نو | أمون نو | نوأمون
اسم مصري معناه "مدينة امون". وامون اكبر آلهة مصر، والاله الرئيسي طيلة عهود الدولة الحيثة، الا في عهد الفرعون اخناتون. واليه نسبت امكنة كثيرة. ومنها مدينة نو، التي كانت عاصمة مصر في الدولة الحديثة. وهي في الصعيد (أي في مصر العليا) على نهر النيل، على بعد خمسمئة ميل من مصبه تقريبًا، وهي نفسها مدينة طيبة. وقد لعبت هذه المدينة دورًا لم تلعبه اية مدينة اخرى في تاريخ مصر القديم. وقد اعطاها اهميتها وجعلها فاعدة البىد الفرعون احمس، الذي طارد دولة الهكسوس وحرر مصر واعاد توحيدها ووضع الحجر الاساسي الامبراطورية المصرية التي بنتها الاسرتان الثامنة عشرة والتسعة عشرة. واعتنى خلفاؤه من الفراعنة بهذه المدينة وخصوها بعنايتهم الفائقة وزادوا في روعتها وفخامتها. وكان لها مئة بوابة. وجعلت قاعة الاله امون.
وكان كاهن امون الرجل الثاني في الدولة. واستمرت المدينة في سيطرتها على باقي مدن مصر وفي تزعمها العالم القديم حتى وصل اليها الفاتح الاشوري، آسرحدون، سنة 671 ق.م. وابنه اشور بانيبال، سنة 663 ق.م. الذب فتحها واحتلها كلها (نا 3: 8). ولكن ذلك الفتح لم يقض على طيبة. وظل لها بعض الاهمية (ار 46: 25 و حز 30: 14-16). ولما تزعمت طيبة ثورة مصر العليا على الحكم الروماني القاسي، قبل الميلاد بثلاثين سنة، هاجمتها الجيوش الرومانية الجرارة ودمرت اسوارها وابنيتها، ومنذ ذلك الحين اصبحت طيبة محموعة آثارها خلفتها طيبة القديمة. وهي اليوم من اكبر المواقع الاثرية في مصر، التي يزورها السواح والاثريون والمؤرخون من مختلف انحاء العالم. وفيها بنايات الهياكل والاسوار والاعمدة والبيوت والمسلاَّت والمرافق التي تشكل متحفًا مكشوفًا لاعظم حضارة بشرية في التاريخ. وآثارها الباقية اليوم ترى في الاقصر والكرنك على الجانب الشرقي من النيل وفي القرنة وفي مدينة هابر على الضفة الغربية للنيل ومقابر ملوك طيبة واشرافها في بيان الملوك والدير البحري وغيرها في التلال الواقعة على الجانب الغربي من النيل.