منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 03 - 2018, 05:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

هل الإنسان مُصير أم مُخير

هل الإنسان مُصير أم مُخير
هل الإنسان مُصير أم مُخير
اعتدنا على أنهم فقط س و ج؛ فسين هي السؤال، وجيم هي الإجابة، ولكن في زمننا هذا احتجنا إلى ص بينهما؛ وصاد هي صحح المعلومات في ذهنك قبل أن تجيب السؤال بلسانك.


الإشكالية الانتقائية
ما زال السؤال الموجود في صدر المقال، يسبِّب إشكالية كبيرة تشغل الأذهان، وازدادت الإشكالية حِدَّة، عندما كثُرت الأحداث غير المفهومة في أيامنا، سواء كانت كوارث طبيعية (أعاصير أو زلازل أو ...)، أو أنماط سلوكية (شذوذ أو إدمان أو ...)، أو نزاعات سياسية (حروب أو تهجير أو ...).
وقد لاحظت أن هذه الإشكالية تخضع لانتقاء المواقف؛ فالإنسان يريد أن يكون مخيَّرًا في المتعة والحرية وعدم المساءلة، ويظل شعاره:
“أنا حر أفعل ما أريد وقتما أريد”
ولكن عندما تهاجمه كارثة أو مصيبة، يُلقي اللوم مباشرةً على الرب، ولسان حاله:
“أنا أريد وأنت تريد والرب يفعل ما يريد”.

القدر الإجباري
والحقيقة أن من يقولون أن الإنسان مُصيَّر (أي محدَّد المصير) في كل شيء، يبنون منطقهم على أنه هناك الكثير من الأمور التي يولد بها الإنسان، ولم يكن له دخل في اختيارها؛ فهو لم يختَر جنسه، ولا عائلته، ولا شكله، ولا مكان وتاريخ ميلاده، ولا حتى دينه أو عقيدته.
ولكن لا يبدو هذا المنطق بريئًا كما يبدو، لأن أصحابه ينفون من ورائه أي مسؤولية أدبية أو أخلاقية على الإنسان؛ فالمسكين مُصيَّر ومسلوب الإرادة، وليس له أي اختيار في هذه الحياة، وبالتالي فلا قيمة لأي وصايا له، ولا داعٍ لأي دينونة عليه، ولا معنى لخطية تصدر منه. والعجيب أن هؤلاء المتفلسفون قد يستخدمون بعض آيات الكتاب المقدس بشكل مغلوط محاولة لإثبات رأيهم.
والحقيقة أن الرد الحاسم على من ينزعون حرية الإرادة من الإنسان، يمكن أن يكون من خلال الواقع المُعاش، صحيح أن الإنسان يكون منزوع الاختيارات خلال فترة طفولته؛ فوالديه يختاروا له أكله، وشربه، ومدرسته، وملابسه الأكبر من مقاسه، لكن بنضوج الإنسان يبدأ في اختيار كليته، وبالتبعية عمله، ثم شريك حياته، وفي كل هذه الاختيارات يتحمل الإنسان مسؤولية اختياراته؛ إذًا فالإنسان مُخيَّر وليس مُصيَّر.

المخاطرة الإلهية
الرب لم يخلق الإنسان آليًا دون فكر أو إرادة أو مشاعر، مع أنه كان الاختيار الأسهل للرب ، ووقتها لن تكون هناك معصية تهين قداسته، أو فساد يزكم أنفه، ولكنها ستكون أيضًا قمة الإهانة للرب ؛ وستظهره بصورة سادية وديكتاتورية، وكأنه يجبر البشر على طريق عبادته، وحاشا للرب الطيب الرؤوف أن يكون كذلك.
ولكن الرب خلق الإنسان على صورته :
(تكوين1: 27)
وميَّزه بنسمة حياته :
(تكوين2: 7)
وبذلك أعطى الرب للإنسان حرية طاعته أو عصيانه.
وليس هذا فقط، لكننا نقرأ مثلاً ما قاله الرب لشعبه إسرائيل، والذي يُعتبَر عيّنة من بقية الشعوب:
«أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ»
(تثنية30: 19).
فمن محبة الرب للبشر، أرشدهم للاختيار الصحيح؛ سواء عبر الأمر المباشر “اختر الحياة”، أو عبر تبصيرهم بالنتائج الحادثة في كلا الطريقين.
تمامًا مثل المدرس المحب لتلاميذه، الذي يرشدهم إلى اختيار الإجابة الصحيحة، ولكنه أبدًا لن ينزع إرادتهم، أو يجيب بدلاً منهم في ورقة الإجابة، وحين تظهر النتيجة، لن يستطيع أحد أن يلومه، لا على صعوبة الامتحان، ولا على عدم معرفتهم المسبقة للنتائج؛ فالامتحان مصنوع أساسًا لكي ينجح فيه التلاميذ.

حل الإشكالية
ولكن إن كان الإنسان مُخيَّرًا بالفعل، ومسؤولاً عن كافة قراراته، فبماذا نفسِّر الكثير من الأحداث التي تحدث له دون أن يختارها، ويكون هو بالفعل مُصيَّر فيها؟
الحل في وجهة نظري في كلمة إنسان؛ فالإنسان حُرّ لكنه في ذات الوقت محدود في إمكانياته. فهو حر أن يتعلم السباحة، لكنه ليس حرًا في تعلم الطيران؛ فهذا فوق إمكانياته. وهو حُرّ في أخذ احتياطاته وقت الأعاصير والزلازل، ولكنه ليس حرًا في منعها من الأساس، فهذا أيضًا فوق إمكانياته.
وبنفس هذا المنطق، فإن الرب أيضًا له حرية الاختيار في حدود إمكانياته غير المحدودة أصلاً، فهو من قال لموسى:
«وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ»
(خروج33: 19)
ومن قالت عنه حنة المصلية :
«الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ»
(1صموئيل2: 6-7)
ومن قال عنه أيوب :
«وَمَنْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟»
(أيوب9: 12)
وهو أيضًا من قال بشكل رمزي:
«أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟»
(متى20: 15).

الفاعل الأعظم
ويبقى درسنا المُعزي والمطمئن، أنه مهما كانت اختيارات البشر فاسدة وضارة، فإنها لن تستطيع أن تتغوَّل على اختيارات الرب الصالحة والرائعة لنا؛ ولهذا فعلى الإنسان في كل الأحوال، أن يحذف الفاعلِين الموجودين في حياته، وينظر فقط للفاعل الأعظم؛ وهو الرب القدير.
وهذا ما فعله صاحب المزمور، الذي تساءل متحيرًا:
«إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ، فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟»،
لكنه سرعان ما أجاب بعدها :
«الرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ»
(مزمور11: 2-3).
فطالما الرب على كرسيه في السماء، فالاختيار الأخير له، وفعله أكبر من أي ظروف أو صُدف أو أشرار على الأرض.
وهذا ما قاله أيضًا يوسف لأخوته:
«وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ يهوه قُدَّامَكُمْ. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ الرب. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ... لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ الرب ؟»
(تكوين45: 7-8 ; 50: 19).
فاخوة يوسف كانوا مخيَّرين وهم يبيعوه، وامرأة فوطيفار كانت مخيَّرة وهي تظلمه، وفوطيفار كان مخيَّرًا وهو يصدِّقها؛ ولكن كل هؤلاء لم يستطيعوا أن يمنعوا الرب الذي كان “مُخيرًا” في أن يرسل يوسف إلى مصر، ويجعله سيدًا عليها، ويُسبِّبه مخلِّصًا لها ولكل الأرض وقتها.
ج: الّإنسسان مُخيَّر في كل ما هو إنساني، ومُصيَّر في كل ما هو فوق إنساني

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(مز 17: 12) وَكَأنَّ عَدُوِّي أسَدٌ مُتَأهِّبٌ لِلِانقِضَاضِ
سؤال مُحير عن التناول
فتّش ع الخير، حوّل الشرّ لَخير
وعظة أنت مخيير أم مسيير بالموسيقى newrony
مُشير


الساعة الآن 06:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024