المحبة تحتمل كل شئ
المحبة .. محبة الله هي التي فتحت باب الرجاء إلى الزانية والعشار الخاطي !
خارج المحلة!!
فوق حطب مشتعل، يُحرَق الثور المذبوح تكفيرًا عن خطيتكم خارج المخيم. هكذا كانت وصية الرب لشعبه تكفيرًا عن خطاياهم. وكان هذا رمزًا للذبيح الأعظم، الذي حمل خطايانا قبل أن يحمل الصليب وأخذها إلى خارج أورشليم. وهناك، في الجلجثة، أحترق بنيران العدل الإلهي.
فالصليب كان الحطب المشتعل الذي وُضع يسوع عليه. “وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ” كل هذا كي يستطيع أن يستر خطايانا بدمه.
الناموس والمحبة..
أما الناموس فهو يفضح الزلل ولا يغطيه. فعندما أخذ موسى لوحي الشريعة من أعلى الجبل، كسرهما عند سفح الجبل بسبب خطية الشعب. فالناموس يدين ويشير على العيوب، فبه رُجِمَ اللص عخان ابن كرمي، وقُتل من زنى أمام عجل الذهب. ولكن ليس هكذا المحبة، فهي التي رَحَمت العشارين كزكا ومتى، وفتحت باب الرجاء للزانية. تلك المحبة التي فُتحت أبوابها بدماء الحبيب، فأختبئ الناموس تحت كرسي الرحمة في تابوت العهد. فلسنا إذًا يا أخوتي تحت الناموس لنسلك بالناموس، بل تحت دعوة المحب لنسلك بالمحبة.
المحبة التي تستر (كما جاءت في الأصل) كل شيء، فهي لا تحاول أن تفضح أخطاء الآخرين بل تغطيها. لا تبوح بأسرارهم بل بالحري تكتمها. لا تعرف النميمة، والإغتياب (ذم الآخرين في غيابهم) تبغضه. لا تبالي بعدد المرات التي أُسيء إليها، ولكنها تحتمل كل شيء. لهذا يعلم بطرس الرسول “لَكِنَّ أَهَمَّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ تُبَادِلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً الْمَحَبَّةَ الشَّدِيدَةَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ إِسَاءَاتٍ كَثِيرَةً.”
عامل الناس ..
فلننظر إلى الله ، الذي قال عنه داود ذات مرة “إِنْ كُنْتَ يَارَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِكَ؟” فنحن جميعا نُخطئ، ولكن الله دائمًا يستر. وهكذا يوجد لدينا رجاء. أليس لزامًا علينا أن نعامل الآخرين كما يعاملنا الله؟! بل دعني أقول كما نحب أن يعاملنا الناس. فكما قلت نحن جميعا نخطئ، ونريد ألا تُفضح أخطائنا. هكذا هم أيضا يبحثون عمن يقبلهم دون أن يكشف ذنوبهم، يبحثون عن محبة تحتمل كل شيء؛ لأن “الْبَغْضَاءُ تُثِيرُ الْخُصُومَاتِ، وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ جَمِيعَ الذُّنُوبِ.”