لأي جهة كانت تتجسس الراقصة كيتي؟
ظل اسم الراقصة كيتي، مثارًا للجدل في وقت كانت علاقات الفنانين ذوي الأصول اليهودية تشهد توترًا مع الدولة المصرية في ستينيات القرن الماضي، إبان العداء التاريخ مع الكيان الصهيوني.
فالراقصة كيتي المولودة في مثل هذا اليوم من عام 1927 بمدينة الإسكندرية، من عائلة يونانية، قيل أنها هربت من مصر على إثر اتهامها بالجاسوسية لصالح إسرائيل، خاصة بعدما نُشر في المجلات أن زميلها وصديقها الفنان اللبناني إلياس مؤدب أُحيل للتحقيق من قِبل الجهات الأمنية المصرية، وأُفرج عنه بعد فترة، ثم عاد إلى بيروت.
إلياس مؤدب
وحسبما يقول المؤرخ الفني وجيه ندى، في مقال نُشر له في «دنيا الوطن»، أن كيتي هاجرت سرًا في توقيت التحقيق مع مؤدب، مغادرة إلى باريس، ولم تعد إلى مصر حتى وفاتها، واختلف ندي مع الأقاويل التي تقول إنها كانت على علاقة بالجاسوس المصري رأفت الهجان، وإن كان حدث فذلك لصالحها، وينفي تهمة التعاون مع إسرائيل كما روج البعض، على حد قوله.
وأشار ندى إلى أن مذكرت الهجان لم يرِد فيها اسم كيتي، وأن الراقصة المذكورة في مذكراته اسمها «بيتي»، مؤكدًا أنها كانت تحب مصر التي ولدت بها، وشهد لها زملائها في الوسط بالكفاءة على الجانبين المهني والإنساني، مثل شهادة الفنان إسماعيل ياسين، الذي وصفها بأنها فنانة مختلفة، أجادت في العديد من الأفلام الاستعراضية، وتُضفي جوًا جميلًا على على أي عمل تشترك به.
حاول المؤرخ الموسيقي أن يُعيد يوازن الأمور بشكل عقلاني، حول سبب رحيلها المفاجئ عن مصر، فيقول: «ما أثير منذ الخمسينيات، أن الراقصة كيتي وبعد قرار وزير القوى العاملة بطرد فلول الراقصات الأجنبيات، وإفساح المجال أمام الصنف المحلي، وتشجيع هز الوسط الوطني، غضبت كيتي وسافرت، لكن لم تستسلم، وتحدثت مع وزير خارجية بلادها (دومينيك دوفيلبان)، وقالت إنها تمثل نموذجًا للعلاقات الإنسانية والفنية بين مصر وفرنسا، وأنها تخشى أن تصاب هذه العلاقة الطيبة، لأن قرار الوزير المصري تسبب في طرد عشرات الروسيات والعربيات والتركيات، ولم يستجب وزير الخارجية لرغبتها في العودة».
قدمت كيتي للسينما المصرية 65 فيلمًا، واشتهرت في أغلبها بالتعاون مع الكوميديان الكبير إسماعيل ياسين، كما في «عفريتة إسماعيل ياسين، وأبو عيون جريئة، وإسماعيل ياسين في متحف الشمع، والعقل والمال»، وتوفيت في الخامس من يناير لعام 1980.