|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشطاء «المصرى الاجتماعى» يروون قصة اختطافهم: الرئيس قال ماحدش هينظلم فى عهدى .. واحنا اتظلمنا قصصهم توجع القلوب وتؤرق الضمائر، لكن البطل فيها هو «المكان» الذى كان فى الأصل أسطبلا للخيل بمنطقة باب الخلق وتحول بعدها إلى «سجن الاستئناف».. هناك قضى نشطاء الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الثلاثة فترة الحبس الاحتياطى، بعد أن وجهت لهم النيابة العسكرية تهمة الاعتداء على اللواء حمدى بدين، وإتلاف سور منشأة عسكرية، وهناك أيضا، فى زنزانة (11/4)، قابلوا معتقلين آخرين قيد الحبس الاحتياطى، منذ أيام حظر التجوال و«محمد محمود» و«العباسية»، لم يسمع عنهم أحد شيئا، ويتم التجديد لبعضهم منذ أكثر من 18 شهرا!! «التحرير» انفردت بأول حوار مع إسلام أمين ومحمد مسعود وكريم العنانى، نشطاء الحزب، فور إخلاء سبيلهم من (س28) ، وهم لا يزالون بملابس الحجز، واستمعت إلى قصتهم كاملة منذ انتهاء وقفة التوعية بالدستور التى شاركوا فيها أمام مسجد رابعة العدوية فى مدينة نصر الخميس الماضى، مرورًا باختطافهم -كما أكدوا- من قِبل إدارة التحريات العسكرية، والتحقيق معهم فى (س28) دون السماح لهم بإخبار ذويهم عن مكانهم أو وجود محامٍ عنهم، حتى وصلوا إلى ما وصفوه بـ«جحيم» سجن الاستئناف لقضاء فترة الحبس الاحتياطى قبل 48 ساعة من انتهائها بالمخالفة الصريحة للوائح السجون، وإليكم نص الحوار: ■ «التحرير»: كيف انتهت بكم وقفة التوعية بالدستور إلى (س28)؟ - محمد مسعود: كانت وقفة صامتة أمام مسجد رابعة العدوية، قمنا فيها بتوعية الناس بحقوقهم فى الدستور، انتهت الساعة التاسعة وتفرقنا بعدها، وذهبت أنا وكريم وإسلام لنستقل سيارة كريم المركونة فى شارع الطيران، وفى الطريق هاجمنا نحو 20 شخصًا بملابس مدنية، واعتدوا علينا بالضرب والإهانات والسب بالأهل والدين، ثم أجبرونا على ركوب سيارات جيب، وعصبوا أعيننا بخرقة قذرة حتى لا نرى الطريق، حتى وصلنا إلى مكان قام فيه ضابط باستجوابنا دون تحقيق، وسألنى «شتمت ليه اللواء حمدى بدين؟»، فنفيت ذلك وفعلوا نفس الأمر مع إسلام وكريم وكنا حتى ذلك الوقت لا نعرف ما التهم الموجهة إلينا ولماذا قبض علينا؟ بعدها نقلونا إلى (س28)، واكتشفنا بعد ذلك أننا كنا فى إدارة الشرطة العسكرية فى الخليفة المأمون، وبالصدفة القدرية كان زملاؤنا يبحثون عنا وذهبوا إلى قسم مدينة نصر وبعدها إلى (س28) فشاهدونا فى أثناء ترحيلنا، ولولا ذلك لم يكن أحد سيعرف مكان وجودنا لعدة أيام بعد رفض الشرطة العسكرية السماح لنا بإجراء أى مكالمة هاتفية لطمأنة ذوينا. ■ «التحرير»: ماذا كان رد فعلكم على التهم التى وجهت إليكم خلال التحقيق فى (س28)؟ - إسلام أمين: أنكرنا تمامًا هذه التهم الملفقة، وروينا ما حدث وتطابقت أقوالنا فى التحقيق، وقدمت هيئة الدفاع عنا بعد ذلك شهودًا وصورًا تؤكد مشاركتنا فى وقفة الدستور، ولم تقدم النيابة أى دليل مادى على اتهاماتها سوى أقوال الضابط الذى قبض علينا، ورغم ذلك أمرت بحبسنا أربعة أيام، ومن المفارقات أننا حتى الآن لا نعرف أين يقع منزل اللواء حمدى بدين الذى اتهمنا بالاعتداء عليه! والحقيقة أن الشرطة العسكرية هى التى اعتدت علينا بالسب والضرب أيضا، وما حدث معنا بعيد عن عمل المؤسسات، فهو أشبه بالخطف، خصوصا التعتيم وأسلوب العصابات فى نقلنا من مكان إلى آخر وعدم السماح لنا بطمأنة ذوينا بأننا على قيد الحياة، وهى أبسط حقوق أى معتقل. ■ «التحرير»: ماذا حدث معكم بعد قرار المحقق العسكرى؟ - كريم الكنانى: احتُجزنا فى قبو تحت الأرض فى (س28) لمدة 24 ساعة، وكان معنا ثلاثة آخرون احتجزوا فى قضايا «مدنى- عسكرى»، أحدهم شاب لم يتجاوز الـ18 سنة اتهم بالاعتداء على عسكرى، وحسب روايته لنا كان يحاول فض الاشتباك فى مشاجرة فتم القبض عليه، وبعدها تقرر ترحيلنا إلى سجن الاستئناف، وفى أثناء خروجنا من (س28) سمعنا الضابط الذى قبض علينا يتحدث فى الهاتف ويقول: «والله يا فندم ماعملوش حاجة، والله يا فندم مافيش أى حاجة». - يضيف محمد مسعود: وإحنا خارجين من (س28) رأيت والدتى تسقط على الأرض فهى أجرت جراحة قلب مفتوح منذ فترة قليلة، وطلبتُ هاتفًا كى أطمئن فقط عليها فكان الرد «ممنوع»! ■ «التحرير»: فيمَ كنتم تفكرون وأنتم فى هذه الظروف القاسية؟ - إسلام: كنا نفكر أن من كرم ربنا أننا قاطنون فى «الرحاب» ومدينة نصر، ومعروفون وسط أصدقائنا، والحزب يقف وراءنا، وتساءلنا ماذا لو كنّا فى أسيوط أو بنى سويف أو ليس لدينا أحد يقف وراءنا، ودعونا فى عز الكرب «يا رب نكون سببًا فى تذكير الناس إن فيه 12 ألف معتقل تم التعامل معهم بنفس الطريقة، وربما أسوأ، أهم منا لأنه ربما لا يعرفهم أحد أو يضغط أحد من أجل خروجهم». ■ «التحرير»: نصل من هنا إلى سجن الاستئناف.. كيف تم استقبالكم بالمخالفة للوائح الاستقبال فى السجون؟ - محمد مسعود: رغم أن فترة الحبس الاحتياطى بقى منها 48 ساعة، وهو ما يمنع إدارة السجن من استقبالنا، فإنه لم يتم التعامل معنا فى أى لحظة وفقًا للقانون، فالخصم هو قائد الشرطة العسكرية، والحَكَم هو النيابة العسكرية، وقبل دخولنا إلى سجن الاستئناف نصحنا أحد الضباط قائلا «ألغوا كرامتكم هنا علشان تعرفوا تعيشوا، واستقبلنا بحفلة التشريفة المعتادة، ضرب فى كل مكان يوجع ولا يترك أثرًا، ووقفنا ووجهُنا موجه إلى السور، ومن يلتفت أو يمسح عرقه يضرب بالهراوات، لحين الانتهاء من تسلم أشيائنا وملابسنا ووقفنا بعدها لفترة حافين على الأسفلت الملتهب حتى سلمونا سترة السجن الخيش ووصلنا إلى عنبر (11/4). ■ «التحرير»: كيف كانت التسهيلات داخل العنبر؟ - محمد مسعود: الحياة داخل العنبر جحيم مستعر، فالعدد هائل رغم ضيق المساحة، مما يجعل المحتجزين يلتصقون بشباك العنبر لاستقبال أى نسمة هواء تدخل حين يفتح الباب بـ«إيراد» جديد، أى محتجزين جدد كما يسمونهم، والرطوبة تكاد تأكل كتل اللحم التى تعيش بالداخل، وبالطبع لا توجد أَسرة والنوم على بطانية خشنة فى مساحة لا تتجاوز الأشبار بعد دفع ثمنها لـ«نوبطجى» العنبر خرطوشة سجاير، يوجد حمامان فى زوايا العنبر لكن لا تأتى إليهما المياه إلا ساعة واحدة فى اليوم، ويمكن تخيل كمية المشاجرات والصراعات التى تحدث وقتها للوصول إلى المياه والشرب، أما عن الطعام فهو يقتصر على ما تأتى به الزيارات، لأن الطعام الذى تقدمه إدارة السجن ويسمى «الجراية» عبارة عن خبز معطن تعفى الخرفان أن تأكله. ■ «التحرير»: هل وجدتم معتقلين عسكريين غيركم داخل العنبر؟ - إسلام أمين: كان هناك ما يزيد على 100 محتجز معنا فى العنبر، خليط من متهمين فى قضايا جنائية، قتل ومخدرات، وآخرون معتقلون منذ أيام حظر التجوال و«محمد محمود» و«العباسية»، وآخرون لم يسمع عنهم أحد شيئا، اعتقلتهم الشرطة العسكرية فى قضايا أغلبها مشاجرات بين عسكرى ومدنى، يتم التجديد لهم بشكل مستمر، 15 يومًا أو 45 يومًا، وأحيانا يصل التأجيل إلى ثلاثة أشهر، وبعضهم قيد الحبس الاحتياطى منذ ثلاثة أشهر وصولا إلى 18 شهرًا، والهدف من هذه التأجيلات الملعونة هو كسر شوكتهم. ■ «التحرير»: هل لديكم تفاصيل أكثر عن قصص هؤلاء الأشخاص؟ - محمد مسعود: لم يكن هناك ما نفعله غير تبادل القصص، وقابلنا بالداخل أكثر من شخص قُبض عليه بمعرفة رائد الشرطة العسكرية الذى اختطفنا، وبعضهم قضى فى فترة الحبس الاحتياطى أكثر من مدة الحكم، فهناك شخص قابلناه ظلت قضيته تتأجل لـ17 شهرًا ثم قضت المحكمة بحبسه لمدة عام، يعنى له 8 أشهر عند الجيش! وآخر محامٍ يتم التأجيل له منذ 9 أشهر، وفى آخر جلسة له تم التأجيل لشهر ونصف الشهر، لأن القاضى أخذ إجازة مصيف!! وثالث تقرر خروجه بكفالة، وكان يُقبِّل أيدى العساكر والضباط حتى يسمحوا له بالاتصال بأحد ذويه ليدفعوا له الكفالة! ■ «التحرير»: ماذا كانت تهمتهم فى الغالب؟ - مسعود: أغلب المحَاكَمين عسكريًّا هناك بسبب مشاجرة مع عسكرى أو ضابط جيش أو الجيش ألقى القبض عليهم خطأ، وهناك آخرون قُبض عليهم وقت حظر التجوال -وحسب روايتهم- كانوا يشاركون فى اللجان الشعبية حين قبضت عليهم الشرطة العسكرية، وحمّلونا أمانة ونحن معهم داخل السجن أن نروى قصصهم حين نخرج، حتى يلتفت إليهم أحد، فقانون الطوارئ لم يُلغ، والضبطية القضائية ما زالت مستمرة، ومن يُقبض عليه تُنفذ عليه العقوبة مسبقًا قبل حتى أن يمثُل للتحقيق، فالمتهم مدان حتى يُثبت براءته. - كريم مقاطعا: ماحدش بعد كده يقول إن الجيش حمى الثورة، إحنا اللى حامينا الثورة، والمجلس العسكرى كان بيحمى مصالحه، مش بيحمى البلد. - إسلام ملتقطًا خيط الحديث: نحن الشباب الطاهر الذى تحدثوا عنه، والذى شارك فى كل أحداث الثورة وكل الاعتصامات واتسحل وما زال يعتقل حتى الآن، وما حدث لن يردعنا وسنظل نوعى الناس بحقوقهم ونقول لا للمحاكمات العسكرية. ■ «التحرير»: هل كان لمؤسسة الرئاسة دور فى الإفراج عنكم؟ - إسلام: المسيرات الشعبية والضغط الإعلامى هى التى أسهمت فى خروجنا، ولذلك أدعو من لديهم معتقلين أن الضغط الشعبى والإعلامى سيجعل ظروفهم تتحسن داخل السجن حتى لو لم يتم الإفراج عنهم كما حدث معنا، فبعد التوصيات الجبارة نقلنا إلى زنزانة أكثر آدمية بها مياه وعدد أقل من المحتجزين، وعن الرئيس محمد مرسى فهو لم يتدخل بأى شكل من الأشكال، وأحب أن ألفت إلى أن المعتقلين هناك كان لديهم أمل عظيم فى الخروج عند تولى الدكتور مرسى الرئاسة، وكانوا يسألوننا، لماذا لم يفعل شيئا للإفراج عنهم حتى الآن، وأقول له يا سيادة الرئيس أنت مدين بكرسيك، والإخوان مدينون بكراسيهم للشعب الذى تعرض للظلم منذ 25 يناير وحتى الآن، وأول إجراء كان مفترضا أن تتخذه هو الإفراج العاجل عن معتقلى الثورة والمحَاكَمين عسكريا أو على الأقل إحالتهم فورًا إلى القضاء المدنى، وأقول له أيضا إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة. ■ «التحرير»: ألا تضعون أملا على اللجنة التى شُكِّلت لبحث حالات معتقلى الثورة؟ - كريم: هذه اللجنة مقتصرة فقط على بحث حالات معتَقَلى أيام الثورة الأولى، ولن تبحث حالات معتقلى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والمحَاكَمين عسكريًّا حتى الآن، فى أول خطاب للدكتور مرسى قال: «ماحدش هيتظلم فى عهدى.. وإحنا اتظلمنا وغيرنا هيتظلم، وقال إنه هيفرج عن المعتقلين ونطالبه بتنفيذ وعوده». ■ «التحرير»: ما خطواتكم المقبلة؟ - إسلام: من اليوم قضية المحاكمات العسكرية أصبحت شغلنا الشاغل وسنتخذ كل السبل القانونية لمساعدة المعتقلين على الخروج، ونطالب وزارة الداخلية بتحسين ظروف المعتقلين داخل السجون وتيسير الزيارات لهم، لأن الزيارة هى حلم كل مسجون ليرى الشمس ويستنشق الهواء النقى، وتحسين سيارات الترحيلات التى يحتجز بداخلها العشرات دون وجود منافذ كافية للتهوية، وهو ما يسبب كثيرا من حالات الإغماء وضيق التنفس، كما حدث فى أثناء ترحيلنا، فعلى الأقل يمكنهم أن يزودوا عدد الشفاطات فى سيارة الترحيلات، فلو بداخلها خرفان سيخافون أكثر على نفوقها، وما حدث وما شهدناه فى هذه الأيام لم يجعلنا نخاف من مصر، كلنا خائفون فيها فنحن لا نضمن أن نخطف مرة ثانية كما خُطفنا فى المرة الأولى. - محمد مسعود: نشكر كل من تضامن معنا من أعضاء الحزب، خصوصا أمانة شرق القاهرة والصحافة الشريفة والمحامين، وعلى رأسهم الدكتور أيمن نور، وخالد على، وإسلام هاشم، وطارق العوضى، وطالبنا الرئيس بأن يخرج كل المعتقلين ليفطروا أول أيام رمضان مع ذويهم ونفكر فى عمل إفطار جماعى فى التحرير لكل أهالى المعتقلين. التحرير |
|