خان يسوع وزفته الكنيسة بالمقلوب وحرمت اسمه

[Mary Naeem]

خان يسوع وزفته الكنيسة بالمقلوب وحرمت اسمه

أصبح اسمًا مكروهًا لا يطيقه مسيحيًا واحدًا في أي بقعة من بقاع العالم، وتطور الأمر حتى خصصت له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يومًا لصب الويلات على رأسه، في عادة على غير عادتها التي تتمثل في المسامحة والغفران.

يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ المسيح الإثني عشر ويسمى أيضا بيهوذا سمعان الإسخريوطي، يُلقب بـ الإسخريوطي بسبب انتماءه لمدينة قريوط أو قريوت تقع في جنوب مملكة يهوذا والتي ذُكرت في العهد القديم بالإنجيل.

و بحسب نصوص الإنجيل، فإن يهوذا الإسخريوطي هو التلميذ الذي خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة وبعد ذلك ندم على فعلته ورد المال لليهود وذهب وقتل نفسه، وبعد قيامة يسوع من الموت اختار الرسول متياس بديلًا عن يهوذا ليكون من جملة الاثني عشر.
الاسم المشؤوم
على الرغم من أن اسم يهوذا باللغة العبرية يعني الحمد، وعلى الرغم أيضًا من أن هناك قديسًا بالكنيسة يحمل نفس الاسم وهو يهوذا تداوس، إلا أن الكنائس المسيحية في كل مكان بالأرض، وخصوصًا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حذرت المسيحيين من تسميه أبناءهم بذلك الاسم لعدم التشبه بيهوذا الخائن الذي باع المسيح، وبناء عليه لا يوجد مسيحي واحد يحمل ذلك الاسم.

وفي نفس الاطار، امتنعت الكنيسة عن تسمية الكنائس او القساوسة او الأساقفة او الشمامسة بذلك الاسم، تحريمًا له بعد فعلته التي قام بها بحق السيد المسيح.
زفة الخائن
لخصت الكنيسة أزمتها الشديدة مع يهوذا في صلاة باكر من خميس العهد، حيث قامت بعمل مشهد تمثيلي لتأنيبه على فعلته، فقامت الكنيسة بوضع قطعة لحنة مُنظمة باللحن الحزين حملت اسم يوداس- تبكيت يهوذا، لتُتلى أثناء دوران الرعاة والشمامسة بالكنيسة بشكل عكسي من اليسار الى اليمين بعكس كافة زفات الكنيسة المعتادة.

اللافت للنظر في الأمر هو أن الشمامسة يقرعون الناقوس بشكل مقلوب الأمر الذي ينتج عنه صوت سئ، كما تقوم الكنيسة بإكمال المشهد بإحضار شماسًا وإلباسه تونية وهي الزي المُخصص للشمامسة ولكن بالمقلوب كما يسير أمامهم بظهره، استحضارًا لصورة يهوذا الخائن.
المسيح: يهوذا شيطان والانجيل: كان سارقًا
تدين الكنيسة ليوحنا أصغر تلاميذ المسيح بمعرفة يهوذا وشخصيته وما قبل اختياره تلميذًا فقد ذكر بعض الإشارات التي تفصح عن شخصيته الشريرة منذ البداية.

فبحسب انجيل يوحنا، وفي مجمع كفر ناحوم، رجع كثيرون من التلاميذ عن يسوع، ثم أكَّد بطرس ولاء التلاميذ له، فأجابهم يسوع: أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟، ويعلق يوحنا قائلًا: قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه وهو واحد من الاثني عشر، مبينًا أن يسوع عرف مسبقًا أن يهوذا كان واحدًا من الذين رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه.

ومع أنه كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات يسوع من الطمع والرياء، واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق، فعندما دهنت المرأة الخاطئة قدمى يسوع بالطيب تساءل: لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه.
الفئة الوحيدة التي تبرئ يهوذا
الغنوسية هي فئة منشقة عن المسيحية لتؤمن ببعض الممارسات اليهودية بجانب المسيحية لتصبح مزيجًا يقف بين الديانتين، ويؤمن الغنوصيين بأن يهوذا برئ من تهمة الخيانة وبأنه إنما قام بفعلته تلك لخدمة سيده المسيح، وتذهب جماعة القاينيين الغنوصية إلى أبعد من ذلك فتبجل شخص يهوذا وتعتبر أن قيامه بتسليم يسوع للموت كان لغاية نبيلة وهي تخليص العالم من الخطيئة، لذك يجب احترام وتقديس يهوذا بل وشكره على مساعدته المسيح، فهوعلم بأن يسوع كان خائفًا مما هو مقدم عليه فخشي أن يتراجع نهائيًاعن فداء البشر لذلك خانه أو سلمه لرؤساء الكهنة لكي لا تعاق عملية الخلاص.