وكان القدماء يستعملون النيران للقصاص. فكانوا يحرقون المحكوم عليهم بالإعدام (ار 29: 22 و دا 3: 20 و 21). وقد استمرت هذه العادة حتى القرون الوسطى. اما في أفريقيا فاستمرت إلى عصور قريبة. وكانت الشريعة تأمر بحرق الرجل الذي يتزوج من امرأة وأمها (لا 20: 14) وابنة الكاهن التي تزني (لا 21: 9).
ومكان المنذور يحرق شعر رأسه بعد انتهاء نذره (عد 6: 18). وكان الوثنيون يعبدون النار من جلة ما عبدوه من مظاهر الطبيعة ولا تزال عبادة النار معروفة في الهند إلى اليوم كما كانوا يحرقون أبناءهم على النار تقدمة لبعض الآلهة الوثنية (2 مل 16: 3 و 21: 6 و ار 7: 31 و خر 16: 20 و 21) مثلما كانوا يغرقون أبناءهم في النهر للسبب نفسه.
واستعملت النار في الكتاب للتشبيه. فشبهت بها المحبة النقية (نش 8: 6) ولسان الغش (مز 12: 4) وشفتا اللئيم (ام 16: 27) واللسان الذي لم يضبط (يع 3: 5) والفجور (اش 9: 18) وغضب الله (مز 79: 5 و 89: 46 و نا 1: 6) وكلمة الله (ار 23: 29) وذات الله (تث 4: 24 و عب 12: 29).
وقد نهى الناموس عن إشعال النار يوم السبت لأنه يوم الرب (خر 35: 3) وعن إحراق البخور في غير أوقات التقدمات القانونية وبغير الطريق الأصولي وبتقديم نار غريبة (لا 10: 1).
وظهر الله في النار أمام موسى في جبل حوريب (خر 3: 2) وكان الله يسير أمام بني إسرائيل عند خروجهم من مصر في عمود نار في الليل ليضيء لهم (خر 13: 21) ولما قابل الله موسى على جبل سيناء نزل الرب على الجبل بالنار وكان الدخان يتصاعد عاليًا (خر 19: 18). وقد ذكر ذلك داود في نشيده شكرًا لله لأنه أنقذه من أعدائه ومن شاول (2 صم 22: 13). وتكلم عن الله للنبي حزقيال في السبي وهو المسيح الممجد كلهيب نار (رؤ 1: 14) وشاهد النار أمام العرش (رؤ 4: 5).
ووصفت جهنم بالنار الملتهبة "الأكلة الأبدية التي لا تنطفئ وبحيرة النار والكبريت والعذاب" (تث 32: 22 و اش 33: 14 و 66: 24 و مر 9: 44 و يه 7 و رؤ 20: 10).