إعلام يعكس ملكوت الله

[walaa farouk]

يطلق على وسائل الإعلام ،بما فيها المقروء، والمرئي ّ ،والمسموع ،اسم (media) من صحف ،ومجلات ،ونشرات إعلاميّة ،وتلفاز ،ومذياع ،بجانب المواقع الإلكترونية .تعمل كلّ هذه الوسائل على إثراء وجدان ،وعقول الجمهور المتلقّي ،مما يزيد من مدى ثقافته ،وتأهيله ،وإدراكه ،وبالتالي تفاعله مع المجتمع الذي من حوله .
تعتبر وسائل الإعلام صوتأ لمن لا صوت له ،فهي تمثّل رأي الشعب ،ومن أهمّ ما تضطلع به وسائل الإعلام المختلفة ،هو وقوفها سدّاً منيعاً تجاه كل ما يتسبب في ضرر المجتمع من عادات قبيحة .مثل إدمان الكحول والمخدرات ،والسجائر ،ومكافحة المشاكل التي تواجه المجتمع ،وتعمل على انهياره مثل :مكافحة السرقة والتهريب ،والرشوة ،والاختلاس ،وتهريب الأموال .
ولو أردنا أن نتكلم عن الإعلام المسيحي ،فسنرى إنه يحمل رسالة شاملة تتخطّى حدود الأنا ،والوقوف عند قضية بعينها .إنما يعمل على الوصول إلى المعلومة ،والتحقق منها ،ثمّ العمل على نشرها ،وفق أسس تضمن مصداقيتها العالية ،لتصل إلى متلقّي يتعرف على واقع معاش ،وعلى أحداث ومجريات ،قدّ تغيّر صورة التاريخ .
والإعلام المسيحي يعمل جاهداً ،لإن يكون محطّة ذات ارتباطات واسعة مع بقيّة الوسائل الإعلامية ،للإشتراك في إيجاد صيغة إعلاميّة شاملة تسهم في إدراك الواقع ،وعرضه على المتلقّي بطريقة ترتكز على المعطيات ،والبيانات الأساسية التي هي تعتبر اليوم مقياس المصداقية في الخبر أو المعلومة التي يتم نشرها .
وهذا ما يجعل من الإعلام المسيحي ،وما يقوم به من رسالة ،سراجاً مضيئاً في سماء الإعلام العربي والغربي ،ولكن هذا السراج يبقى مشعّاً بمصداقيته ،ليعطي نور الحقيقة ،الذي لا يمكن أن ينطفىء أبداً وسيبقى الإعلام المسيحي ،واحة خصبة للمعلومة الصادقة ،وسيخدم القضايا الإنسانية والمجتمعية ،كما يتطلب منه بشفافية عالية ،وبروح المحبة ،والعدالة ،والمصالحة .
وقد خصصت الكنيسة ،يوماً عالمياً للإعلام ،والذي يصادف الأحد الذي يلي صعود الرب يسوع إلى السماء ،وقبل حلول الروح القدس .للدلالة أن (الكلمة ) الذي صار بشراً ،وخاطب جميع الناس ،عن سرّ الله والإنسان والتاريخ .قد استودع المؤمنين جميعاً عامة ،والإعلاميين ،والإعلاميات خاصة ،رسالة إعلان (الكلمة )،كلمة الحق ،والخير ،والمحبة ،والسلام.

وفي كلمة للبطريرك(غريغوريوس الثالث )بطريرك الروم الكاثوليك ،في مؤتمر الإعلام المسيحي : (على الإعلام ولاسيّما المسيحي أن يكون كما قال بولس الرسول : أن يكون لإجل البنيان ،لإجل البناء ،وشحذ الهمم ،وإشاعة التفاؤل ،وإشعار الناس بمسؤوليتهم أمام ما يشاهدون ،أو يسمعون .يجب أن يكون الإعلام المسيحي إنجيلاً ،يحمل الأخبار السارة ،وأن يساعد الناس أن يكونوا على مثال المسيح ،وأن يكون الإعلام المسيحي ،ليس للتفاخر ،وليس للتعالي ،وليس للتسامي .بل لإجل حمل قيم الإنجيل ،وقيم الإيمان المسيحي إلى العالم .
ولو تطرقنا لأشخاص كان لها تأثير كبير في عالم الإعلام والميديا المسيحية ،فسنتكلّم عن المخرج، والممثل (ميل جيبسون )الأمريكي الجنسية ،والذي عاش في أستراليا ،وتألق في أدوار عديدة ،ونال جوائز كممثل ومخرج ،ولكن من أروع ما قام به من أدوار ،هو إخراجه لفيلم (آلام المسيح )،والذي يعتبر ،ليس مجرد مغامرة عاشها ميل جيبسون ،لكن قد يراها البعض نوعاًمن الجنون أو الانتحار .بعد أن اقتحم بإرادته الخاصة هذه المنطقة المشتعلة ،ليبحث عن المعنى الحقيقي للألم والتضحية .
وحين سُئل في حوار معه عن السبب الذي جعله يتوقف أمام آلام المسيح ،وإخراجه لهذا الفيلم أجاب اعتقد أننا جميعاً ،نملك الحق في أن نغيّر أنفسنا في الوقت المناسب ،وعموماً حياة المسيح تحمل معنى خاص للألم والتضحية ،وكما يعرف الكل ،أنّ الألم يسبق دائماً التغيير ،لذلك توقفتُ كثيراً ،أمام هذه الحالة ،قبل أن أبدأ بتغيير حياتي ،وكنت قد وصلت لدرجة عالية من الضغط النفسي ،وأدركت أنه الوقت المناسب ،حتى أتساءل عن معنى الحياة ،ووجدت أنني لن أجد أي إجابة ،إلا من خلال الإيمان ،وبالتركيز على معنى الألم ،الذي هو أساس الإيمان المسيحي ،وهكذا يمكنني أن أولد من جديد)
الإعلام له دور كبير في تسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات ،على إيصال صوت من لا صوت لهم ،وأن يعبّر عن الحق بكل أشكاله ،ليكون فعلاً نور ومنارة ،ولكي يقوم بالدور الذي وجد من أجله

[Mary Naeem]

،على إيصال صوت من لا صوت لهم ،وأن يعبّر عن الحق بكل أشكاله ،ليكون فعلاً نور ومنارة ،ولكي يقوم بالدور الذي وجد من أجله

موضوع مميز
ربنا يباركك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى مرمر