منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 03 - 2019, 05:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,800

لماذا نصوم؟
لماذا نصوم؟
إن الصوم في المسيحية شريعة إلهية كما يعتبرها القديس باسيليوس الكبير الوصية الأولى في الكتاب المقدس:” وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا” (تكوين2: 17). ثبّت سيدنا يسوع المسيح وصية الصوم بقوله:” سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريسُ مِن بَيْنِهم، فَحينَئذٍ يَصومون”(مت9: 14-15). الصوم هو شكل من أشكال التوبة الذي يعبر عن الارتداد في علاقة الإنسان مع الذات والله والآخرين.

مع الذات:
للصوم وجهان جسدي وروحي. فالوجه الجسدي للصوم هو أن يُعرض الإنسان ذاته عن العواطف المنحرفة ويكبح الرذائل ولا سيما كبرياءه ويُمكّنه من التسلط على غرائزه من حرية القلب ومغريات العالم فيتجدد روحاً ونفساً ويتعلق قلبه بالله. لذا فالصوم لا يقوم على الفم فحسب، وإنما العين والأذن والقدمين واليدين وكل أعضاء الجسم، ولا يقوم على التبدل الذي طرأ على طعامنا فقط بل على قلبنا.
فمن يستطيع أن يسيطر على الأشياء المسموحة يستطيع أن يسيطر على الأشياء الممنوعة. فالصوم يتطلب إذًا جهد يقوم بقهر الإنسان لذاته، بغية التقرب من الله ومن البشر، إذ أن”الرُّوحُ مُندَفع وأَمَّا الجَسدُ فضَعيف” (مت26: 41).
لماذا نصوم؟
أما الوجه الروحي للصوم فهو الامتناع عن الخطيئة، هو موقف القلب، القلب المتواضع التائب، الرحيم، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقته مع الله. كما يقول يوئيل النبي:” مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم وأرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم فإِنَّه حَنونٌ رَحيم طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة ونادِمٌ على الشَّرّ” (يوئيل2: 13). الصوم هو عدم تفكير الإنسان بالشر في قلبه. (زكريا 7: 4-10)، هذا القلب المجروح بالخطيئة الميّال إلى الشر والأنانية.
(مز 51) فهو زمن التوبة والعودة إلى الذات بالتقشّف، وفقاً لأول كلمة تفوّه بها يسوع بعد صومه الأربعيني:”فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة” (مرقس1: 15). والتوبة باللفظة اليوناينة (متانويا) μετανοια تعني تغيير العقلية، وباللفظة العبرية (شوف) שוב تعني الرجوع، إنها تهدف إلى مراجعة الذات، إلى التجديد والتغيير والتطوير في الشعور والحكم والحياة، إلى هجر الإنسان العتيق ولبس الجديد، إلى الانتقال من الحياة القديمة والعودة إلى الشباب المتجدد.
لماذا نصوم؟



مع الله:
الصوم في المسيحية ليس هدفاً بحد ذاته، وإنما وسيلة للوصول إلى الهدف، إلى الله” خُبزُ الحَياة” (يوحنا6: 35). لذا لا يمكن أن ينفصل الصوم عن ذكر الرب المحرك الأساسي له. إننا بصومنا نتجه نحو الرب بانفتاح جذري الذي ننتظر منه كل شيء (دانيال9: 3). فمقومات الصوم الأربعيني هي الرجوع إلى الله وطلب رحمته بكل لجاجة من خلال أعمال التوبة والصلاة والصدقة، وبالطبع هناك أعمال روحية ذات صلة بهذا المثلث وهي الاهتداء، المصالحة الغفران، محبة القريب، والابتعاد عن الكراهية والحقد والانتقام…
فنحن بالصيام نعبر أن الله هو مصدر الحياة والعيش وليس الخبز واللحم. “مَكتوبٌ: لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان”(لو4: 3-4). فالله هو مصدر وجودنا فعلينا أن نكون مستعدين أن نفرغ حياتنا لكي نمتلئ منه تعالى. لنصم جميعاً متحدين بالرب ولنشبع أنفسنا منه وحده. إذ أن بالصوم ربنا يستجيب لنا “فصُمْنا وطَلَبنا مِن إِلهِنا لِأَجلِ ذلك فاستَجابَنا. (عزرا 8: 23).
لماذا نصوم؟
مع الآخرين:
الصوم في المسيحية هو زمن العودة إلى بعضنا البعض بأفعال المحبة والصدقة والرحمة والمصالحة. فالصدقة هو موقف القلب، القلب الرحيم، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقته مع الآخرين. فلا حب بلا تضحية والتضحية بلا حب أمر خارجي. الصيام وحده لا يوصلك إلى السماء بل يلزمك لتصعد إليها على أجنحة المحبة”.
بالصوم يشعر الإنسان بالجوع وبالتالي مع الجائع. ما نصوم عنه ليس من حقنا، وإنما هو من حق الفقير. ما تحرم نفسك منه، قدّمه إلى شخص آخر. الصوم المقبول عند الرب يقول اشعيا النبي:” أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟” (اشعيا58: 7).
ألم يقل المسيح:” تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: أَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ … كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه”. (مت25: 34-40). الصوم كالطائر لا يطير إلا بجناحين الصلاة والصدقة. هذا هو الصوم الذي يفضّله الربّ: الصوم الذي يظهر له أيادي مليئة بالحسنات وقلبًا ممتلئًا بحبّ الآخرين؛ صوم مليء بالطيبة.
لماذا نصوم؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لماذا نصوم
لماذا نصوم...؟
لماذا نصوم صوم الرسل؟
لماذا نصوم صوم الرسل؟
لماذا نصوم صوم الميلاد؟


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025