رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وصلنا بنعمة المسيح إلى المحطة السادسة من رحلة الصوم المقدس، أحد المولود أعمى (أحد الإستنارة). ، أطلب من الله أن يفتح عيون قلوبنا لنفهم شخص الله في صورة يسوع المسيح، وأن يصحح لنا الأفكار التي شوهها الشيطان عن صورة الله، ومن هذه الأفكار ما نقرأه اليوم في إنجيل المولود أعمي (يو 9) فأكثر فكرة مشوهة لصورة الله هي، أن الله يُعاقب على الخطية أثناء حياة الإنسان على الأرض! وهذا ما أعتقده تلاميذ السيد المسيح عندما رأوا المولود أعمى، سألوا السيد: (مَنْ أَخْطَأْ: هَذَا أَمْ أَبَواهُ ... ؟) ، هذه الفكرة المغلوطة ليست منذ جيل التلاميذ فقط، ولكنها نتاج فهم مغلوط لأيات من العهد القديم، (الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لَكِنَّهُ لاَ يُبَرِّئُ. بَلْ يَجْعَلَ ذَنْبَ الأَبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَالِثِ وَالرَابِعِ) (عدد 14: 18) القارئ العادي يفهم ما فهمه شعب إسرائيل، وما فهمه التلاميذ قبل حلول الروح القدس من هذه الآيات، الفكرة المشوهة عن الله، (عقاب الله على الخطية بالمرض)، ولكن إستنارة الروح القدس هي التي تعلمكم كل الحق.. وتفسيرها كالآتي: أن الله يصفح عن الآباء منتظراً توبتهم، فإن لم يتوبوا، يفحص أبناءهم، هل فيهم تلك النبتة الشريرة مثل آبائهم؟ ويحاول معهم... ولكن إن صممت الأجيال على عدم التوبة، يتركهم الله لغلاظة قلوبهم حيث أنهم هم الذين اختاروا طريق الهلاك الجسدي، أو المرض. فاعتقدوا خطأ أن الهلاك الجسدي أو المرض العضوي هو نتاج لغضب الله، ومن ثم هي عقوبته لهم، وفي هذا أيضاً خلط في الأوراق، فيوجد مرض له علاقة بالخطية مثل الإدمان أو الخطايا الجنسية... مثل ما رأينا في الأحد الماضي ((المخلع))، وكان مرضه بسبب خطية النجاسة، ولذلك حذره السيد أن لا يعود للخطية ثانياً، لئلا تُصاب بمرض جسدي أخطر من الذي كنت فيه، وأيضاً هلاك الروح في جهنم، ولم يكن التحذير من أنه هو الذي سوف يعاقبه بأشد لو رجع مرة أخرى للخطية، ... وعلى الناحية الأخرى، توجد أمراض كثيرة لا علاقة لها بالخطية الشخصية، ولكنها ناتجة عن فساد الطبيعة وورثتها البشرية، شاءت أم أبت نتيجة لخطية أبونا آدم، وهذه لا علاقة لها بخطايانا الشخصية، وأكررها مرة أخرى (لا علاقة لها بخطايانا الشخصية). *الخطأ الشائع أيضاً في هذه القصة أن الكثير يعتقد أن الله خلق هذا الإنسان على وجه التحديد أعمى، لكي يظهر فيه قوته ومعجزاته!!! هل لهذه الدرجة أبوك السماوي الذي قيل عنه في (إشعياء 63: 9) (فِي كُلِ ضِيقِهِمْ تَضَاَيَقَ)، لا يشعر بجُبْلَتَهُ؟ أيخلق إنساناً ليجعله أداة للتمثيل؟؟ الله الذي أوصانا حتى بالحيوان (لأن الكتاب يقول: «لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساً» (1 تي 5: 18) ألا يشفق على الإنسان ويجعله أداة للتمثيل حتى وإن كان لهدف روحي نبيل... لأجل ظهور مجد الله!! *(لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاه، لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالَ الله فِيهِ) (يو 9: 3) معناها أن لا تنظروا هذه النظرة للمرض، ولكن (يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ) (يو 9: 4) *لهذا أتى ابن الإنسان ليصحح ما قد أفسدته الخطية، وما أفسده الشيطان، وهذه هي أعمال الله في هذا الإنسان، أنه أرجعه حسناً كصورته الأولى التي خلقه الله عليها... الله يعطينا إستنارة لعيوننا القلبية لنرى حبه وحنانه الأبوي، ولا ننساق إلى أفكار إبليس التي شوهت صــــــورة الله (محب البشر)، وليس المنتقم من البشر... |
24 - 03 - 2018, 09:29 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يفتح ولا احد يغلق (المولود اعمى)
ولا ننساق إلى أفكار إبليس التي شوهت صــــــورة الله (محب البشر)، وليس المنتقم من البشر...
لست انا (احد الاستنارة) |
||||
|