لماذا زادت أعداد المصريين المهاجرين
"سنة كاملة بخلص فيها إجراءات السفر، وأبويا اتداين لطوب الأرض علشان يسفرني"، يقولها مصطفى شريف 28 عامًا، أحد قاطني محافظة الغربية، هاجر إلى الجمهورية الإيطاليا منذ عامين، بعدما بذل مجهود كبير على مدار عام كامل سعيًا وراء إجراءات الهجرة، وإتقان لغة البلد، والبحث عن كفيل هناك لضمان محل إقامة وعمل.
يوضح، أنه تواصل مع أحد أصدقائه المقيمين في إيطاليا؛ ليجد له كفيل كضامن لمحل الإقامة لكونه شرط من شروط الهجرة، وبعد الإتفاق مع الكفيل كانت تعوقه أزمة المال المُتطلب ضمن شروط الهجرة إلى إيطاليا، مشيرًا إلى أن والده ساعده في جمع المال المطلوب: "استلف من كل الناس اللي يعرفها علشان أدفع الفلوس، ويبقى معايا مبلغ هناك لحد ما استقر".
وعن عمله في إيطاليا يقول: "في بداية الأمر، كنت أعمل في إحدى مراكز صيانة السيارات، وكنت أتقاضى مبلغ مناسب استطعت من خلاله تسديد ديون والدي أولًا، ثم إرسال مبلغ شهريًا لعائلتي حتى ينفقوا على دراسة اشقائي منه".
يحكي "شريف" أنه تعرف هناك على أحد المستثمرين الأجانب، الذي وظفه كمحاسب في إحدى المطاعم وتقاضى منها مبلغ أكبر ما كان يتقاضاه، وقرر الشاب حاليًا الزواج من فتاة إيطالية للتجنس حتى يستفيد من الإقامة الكاملة في إيطاليا، دون التخطيط للرجوع إلى مصر مرة أخرى سوى أثناء الزيارات الموسمية فقط.
"شريف" هو واحد ضمن كثيرون مصريون هاجروا إلى بلاد الخارج وقرروا عدم العودة، رغم صعوبة الاجراءات والاستقرار في الدول الأخرى تحديًدا الأوروبية، "الدستور" استمعت إلى حكايات وأسرار المغتربين في الخارج، لاسيما بعدما أُعلن بالأمس زيادة أعداد المهاجرين في مصر إلى الخارج.
كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خلال نشرته السنوية عن عدد المصريين الذين حصلوا على موافقة للهجرة بالخارج، فقد وصل عدد المهاجرين الذين اكتسبوا صفة مهاجر 385 مهاجرًا في عام 2018، بينما كان عددهم 348 مهاجرًا في عام 2017 بزيادة قدرها 10.6%.
شكل الذكور من إجمالي عدد المهاجرين المصريين الذين حصلوا على موافقة للهجرة، الذين اكتسبوا صفة المهاجر بالخارج 319 مهاجرًا بنسبة 82.9%، والإناث 66 مهاجرة بنسبة 17.1% من الإجمالي في عام 2018، بينما في عام 2017 كان عدد الذكور المهاجرين 312 فردًا، والإناث 36 امرأة.
أًصدرت تقاير الجهاز المركزي أيضًا عدد الحاصلين على مؤهلات جامعية (بكالوريوس - ليسانس) من المصريين الحاصلين على موافقة للهجرة، 171 مهاجرًا، بنسبـة 49.0% من إجمالى عـدد المهـاجريـن الأصـليين والمرافقــين فى سـن التعليم، بينما كان عدد المهاجرين فى الفئة العمرية بين 40 و44 سنة في المرتبة الأولى، فقد بلـغ عددهم 72 مهاجـرًا بنسبـة 18.7% من الإجمالي.
يقول محمد سيد، 39 عام، أحد قاطني محافظة القليوبية، أنه سافر إلي بريطانيا عن طريق دعوة أحد أصدقائه له مع دفع مبلغ ضمن شروط السفر، لكنه تعرض إلى مشكلة هناك أجبرته على الرجوع إلى مصر ليستقر بها عامين ثم قرر حينها الهجرة إلى فرنسا، ولم يستطع "سيد" التأقلم في فرنسا أو إيجاد وظيفة مناسبة ليجد نفسه متجهًا إلي بريطانيا حتى تمكن من الحصول على إقامة هناك.
وتابع سيد، "مفيش حد بيكره بلده، الفكرة أننا لازم نشوف طريقنا وننجح"، موضحًا أن من الأسباب الرئيسية لإتخاذه قرار الهجرة هو احتياجه إلى عمل يوفر له المال المناسب؛ حتى يستطيع الزواج وتكوين أسرة، وعن وضعه الاجتماعي يقول: "أصبح لي عمل ودخل معين اعتمد عليه في حياتي، وتكوين استثمارات لأولادي فيما بعد، فمن الصعب الرجوع إلى مصر الآن".
أما ناصر طه، مدرس لغة أجنبية، من مدينة بنها، يبدأ حديثه لـ"الدستور" قائلًا:"تركت العمل وسافرت إلى أمريكا ثم انهيت إقامتي ولم أعد إلي مصر، بحثًا عن فرصة هنا، وأي شخص بيسافر بعيد عن أهله ووطنه بيكون حزين لكن الظروف تفرض نفسها علينا، بالرغم من إن الحياة هنا رفاهية أكثر من كونها عمل علي عكس مصر".
ويضيف طه، أنه لا يفكر في العودة إلى مصر بسبب وفاة والديه، وانشغال أشقائه مع ذويهم وحياتهم، وهذا ما دفعه إلى الزواج من فتاة أجنبية، وأنجب منها أولاد استطاع منحهم الجنسية الأمريكية، موضحًا أنه يعيش في أمريكا منذ ستة سنوات بالرغم من شعوره بالغربة طوال الوقت، إلا أنه سعيد لتكوينه أسرة تعوضه الحنين الذي يشتاق إليه في وطنه.
هذا الخبر منقول من : الدستور
