انت شايفنى مين

[walaa farouk]

واحد راح جنينة الحيوانات مع حفيده الصُغَيَّر. وفجأة لقاه إتفتح في العياط. فالتفت الجد علشان يشوف حفيده بيبكي ليه، لقى نِسر محبوس في قفص. ولإن حفيده الصُغَيَّر ده بيحب الطيور جداً، شعر بحزن رهيب إزاي الطائر العظيم ده، اللي مخلوق علشان يُحَلِّق في أعلى سما، يكون مُحدَّد الإقامة في السجن ده.
كتير مننا عاملين زي النسر ده. مخلوقين للطيران لكننا محبوسين جوة جُدران وقضبان. عمرنا ما دوَّرنا ولا فكرنا أو عشنا هويتنا اللي اتخلقنا علشان نعيشها. النسر المحبوس رغم قوته وقدرته، إنسان قِدِّر يُحد حريته ويمحي معالم شخصيته، بس الإنسان ينفع مايعيشّ تعبان وغلبان لإنه مصيره في إيد الكبير اللي بيدي حرية، مش السَجَّان. اللي بعد ما بتلف وتدور وإنت شاعر إنك مش لاقي نفسك وحيران، ينفع تجيله وتشكي له فيبص لك بنظرة آسرة ويقولك إنت ماتخلقتش تكون كده. إنت مش دي هويتك وعلشان كده تعبان.
الرب يسوع عمل كده مع ناس كتير. بَصّ لبطرس وقاله إنت اسمك "سمعان" وعايش صياد سمك. بس أنا شايفك "بطرس"، الصخرة، صياد الناس واللي هابني عليه كنيستي. (متى ١٨:١٦).
زكا كان عشار، إيده ماسكة ونصَّاب قاسي، بس من نظرة في عين يسوع كأنه شاف هو مخلوق يكون مين. شاف هويته الحقيقة الأمينة الكريمة والنظرة دي شقلبت حياته. قصدي عدلتها ورجعتها لأصلها. أصله ب"يرد نفسي". (مزمور ٣:٢٣).
المرأة الزانية جابوها ورموها علشان يرجموها. ماكانتش قادرة ترفع رأسها من الخوف والخجل وهي مصدَّقة زِناها، بس الرب يسوع كان شايف حاجة أعمق بكتير من اللي الناس شايفاه. شاف إنسانة غلبانة مرمتطها الخطية وهي أصلاً مخلوقة نظيفة ونقية. بَصّ لها وقالها روحي ارجعي لأصلك. لهويتك الحقيقية اللي أنا خالقك تكونيها. الكتاب مش قايل حصل إيه بعدها، لكن اعتقد إننا نِقدر نتوقع حياتها كمِّلت إزاي.
وماحدش ما يعرفش قصة بولس الرسول اللي كان شاول مضطهد الكنيسة اللي كان بيجرجر الناس ويعذبها ويمحيها واللي بعد مقابلة مع يسوع رجَّعله هويته الحقيقة: بولس اللي هو بدوره إتعذب وإترجم علشان اسم يسوع واللي كتب رسايل خارقة بالروح القدس أرست أُسس للحياة المسيحية الحقيقة.
لو لاقي نفسك محبوس ومسجون ومخنوق جوة شخصية مش مرتاح فيها، بص في عينين الرب يسوع وقوله "إنت شايفني مين؟ أنا عايز أكون اللي إنت خالقني علشان أكونه". وساعتها حياتك هتتشقلب. قصدي هتتعدل. إنتوا عارفين إن الخروف لو اتقلب على ظهره ما يعرفش يِعدِل نفسه؟ لازم الراعي ييجي يِعدله ياإما يفضّل يفلفص لحد ما يموت. دَاوُدَ الراعي كان عارفها وقالها في مزمور ٢٣: "يرد نفسي".
“لِأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ لِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ٱللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”
(أفسس ١٠:٢).

[Mary Naeem]

“لِأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي ظ±لْمَسِيحِ يَسُوعَ لِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ظ±للهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”
.

آمين يا رب

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى مرمر