رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم والغذاء في مجتمع استهلاكي حيث يكثر الغذاء يصعب على الإنسان حرمان ذاته بحريّة من الطعام وفي عالم فقير حيث لا يتمكن الإنسان من أن يسدّ جوعه، لعدم وجود الطعام، يسهل عليه ممارسة صوم مفروض. هناك علماء في التحليل النفسي يوردون أن الإنسان يأكل الآخر بالطعام رمزياً. إن آدم وحواء، في سفر التكوين، بأكلهما الثمرة المحرّمة، لم يريدا فقط التذوّق لإرضاء حشريتهما إنما أرادا أيضاً كل ما تمثّل هذه الثمرة من رموز ومعان أي الله ومشيئته. فليس الصوم في المسيحية فقط رفضاً لإدخال كمية أطعمة إلى بطوننا، إنما هو أيضاً التخلي عن كل ما يمنع الآخر الذي يدخل إلى حياتنا مع علمه وثقافته وغيريّته من أن يكون كما هو، إنه يزيل فعل الإتهام وذوبان الآخر لكي ينمِّي علاقة الاتحاد به والحوار معه. بالصوم يرجع الإنسان إلى مكانه. يمتنع عن احتكار كل شيء ينتقل إلى الخليقة ويضع ذاته في خدمتها فلا يعود هو مركز الوجود بل يسعى إلى الوجود بذاته أي الله. حين يأكل الإنسان نراه يشكر الله على نعمه. فيبدو الله من هذا المنظار، المرضع والمغذي، هو الذي يفيض علينا بعطاياه لنحيا. هو الغذاء بذاته والحياة هي ذاته. |
|