هذه القديسة ما زال صوتها يرنّم في الكنائس بطريقة عجائبية
” سأبقى دائماً معكم ولن أترككم أبداً!” قالت القديسة لأخواتها وهي على فراش الموت
ولدت القديسة كليليا باربييري في بولنيا بإيطاليا في 13 من شباط/فبراير من العام 1847 وتوفيت في سن الثالثة والعشرين في 13 من تموز/يوليو من العام 1870. برغم صغر سنها تمكّنت من تأسيس جمعية أخوات مريم سيدة الأحزان الصغيرات “Suore Minime dell’Addolorata” وبدأت مع هذه المجموعة بخدمة الفقراء والمرضى بمنطقتها.
ولدت كليليا في عائلة فقيرة. توفي والدها بعد إصابته بوباء الكوليرا الذي اجتاح إيطاليا في عام 1855 عندما كانت كليليا تبلغ ثماني سنوات فقط. بدونه واجهت والدة كليليا وأختيها وجدها البالغ من العمر خمسة وسبعين عاماً مستقبلاً صعباً.
رفضت عروض الزواج المقدمة لها،واختارت أن تتفرغ لحياة الخدمة الأمينة المتواضعة لكل من حولها. وبعمر الحادية والعشرين أسست مع عدد من صديقاتها جماعة بهدف القيام بأعمال خيرية. عاشت الشابات في منزل صغير بالقرب من كنيسة في لوبوردري. الفتيات كرسن طاقاتهن لتعليم العقيدة المسيحية والخياطة ومساعدة المرضى وتقديم جميع أشكال المساعدة الخيرية إلى المحتاجين.
في خضم تأسيس جماعتها خلال عام 1867 أصيبت كليليا بالسُلّ. أصبحت مريضة للغاية لدرجة أن عائلتها استدعت كاهنًا لمسحها إلّا انها استعادت حواسها وقالت للحاضرين: “لماذا تبكون؟ لا تخافوا الرب لن يأخذني بعيدا هذه المرة. إنه لا يزال يتوقع المزيد مني “.
افتُتح أول مركز في الأول من أيّار/ مايو من العام 1868. عاشت الشابات في مكان عام وارتدين جميعهن ثوبًا رماديًا ونمن على فراش خشبي. أمضين اليوم بالتناوب بين الصلاة والقراءة الروحية والعمل.
ورقدت بعطر القداسة في 13 تموز/يوليو من عام 1870 بعمر الثالثة والعشرين حيث توسّعت جمعيتها لخدمة الفقراء والمرضى في العالم حيث افتتحت مراكز في تنزانيا والهند وبات عدد المقرات بحلول عام 2008 نحو 300 مقر في 36 دولة حول العالم.
كانت كلماتها الأخيرة رائعة حيث قالت: “تشجعوا لأنني ذاهبة إلى السماوات لكني سأظل دائمًا معكم ولن أتركك أبدًا!”
كانت كليليا في حياتها على الأرض تعشق الصلوات المرنمة والتسبيحات وبعد وفاتها حدثت أمور غير مُفسَّرة مادياً في كل الأماكن والكنائس التي عاشت فيها وخدمتها أو حتى زارتها. ففي كل مرة تبدأ صلوات وترانيم في تلك الكنائس والأماكن يُسمع صوت كليليا مُرنماً مع المجموعة. هذا الصّوت لا يزال يُسمع حتّى اليوم.
وقد حدثت هذه الظاهرة للمرة الأولى بعد عام من وفاتها أثناء التأمل المسائي لأخوات جمعيتها الخدمية.
بدأت لجنة التحري في دعوى تطويبها بفحص كتاباتها الروحية وتأملاتها، وفي عام 1930 أعلنتها الكنيسة عن يد البابا پيوس الحادي عشر “خادمة الرب”.
وبعد معجزتين موثقتين قام الطوباوي البابا بولس السادس بإعلانها طوباوية عام 1968.
وبعد معجزة ثالثة تم فتح ملف دعوى تقديسها، وبالفعل أعلنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني قديسة عام 1989.
هي شفيعة معلمي التكوين الديني، وشفيعة الذين يعانون السخرية بسبب تقواهم، وشفيعة جمعية أخوات مريم سيدة الأحزان الصغيرات التي أسستها.