جبل المقطم مناقشة تاريخية

[Mary Naeem]

جبل المقطم مناقشة تاريخية

أولا : يزعم الاحبة الارثوذكس أن هذه الخرافة حصلت زمان الخليفة العبيدي المعز لدين الله الفاطمي ، والمعز توفي سنة 976ميلادية و365 هجرية بحسب التاريخ الاسلامي، بينما يزعم هؤلاء أن هذه الخرافة حصلت سنة 979ميلادية و368 هجرية بنص كتبهم الارثوذكسية، أي بعد وفاة المعز بثلاث سنين ! .

ثانيا : يزعم الاحبة الارثوذكس ايضا أن هذه الخرافة حصلت زمان البابا إبرام بن زرعة السرياني ، وفي نصوص كتبهم أن هذا البابا توفي سنة 970 ميلادية ، بينما يزعمون أن هذه الأكذوبة حصلت يوم 27 نوفمبر سنة 979 ، أي بعد وفاة هذا البابا بتسع سنوات !
وهم لا يختلفون في أن هذه الأكذوبة حصلت زمان المعز وزمان البابا إبرام .
فهذا الاختلاف في التواريخ يثبت صريح كذبهم وخداعهم .

ثالثا : كثير من المسيحين لا يصدق هذه الأكذوبة ، ولذلك لم تذكر في كثير من كتبهم التاريخية ، وهذا كتاب " تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية " وهو من أشهر الكتب التي تؤرخ للكنيسة القبطية الكاثوليكية ، لم يذكر فيها هذا الخبر المكذوب ، كما أن المؤرخين الأوربيين لم يذكروها في كتبهم ، وما ذلك إلا لظهور افتضاحها واختلاقها .

رابعا : لو كانت هذه الحادثة حصلت فعلا ، وكان المعز العبيدي تنصر ومن معه ممن رأى هذه الأكذوبة كما يدعون ، لكان هذا مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ، وإنما انفرد بذكرها من لا يعرف عنه إلا الكذب والاختلاق من هؤلاء الارثوذكس لانها اكذوبة تخدم الارثوذكسية كطائفة ولا تخدم خلاص النفوس.

خامسا : المعروف تاريخيا أن المسيحين ذاقوا الهوان في زمن الخلافة العبيدية ، وخاصة زمن الحاكم بأمر الله ، الذي سامهم سوء العذاب ، وزاد على الشروط العمرية تنكيلا بهم وخرب كنيسة القمامة وهي من أشهر كنائسهم ، وأباح للعامة ما فيها من الأموال والأمتعة وغير ذلك . انظر : " البداية والنهاية " (11/390) .

فلو كان ما يزعمون حقا لأذعن لهم الناس ولما اضطهدهم الحاكم وهو حفيد المعز لدين الله .

سادسا : ذكر هؤلاء الارثوذكس أن حدوث هذه ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺔ ﺃﺩﻯ إلى تسمية ﺠﺒﻝ ﺍﻟﻤﻘﻁﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍلاﺴﻡ ، ﻷﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﻁﻡ : ‫ﺍﻟﻤﻘﻁﻊ ، وهذا مشهور عندهم ، وهذا من الباطل الذي لا شك فيه ، وهو مما يدل بالقطع على كذبهم ؛ فاسم هذا الجبل معروف قبل ذلك التاريخ بسنين طويلة ، وقد ذكره باسمه هذا غير واحد من السابقين ، منهم عبد الله بن لهيعة عالم أهل مصر المتوفى سنة 791 ميلادية و174 هجرية ، ومنهم محمد بن سعد صاحب " الطبقات الكبرى " المتوفى سنة 845 ميلادية و230 هجرية ، ومنهم الجاحظ المتوفى سنة 869 ميلادية و255 هجرية ، ومنهم أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب " الأغاني " المتوفى سنة 967 ميلادية و356هجرية .

سابعا: لم يثبت علماء الجولوجيا الحديثين ان جبل المقطم نقل من مكانة والا لاصبحت ضجة في العالم اجمع، ولكن كل شئ يؤكد وجوده في مكانة منذ الاف السنين.

والخلاصة : أن هذه الأكذوبة قد انفرد بذكرها هؤلاء القادة الاكليروس الارثوذكس الذين لا يتورعون عن الكذب لسببين رئيسين: النهوض فوق اكتاف الشعب المسكين الذين ليس لديهم معرفة كتابية وللتحكم فيهم ولإثبات عقيدتهم الهاشة التي لا تمت للمسيحية في شئ بل تمت اكثر للوثنية مما فيها من تبرك من الجثث والجماجم والصور والتماثيل والاعتراف بللخطايا للبشر، وعقيدة مناجاة ارواح الموتى التي تبنوها من وثنية الفراعنة، وتألية المادة...الخ

واخيراً نقول، اذا كانت المردات الاصطانبة نقلت الجبل فلماذا لا يسترجعوا الجبل ثانية بنفس المردات الاصطانبة لاثبات نقلة المرة الاولى؟

انا لا اهاجم ولا اعترض بل استفسار ودراسة معنا