منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 07 - 2012, 07:58 AM   رقم المشاركة : ( 21 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الثالثة

«إن وجدتُ في سدوم عشرة أبرار فإني أصفح
عن المكان كله من أجلهم» (تك18: 26و32)

ألا ينظر الرب إلى العالم لأجل صدّيقيه بسبب وجود الأشرار؟ وهل يترك أماكنه بسبب أحبائه الذين يسكنون فيها لأنهم مختلطين بالأعداء؟ ومَنْ هم الأكثر عددًا الساكنون في الأرض كلها أم الذين في الأديرة؟ يجب أن يُقال إن العالم ينجو بسبب الأماكن المقدسة!
عندما تكون حبة الخردل في جرابها ينجو الجراب بسبب حبة الخردل، بمعنى أن يسوع يمهل ديرًا بسبب الذين يخافون الله فيه. الويل لذلك الجراب يوم أن تؤخذ منه حبة الخردل، وأيضًا الويل للعالم يوم تؤخذ منه البذور ...


ولكن أي رياء أعظم من هذا، أن يرغب دير في سكنى أناس معروفة أعمالهم الشريرة بدلاً من أن يجعل يسوع يسكن فيه؟! إلى مَنْ تلتجئ أو مَنْ ذا الذي يخلّصك؟ مَنْ هو الذي يثبّتك أيها الدير إن لم يكن الرب ساكنًا فيك؟ مثل (الكنيسة) التي يُقال عنها: "الرب في وسطها فلن تتزعزع". في أي الأمور لا تتزعزع؟ إنها لن تتزعزع في معرفة الله وتتجه نحو عدم التقوى كقوم لا يعرفون الكتب.

يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:00 AM   رقم المشاركة : ( 22 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الرابعة
«كونوا قديسين لأني أنا قدوس» (1بط1: 16)

أتكلم عن الذي يعرف المسيح الكرمة الحقيقية والذي لا يعرفه. هل يضع الإنسان يده على المحراث وهو لا يعرف مثَل الذي نظر إلى الوراء بعد أن وضع يده؟ هل يحرث الإنسان أرضًا إذا كان متجهًا إلى الوراء؟

وهل يجني شيئًا آخر سوى خسارة زرعه كله؟ لأن الإنسان الذي جعل نفسه عبدًا لله ثم ارتدّ قلبه إلى الخلف بدلاً من أن يتجه إلى الله، حيث إن السيد يعلِّمنا كيف نحرث، أو إن كنتُ أضع يدي على محراث أو على مقبض محراث، فماذا يعني ذلك؟ ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لكي يكون حرثه مستقيمًا. أول شيء يلزم أن يفعله الإنسان هو ألاّ يجعل أعضاء المسيح أعضاء زانية، لأن هذا هو الغضب العظيم، وبعد ذلك كل الفضائل الأخرى.


لا عجب إذا وجد رجلٌ أبرص أن أولاده مرضى بالبرص، فإن كل واحد يقول إن ما كان في أبيهم صار إليهم. أتكلم عن الأشرار الذين غطاهم برص أبيهم بقشوره، ولماذا لا يُرغم بنو الله أنفسهم، بما أنهم ليسوا برصًا، على تحصيل ما في أبيهم ليكون فيهم، ليكونوا أطهارًا كما هو طاهر؟ لم يُقل لأحد: قلّد الشيطان، ولكن كثيرون هم الذين يقلّدونه وأعمالهم تشهد بذلك، بينما صوت الرب يملأ الأرض كلها: «كونوا قديسين لأني أنا قدوس» (1بط1: 16).


كما أن الزواج لأجل إنجاب الأولاد أمرٌ جميلٌ وجميلٌ أيضًا النسل؛ هكذا يكون جميلاً الأكل والشرب بغير جشع والنوم بدون كسل. محبوبٌ هو الإنسان الذي يشبع من خيراتك. إن كان شغفك بأعمالك الصالحة يجذب في أغلب الأوقات الرجل الغيور إذ تعبد وتبارك أثناء الليل؛ إلاّ أنه ملعونٌ ذلك الرجل الذي لا تدع أعماله الرديئة البعض آمنًا بسبب مظالمه.


يتبع

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:01 AM   رقم المشاركة : ( 23 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



العظة الخامسة
«الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» (رو3: 23)

العالم كله أضحى رديئًا، والأرض كلها صارت تحت الخطية، والزوان نما، والزرع الصالح ليس فيه إلاّ التبن. وبسبب كون الأرض المأهولة سلّمت قلبها للخطية بكل قوتها لم يصبح القمح وحده هو الرديء، بل إن الكثير من الحبوب أيضًا دفعها الريح مع التبن، وبعضها جفّ قبل أن تظهر فيه البذور أو تبتدئ في الخصب.


يا لخسارة زمان حياتنا! لقد تقاعسنا عن الأعمال الصالحة. إننا نتفرق في أماكن العمل، ولكن كثيرين سوف يخزون حينما يأتي رب الحقل يسوع! مَنْ افتقر من المسيح غير الذين فعلوا الشرور؟ إن الأمم التي لا تعرفك يا رب تصير حقًا مثل الشوك المعدّ للحريق، والذين لُعنوا في أماكن السُكنى يكونون مثل شوكة مطروحة في الحقل، أُعدّوا للحريق في فمهم وفي أثوابهم وأينما وُجدوا. إننا في الحقيقة قد ابتعدنا عنك يا رب بشرورنا العديدة لأننا أخطأنا على مرأى منك لا على مرأى من البشر، وقد صارت الخطيئة معنا جسدًا واحدًا.


لكننا بالحقيقة لو نهضنا واقفين في مقادسك لَغمرْنا العالم بالصلاح والخيرات، خصوصًا إذا تناول كل واحد منا الأسرار مختبرًا ذاته، حينئذ لا يدركنا شيء البتة. وإذا أدركت المصائب الأرض أيضًا فإن ذلك يكون بسببنا، لأننا لو عملنا ما يريده الله لارتدّ عن غضبه، وذلك حينما يتّقد سخطه مثل النار ويتضاعف عندما يمحو كفر الناس المعطلين. وكيف يلطِّف الله من سخط غضبه؟ إننا إذا لم نحاكم أنفسنا بهذه الأقوال وإذا لم نعمل بها فإنها تكون دينونةً لنا لا تعزية.


الويل لنا لأنه منحنا إحساناته فعصيناه! إننا عصاة في نظر مَنْ تنتسب إليه الأرض كلها مع سكانها، في نظر يسوع المسيح. إن العالم لم يعرف المسيح، فقد عرف العالم ذاك الغريب عنه ولم يعرف خالقه. لقد عصى الإنسان على الذي خلقه وخلق العالم وكل ما فيه. لقد قال الرب: «خرافي تسمع صوتي» (يو10: 27)، فإننا نحن الذين حرمنا أنفسنا منه. وما هي خرافه إلاّ أولاده؟! ومن هو الغريب سوى إبليس؟


فيلزمنا أن نتبع كلنا صوت المسيح ونرفض الإصغاء إلى صوت المهلك اللص حتى لا نسمع ما يخاطب الرب به الناس: «لا أعرفكم من أين أنتم، تباعدوا عني» (لو13: 27)، هؤلاء الذين كانوا مساكن للشيطان، لأنهم تغافلوا عما يجب أن يفعلوه، لأنهم لم يناولوه لكي يأكل ويشرب، لأنهم لم يتقدموا إليه بزيت .. أما نحن الذين ننطق باسم الله، فإن كانت فظائعنا مختفية عن الناس فإنها مكشوفة لله.


يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:01 AM   رقم المشاركة : ( 24 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة السادسة
«الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبةً لخلاص بلا ندامة» (2كو7: 10)

بيوت الله ليست أماكن للضحك أو كلام الوقاحة وعدم الوقار والنميمة والقلاقل والشكاوى. إن الذين يحزنون بحسب الله فإن الله يرفع عنهم حزنهم، أما الذين لا يحزنون بحسب الله فإن الله يسلّمهم للحزن

كما هو مكتوب: «أعطهم يا الله سببًا للحزن» (انظر مز28: 4)،



كما قال أيضًا إن هؤلاء ليسوا حزانى، علامَ؟ على النفاق الذي يصنعونه في الأرض كلها. كثيرون هم الذين يحزنون حسب العالم على ما هو لهم كل واحد بطريقته، وقليلون هم الذين يحزنون من أجل أمور المسيح! فإن عرفنا أن الله من أجل معصية واحدة لم يترك الإنسان الأول يمكث في الفردوس، فكيف ندخل إليه ونحن نرتكب هذه الشرور كلها؟!




يتبع


  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:02 AM   رقم المشاركة : ( 25 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة السابعة
«اعزلوا الخبيث من بينكم» (1كو5: 13)

لقد ضل كثيرون بسبب كلمات لم يفهموها مثل «لا تدينوا فلا تُدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يُقضَى عليكم» (لو6: 37)، أو لماذا تدين أخاك؟ إذا كان الشيطان أحيانًا يتخذ شكل إنسان رحيم يتملق الإخوة الذين يبكّتون الذين يفعلون الشر،


وإن كان هو أحيانًا يتحول إلى ملاك الله ويهدّد الذين يهتمون بطرد الأشرار من أماكنه؛ فالويل لشعب يجتهد رؤساؤه في عمل آخر ولا يمتحنون الأرواح، أعني الذين يخدعونكم بكلامهم عن الآباء النجسين ويناصرونهم قائلين إنه لا ينبغي أن نقلع جذورهم ونقتلعهم من الحدائق. ولنفرض أن الذي يكلمك ملاكٌ، فهل هو يعلّمك أكثر من الله؟ فيجب أن يُقصي النجسين والعصاة من هذه الأماكن، لأنهم لو كانوا قد أطاعوا لما قُبض عليهم في الفخ كما يفعل الصيادون.


أليس الذين بالدير كلهم في الأصل أحرارٌ؟ وإن كان فيه خمسة لصوص، ولا أقول عشرة، ألا يقولون إن البعض يمثل الكل؟ لأنه هل يطرد اللصوص غيرهم من اللصوص؟ وهل يجعل النجسون غيرهم من النجسين غرباء عنهم؟ وهل الشيطان يطرد شيطانًا من الأماكن المقدسة؟ وهل يُطارد الشياطين إنسانًا شريرًا؟ ولكن إذا طُرد عدو المسيح ومن يشبهه في شروره من هذه الأماكن المقدسة، فإن كلمة الحق بالحري ترذله قائلةً: وماذا كنتَ تفعل بينهم؟


وإنني أقول: إذا طرد إنسان بعض الناس من هذه الأديرة بدافع شخصي حتى ولو كانوا لم يتركوا شيئًا من الشر إلاّ واقترفوه، فإن الله يُلقيه خارجًا. مَنْ أراد أن ينجو من دينونة الله فليتعلّم أن يسلك هكذا بحسبه تعالى فقط. انظر ما فعله الرب يسوع عندما اتّقد غيرةً على بيته. إن الكتب تأمر ألاّ يستقر شريرٌ واحدٌ وسط جماعة، لا اثنين أو عشرة، خوفًا من أن يأتي اللوم على الكل.


ضع الزوان لينمو مكان الكرمة أو مكان الخضروات، فإنك تجده ينمو بكثرة. أيها الزارع الغبي، أيها الأحمق بين الزراع العقلاء، هل ترك راع قط خروفًا أو ماعزًا وسط القطيع أو في الحظيرة بعد أن ذُبح أو أهلكته الحيوانات المفترسة؟ لماذا لا يجب أن نجعل رجال الدماء والمكر غرباء عن أديرة الله، ليس بسبب شرورهم فحسب؛


ولكن حتى لا يبتعد الله عن الأديرة؟ ألا يُلام الشعب إذا ترك في وسطه أعداء العدالة والوصايا التي أُعطيت لنا؟ نسمع أن إنسانًا عوقب لأنه سرق قطعًا من الحطب، فلو تُرك كل واحد يفعل ما يريد أما كان الكثيرون يسرقون؟ وهل كان الحكام خالين من الشفقة في عقابهم للمخطئ بسبب قطع صغيرة من الحطب لا تصلح إلاّ للحريق؟ ألم يفعلوا ذلك من أجل أمر الله حتى لا يُحزن الله الجميع ويُهلكهم من أجل واحد؟ ولماذا لا يجب طرح بعض الناس خارجًا عن مجامع الله؟ إن التحدُّث بأعمالهم الكريهة لَهو ضربٌ من القيء لأنهم هيّأوا مائدةً للشياطين. إنهم يكونون ملعونين لأنهم رتبوا لهم ما يأكلونه معهم. فهل يسوغ أن يُترَكوا في أماكن القديسين؟


لو أن رقعةً رثةً باليةً كانت نافعةً لتبطين رداء جديد، أو أن رقعةً جديدةً نافعةً لرداء عتيق، لكان الناس الدنسون ذوي نفع في سكناهم مع الأطهار، ولَصحَّ سكن الأطهار مع الموبوئين. لماذا لا يُفصَل أبٌ طاهرٌ عن ابن نجس وابنٌ طاهرٌ عن أب موبوء؟ ولماذا لا تُفصَل أُمٌّ ذكية عن ابنة مخدوعة؟ إن كلام النبي الذي كان بالأمس يكون اليوم وكل الأيام إلى الانقضاء: هل هذا الحائط والذين ملّطوه (انظر حز13: 15) هم الذين ينصحون ويعلّمون ويعظون بأن يُترَك النجسون في أماكن الله، ويحاربون الذين يقولون بعدم وجوب تركهم ويشجعون من يتصرفون بالتهاون؟

يتبع

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:04 AM   رقم المشاركة : ( 26 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الثامنة
توبيخ وتحذير

جاء إلى الدير بعض القسوس والشمامسة وآباء من أديرة أخرى ومعهم جمع كبير ليسمعوا كلام القديس أنبا شنودة. جاءوا لكي يبرِّروا تصرفاتهم بينما هم أعداء بعضهم لبعض بسبب أعمال شريرة وسرقة. ولكن القديس رأى ألاّ يتكلموا معه فيما جاءوا لأجله حتى اليوم التالي رغبةً منه في أن يسود عليهم الهدوء حتى يسمع الذين يحبون التعاليم التي يرسلها الله لهم. ولما فرغ من كلامه في مساء يوم الأحد كعادته انصرفوا دون أن يُفاتحوه فيما جاءوا لأجله لأنهم استحوا إذ توبّخوا من كلامه، وهذه هي عظته:


إن الذين يرتكبون أعمالاً مكروهةً في الأماكن المقدسة إنما هم خونة وسارقون وجاحدون. ماذا ينفع من الفتائل إلاّ ما يشتعل في المصباح؟ لأنها تكون غير صالحة إذ قد استعملوها عدة مرات! كلمة الله تنذرنا أنه ليس للذين يسلكون بمكر في بيت الله أن يتوقعوا الصالحات. ومن واجب الإنسان الأمين أن يُريهم الأعمال الحسنة وأن يضع النور في الأماكن المقدسة. إن الرجل غير الناجح الذي هو بدون استعداد في ذاته كيف يكون أهلاً لعمل مجيد نافع؟


إن يهوذا لم يكن له استعداد في ذاته لذلك لم يستحق درجة الرسولية، بل إنه كان مستعدًا أن يظهر بمظهر لص وخائن، ليس فقط لأن هذا الجاحد سمع الرب يقول: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه» (مت16: 26)؛ بل لأنه سمع أيضًا: «إن واحدًا منكم سيسلّمني» (يو13: 21)، فلم يخجل ولم يشفق على نفسه، لكنه تاه بسبب الثلاثين من الفضة، فأهلك نفسه وأتلف الفضة أيضًا. وإن كان البعض لا يقنعه العالم كله ويُلقي بنفسه في فخ إبليس بسبب الأموال مفضّلاً إياها على السماء التي ليس فيها ذهب؛ فلنكتف نحن بما يمنحه الله لنا من الكفاف.


قال الرب لآدم وحواء: لماذا أكلتما من هذه الشجرة التي نهيتكما عن أن تأكلا منها؟ فقالت حواء: إن الحيّة أطغتني فأكلت. وقال آدم: إن المرأة التي أعطيتني إياها قد أعطتني من الشجرة فأكلتُ! ولذلك طردهما الله، وأما الجنة فأغلقها. ونحن أين نذهب من أمام وجه الله؟ لأننا ارتكبنا الشر لأننا فجّار، لأننا اختطفنا ما ليس لنا، لأننا نلجأ إلى الكذب، لأننا نقسم باليمين الكاذبة، ونقترف كل الشرور الأخرى التي نُغضبه بها!


لقد عرف آدم وحواء في الحال وشعرا بخزي السقطة التي تورطا فيها، وعلما أنهما عريانان ولذلك بحثا عما يستتران به، وصنعا مئزرتين من ورق التين لأنهما اضطربا. ونحن المغمورين دائمًا في خطايانا لا نشعر بخزينا ولا نعلم أننا أصبحنا متعرّين من النعمة التي كنا نكتسي بها قبل أن نخطئ، ونحن في ذلك لا نفكر في أن نلتزم بالوصايا ونقوم بالواجبات التي فرضتها علينا الكتب لكي نُخفي جهلنا.


إذا جاء البربر إلى أرض فإلى أين يهرب سكانها لكي يكونوا في أمان وسلام إن لم يكن إلى المدن المحصّنة؟ ولكن إن استولى البربر على أماكن الحراسة فإلى أين المفر؟ يمكن للقوي أن يهرب إلى الجبال لكي ينجو. وعلى هذا القياس، إذا هجم الشيطان على النفوس بقصد أن يخدعها ويصرعها فإلى أين تلتجئ إلاّ إلى الذين لهم القيادة في بيت الله لكي يُعرِّفوهم بأمور الجهاد وأسلحة الحرب لكي تنتصر على الخطية؟ وإذا ابتدأنا نحن أن نضعف أو إذا سقطنا في الشر حينما يضع العدو حجر عثرة تحت أرجلنا، فإلى أين يذهب الناس أو مَنْ يمسك بأيديهم؟ إنهم يرفعون أعينهم إلى الجبال كما هو مكتوبٌ، أي يضعون في قلوبهم أن يحفظوا المكتوب لكي يروا من أين يأتي عونهم، حيث يأتيهم من السيد الذي خلق السماء والأرض.


إذا كان البحارة يهتمون كثيرًا بأن يُلقوا إلى الخارج بالمياه التي تقذفها الأمواج إلى داخل المركب لكي تكون الحمولة في أمان؛ هكذا أيضًا الذين يحكمون في أماكن الله عليهم أن يهتموا بألاّ يتركوا فيها أعمالاً شريرةً أو يعمدوا إلى محاباة الوجوه والإدانة الشريرة من أجل أغراض بشرية، وبالاختصار كل الأمور التي بها تكثر الخطية؛ وبذلك يخلص الجميع. أما زوايا الصخور وكل حجر عثرة في طرق الملاحة فسيخلصنا منها الرب يسوع، كما أنه سيأخذ بأيدينا في تلك الأمور الأخرى.


أقول: إن كنا نشبِّه الإنسان بالمركب، فمن البديهي أنه على الذي يقود مركبًا أن يلاحظ طريقه بعناية حتى تُحفَظ قلوبنا فوق كل تحفُّظ، كما هو مكتوب (أم4: 23)، من كل ما يهاجمها أو من ذكريات تدخل فيها فتضيّع روح الورع لأنه، كما قيل، فإن الذين يحاربون بعضهم بعضًا بمثل هذه الأسلحة التي هي الغيرة والحقد والاتهامات الكاذبة والازدراء والسخرية وما شابه ذلك، قد أخطأوا بأفكار قلوبهم. إنه لا حصر للذين جعلهم الشيطان أعداء للعدالة في محبة ممزوجة بالغيرة والحقد. وهكذا فإننا سوف نخجل في اليوم الذي يُدين الله فيه سرائر الناس. فكيف نُخفي غيرتنا وحقدنا الواحد نحو الآخر في ذلك اليوم حينما كنا نكلّم بعضنا بعضًا بالسلام لكن العداوة في قلوبنا؟ إنه لَخيرٌ لنا ألاّ نسأل عن أخبار صحة رفقائنا من أن نسأل برياء وغش.


فلنخجل من هذا الكلام لأن الرب يعرف أن أفكار الناس باطلة ... إنني لن أقع في يديك، ولا أنت تقع في يديَّ، لكننا سوف نقع بين يديّ الله. مغبوطٌ هو الإنسان الذي ينقذه المخلِّص يسوع من الشيطان. إن كنتُ آكل الخبز معك ويدك في الطبق معي، ونسكن معًا في الأماكن المقدسة، أنت معي في المذبح، وأقف بالقرب من المائدة معك، لي ولك جسد المسيح وتناولني دمه؛ وقلوبنا مليئة بالشر الواحد نحو الآخر ولا نخشى الغضب واللعنة!؟ يوجد في كل زمان الذين يسلكون بمكر في الأماكن المقدسة وقلوبهم ليست مستقيمة نحو الله ..!


أين يوجد يهوذا؟ في الجحيم. لماذا؟ بسبب السرقة والخيانة. كانت يده في الصحفة مع يد الله وكان على استعداد أن يسلّمه. فلنخش إذن من جهنم، ولنخجل من أنفسنا نحن الذين مُنحنا عظائم الله، ولنحفظ أنفسنا أطهارًا من أعمال يهوذا في بيت الله، لأنه إن كان قد فعل تلك الشرور العظيمة، فلأنه بعد أن أخذ اللقمة دخل فيه الشيطان. وقد حلّ عليه ذلك الغضب الشديد بعدل بحسب شر أعماله، لأنه بدلاً من أن يتطهر من الشيطان حينما أخذ لقمة الخبز الذي كسره الرب وأعطاه له، دخل فيه أكثر، وهكذا بدلاً من أن يصبح رسولاً أصبح إبليسيًا (أي تابعًا لإبليس).


إنكم ترون أن الذي بعد أن نال النعمة والاسم الحسن والثوب الذي ارتداه ويجعل مكانًا في نفسه للروح النجس؛ فإنه يقع بين أيدي أشرار عديدين. والإنسان النجس ليس هو فقط المنفصل عن الأطهار؛ بل إن كل شر وكل رياء هي أمور نجسة وكل من يلمسها أو يرتكبها هو نجس، ومن لا يبتعد عنها هو نجس أمام الله. أنا وأنت اللذان نعظ ونعلِّم فلنبك على خطايانا حتى لا يُلقينا الرب بعيدًا عنه في الضيق إذ يقول: «لا أعرفكم .. تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم» (لو13: 27)، فماذا نقول في تلك الساعة؟ هل نقول: "باسمك أخذنا وصايا أو عظائم، باسمك لبسنا ثيابًا وسكنّا في أماكنك المقدسة، باسمك قرأنا الكتب؟ أو كما يقول آخرون: «أليس باسمك تنبّأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة» (مت7: 22)"؟ ولكن هذا لن ينفعهم بشيء، فسيقول لهم: «اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية» (مت25: 41)، لأنهم لم يعملوا بما قاله لهم، فكم بالحري يكون الويل لنا أكثر لأننا نترك الأعمال الضرورية أي أحكام الله والعدل.

يتبع

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:04 AM   رقم المشاركة : ( 27 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة التاسعة
تحذير للكهنة
[لا يدنو من التناول من لا رحمة عنده ولا من هو نجس بالكلية]
(كتاب الأعمال الرئيسية للأنبا شنودة)

أيها الكاهن، إذا أردتَ أن تكرم أناسًا فأكرمهم في بيتك وقدِّم لهم مما تملك، فالمذبح ليس هو المكان الذي فيه تُرضي الناس، ووجود جسد الرب ودمه لا يمكن لنا معه أن نشتري خواطر الناس.


هذا الذي تصنعه إنما هو سرٌ وليس أكلاً وشربًا. والهيكل ليس هو المكان الذي يدخل فيه الإنسان وهو خاطئ أو زان أو غضوب أو سارق أو يحلف باطلاً، كلٌ في خطاياه. أيضًا من أجل يسوع، ينبغي أن نعلم أن الهبة الحقيقية التي يجب أن يعطيها الإنسان لقريبه هي أن يسند كل واحد أخاه وصديقه في احتياجاته ليست الظاهرة فحسب؛ بل أيضًا في احتياجاته الروحية ضد إبليس.

يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:06 AM   رقم المشاركة : ( 28 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة العاشرة

عمل الرحمة والطهارة

«الديانة الطاهرة النقية عند الله هي (عمل الرحمة والطهارة)»
(يع1: 27)

هناك أمور يجب على الإنسان أن يفعلها سواء وعد بها أو لم يعد، وهي أن يطهِّر فراشه ويُعطي صدقة إن كان يملك شيئًا من خيرات الحياة، ويُظهر الحق دون محاباة الوجوه، ويحفظ أيام الصوم حسب قوانين الكنيسة، وأن يعطي البكور والعشور وكل عمل صالح. وهناك أمور إن لم ينذرها الإنسان فلا خطيئة عليه،
لأن الرب يقول: «من استطاع أن يقبل فليقبل» (مت19: 12). ولكنه إذا نذر ولم يتمم نذره فالويل له، وهو أن يكون بتولاً وأن يحمل صليبه لكي يتبع الله. من سقط إذن من هذه الأعمال أو من رجع فيها إلى الوراء فقد أهلك نفسه وأصبح عامود ملح مثل امرأة لوط.


احترسوا لئلاّ يسرق إبليس غنى العفة:


وأنتِ أيتها العذراء، ابحثي في كل أوعيتك وستعرفين ما يريد العدو أن يأخذه، إنها طهارتك وهي الغنى العظيم، إنها الصلاة التي هي الأساور والخواتم من كل نوع التي في يديك وأصابعك، إنها طاعتك التي هي الأقراط التي في أذنيك، إنه تواضعك وهو العقد وخيط البرفير اللذان في عنقك، إنها حكمتك وهي الزينة التي على رأسكِ أو حول جبينكِ، إنها أصوامكِ وهي زمام جسدك،
إنها التأملات في كلمة الله سراج رجليكِ، إنها أعمالكِ الصالحة وهي الثياب الثمينة التي تلبسينها، وهي النعمة مثل العطر والزيت الذي تدهنين به نفسكِ وتضعينه على رأسكِ، إنها الحرية مثل الرداء الذي تلبسينه. هذه الأمور وغيرها يسعى العدو لا لكي يسلبها منكِ فحسب؛ بل إنه يروم أن يسلبكِ الكرامة والحياء الحسن الذي في عينيكِ. فالعذراء عليها أن تحفظ لنفسها كل غناها الحقيقي في الأعمال الصالحة وتتممها بكل شجاعة.


ماذا لو أخذتِ عدوًا وأدخلتِه في بيتكِ وفي غرفتك؟ فالمكروه النجس قبلتِه إليكِ، والطاهر المحبوب أبعدتِه عنكِ، وليس لأنه لم يكن في قدرته أن يخلِّص؛ لكن لأنك أحببت الغرباء وتبعتيهم .. أقول عن روح الشر وقوات الظلمة، لكن إلهك والرب يسوع لم تُسكنيه في قلبكِ وفي أفكاركِ! إلى متى تكون هذه الآلام على الأرض بسبب أعمالنا العنيفة؟

يتبع

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:08 AM   رقم المشاركة : ( 29 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الحادية عشر

[ارفعوا الخطيئة لكي يرفع الرب الآلام والعقوبات
والأتعاب من كل نوع]
(رئيس المتوحدين)

لا يمكن أن أقول كلمة لا أؤدّي عنها حسابًا، لذلك أقول لكم:
يوجد إنسان يقرأ الكتب ويتلو المزامير ويُقال عنه في السماء إنه كان خليقًا به أن يُغلق فمه. ويوجد إنسان في الأماكن المقدسة ويحمل أيضًا الاسم المجيد، أو راهب ويسمونه في السماء عدوًا لبيت الله ويستحق أن يُمزَّق الثوب الذي عليه.


ويوجد إنسان يأتي إلى المذبح ويتناول جسد الرب ويسمونه في السماء مستحق أن تُقطع يداه ورجلاه. ويوجد أناس نظن نحن على الأرض أنهم أنوار قد تحلّوا بكل طهارة، ويسمونهم في السماء "نجسين في كل شيء".


إنه يوجد فرق بين الذين يسمعون هذه الكلمات وهم يتنهدون ويبكون، والذين يسمعونها وهم يضحكون ويستهزئون. فماذا ينفع هذا الاسم وهذا الثوب إن كنا في أعمال لا تليق؟ الذي لا ينتبه إلى خطاياه وهو يسمع هذه الكلمات هو الذي لا يفكر في نهايته وفي ساعة احتياجه. أيها الإخوة، ليس العالم هو الذي ملأنا بالأخطاء، بل نحن الذين ملأناه بها! لذلك فهذا هو الوقت الذي ينبغي أن نكون فيه حكماء. إنني أتذكر كيف رأيتُ دموعًا تسيل على خدودكم حينما قيل: ”أترتفع على المنبر أو على العرش لكي تقرأ للذين يسمعون كلمة الله في الكنائس أم تنـزل في الحفر“؟ وأيضًا: ”ما هو حرص الراعي إن كان يأخذ ماءً لكي يسقي قطيع خراف ولا يسقي عنـزة صغيرة يملكها؟ ومَنْ يوقد مصابيح كثيرة في بيوت الآخرين ولا يوقد مصباحه في غرفته“؟


إنكم حكماء إذ تعلمون أنني أشبِّه نفس القارئ بالعنـزة الصغيرة، وقلبه بغرفته، والكلمات بالمصابيح والمياه، والناس بالخراف، والكتب بالبئر والأعمال الحسنة بالأماكن المرتفعة، والأعمال الشريرة بالحفر .. هكذا أنتم مثابرون وبهذه الدموع باكون، وأنتم تفتكرون خطاياكم وجهالاتكم. وبما أننا قلنا وسمعنا ما فيه الكفاية، فإنني أكتفي بهذه الأمور. ورب كل رأفة يجعلنا مستحقين لهذين الأمرين: أن يحفظ الأبرياء الذين في شعبه، ويخلّصنا أيضًا نحن الخطاة من كل إثم.


يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 07 - 2012, 08:09 AM   رقم المشاركة : ( 30 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الثانية عشر
دخول السماء بواسطة الكنيسة

أنت أيها الإنسان الذي يبحثون عنك لكي تتوب، فلتلتف كلمة الله حولك وتمسك بك حتى ينـزعك أولئك الذين يبحثون عنك من طين الخطية، فيكون فرح لمن يكلِّمك حيثما يُلقي التعليم. فإذا كانت امرأة لوط قد تغيرت لأنها نظرت إلى الوراء حتى إنها بدلاً من أن تكون امرأة أصبحت عامود ملح؛ وأنت أيضًا لا تحول روحك من أجل رياء بشري بل تجعلها غير مستحقة بدلاً من أن تكون مستحقة.


إن هلاك أنفس الحكام وأنفس الذين يحكمونهم إنما يكون إذا كنتُ أظن أنه: في شيء ما سوف يغضب مني قلب مَنْ يخطئ إذا كنتُ أؤنّبه. أيها المجنون، أليس من الأفضل أن يغضب الناس منك من أن تجعل الله يغضب عليك وعليهم؟ وكيف لا يغضب إن كنت تحتمل الذين يفعلون ما لا يجب في أماكنه المقدسة، الذين بخصوصهم أمر موسى النبي قائلاً: «مقدسي تهابون» (لا19: 30).

لأنه حقًا يجب أن نرتعد ونمتلئ خشوعًا في أماكنه المقدسة أعني كنيسة الله التي رآها الطوباوي يعقوب أولاً وامتلأ خوفًا كما هو مكتوب أنه عندما نام في مكان ما شاهد في رؤيا سُلّمًا وصل إلى السماء والملائكة يصعدون وينـزلون عليه، لقد كان الرب متكئًا عليه، فخاف يعقوب واعترف «وقال: ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلاّ بيت الله وهذا باب السماء» (تك28: 17)!


ما هو إذًا المكان الذي كان فيه السلّم الذي بلغ إلى السماء إن لم يكن هو كنيسة الله التي هي وحدها الطريق إلى دخول السماء، والتي كان الرب متكئًا عليها، والتي رآها أيضًا أب الآباء وقال عنها بمخافة إنها بيت الله وباب السماء؟!
فلا يوجد طريق آخر للدخول إلى السماء إلاّ الكنيسة الوحيدة التي أمر الله أن نخافها ونطرد منها الخطاة، لأنه في ذلك يغضب كل حين قائلاً: «يا صاحب، كيف دخلتَ إلى هنا وليس عليك لباس العرس» (مت22: 12)؟ هذا الكلام يهددنا بالغضب ليس بسبب رهبة المكان الذي نذهب إليه فحسب؛ بل إن صداه هو الآن أكثر. أيها الأصدقاء، كيف دخلتم إلى هذه الأماكن بدون طهارة وبدون محبة حفظ الوصايا أو أيّة أعمال لكم تجعلكم مستحقين أن تمكثوا فيها؟!


فلينـزل ملاكٌ من السماء بأمر الله ويقف في هذه الأديرة ويفرِّق بين الذين عليهم ثياب العرس والذين ليس عليهم، هؤلاء الذين كم يكونوا محتقرين وتستدّ أفواههم؟! ولماذا نكون نحن غير مطيعين للكتب ومبغضين للثوب المدنّس من الجسد حتى لا نلبسه هذا الذي لا يليق بالصلاة لله أو خدمته؟!

يتبع

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة وإكليل | القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين
صور القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
سيرة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين - صوت
القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
موضوع متكامل عن الانبا شنودة رئيس المتوحدين


الساعة الآن 06:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024