على شغله ،
إتنهد وفكر شويه وبعدها ، إبتسامه كبيره إترسمت على وشه وقال ،
وهو يعنى الشغل أغلى من ربنا ؟ ... يلا ياعم نخرج ونتفسح ..
وخد الراجل على كرسى متحرك وخرجوا ، والراجل كان مبسوط جداً
بكل لحظه ، على حد وصف الأستاذ سامى لما قال ضحكة الراجل كانت
زى ضحكة الطفل الفرحان بلعبة جديدة ..
للأسف اليوم ده الأستاذ سامى إتاخر على شغله ، وبسبب كده إتبعتله
جواب فصل مؤقت من الشغل بسبب إهماله المتكرر فى مواعيد عمله ..
وإتحول للتحقيق ..
كانت صدمة شديدة عليه ، بس هو هايعمل إيه ؟؟
إزاى يوفق مابين خدمته لربنا وشغله ..؟؟
بص للسما وقال ..
يعنى ده جزاتى ؟؟ أخدمك بكل محبة وفى الآخر تسيبهم يفصلونى
من الشغل ... كتر خيرك يارب ..
فضل الأستاذ سامى يلف البلد كلها على شغل ومش لاقى بسبب إن
كل الأماكن طالبين شباب وهو سنه كبير ..
وهو ماشى فى الشارع لقى نفسه قدام كنيسته ، وقف قدامها وقال ..
انا زعلان منك يارب ، مش هادخلك بيت تانى.. ومشى .
إمبارح يوم السبت الشركه إتصلت به ، وحددت معاه ميعاد إنه هايقابل
صاحب الشركه وهايحقق معاه ..
إنهرده الصبح الساعه ١٠ كان الأستاذ سامى متواجد فى الشركه عشان
الميعاد المحدد .. وبالفعل دخل عشان يقابل صاحب الشركه ..
ولما سأله صاحب الشركه بتتأخر ليه ، حكاله الأستاذ سامى على خدمته
للراجل المُسن ، وإنه عايش لوحده وولاده سايبينه ومالوش حد فى الدنيا
يخدمه ويراعيه ..
ولو مش مصدقنى ، الورقه دى فيها اسمه وعنوانه ممكن تروح وتسأل ..
مسك صاحب الشركه الورقه وقراها وظهر على وشه علامات الحزن الشديد ،
بعد كده طبقها وبص للأستاذ سامى وقام من مكانه وراح وطبطب على كتفه
وقاله .. إنت تعرف إن الراجل ده يبقى أبويا ...
زمان لما تعبنا من خدمته ومرضه ، رجعناه البيت ووصينا مشرف خدمة
المرضى بخدمته ..
النهارده بس إتأكدت من كلامه لما قال..
أنتم سبتونى لكن اللى خلقنى مستحيل يسيبنى ..
وفعلاً ربنا بعتله إنسان أمين زيك يحافظ عليه ويرعاه ..
أستاذ سامى ..
من أجل أمانتك ، أنا هاكافأك وهاعينك مدير القسم ، ويوم خدمتك هاعتبره
يوم إستثنائى تيجى فيه براحتك .. مبروك ..
كل ده والأستاذ سامى فى حاله إندهاش غريبة وبيسأل نفسه ..
هو فيه إيه ؟؟
طلع من الشركه وفضل ماشى وهو بيفكر فى كل اللى حصل ، لغاية
ماوصل عند الكنيسة ووقف عند الباب وقال ..
عجيبة هى أحكامك يارب .
وأطلب شفاعة مارجرجس قديس كل العصور وسريع الندهة سيفرح قلبك علي طول
